تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

10 - "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة" [البقرة-210] , "وجاء ربك والملك صفّاً صفّاً" [الفجر-22] , وأيضاً حديث النزول ........................... "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم" [النحل-33] , "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب" [الحشر-2]

الآية الكريمة في سورة البقرة يستدل بها المجسمة على كون الله سبحانه وتعالى في مكان فوقنا جهلاً مركّباً! فليس في الآية الكريمة لفظ النزول ولا العلو فجاز كون الآتي –بكونه جسماً- آتياً من أمام أو يمين ... لكنّهم قالوا إنّه إن كان سيأتي في ظلل من الغمام, والغمام فوقنا, فسيأتي من فوقنا!! والحقيقة أنّ هذه (النظرية!) موجودة عند اليهود والنصارى المجسمة لعنهم الله –كما في فيلم {آلام المسيح}!!! - وكذلك في العديد من برامج الرسوم المتحرّكة!! وقولهم بجواز النزول في الغيوم يلزم منه الكفر حتى عند هؤلاء من جهتين -أعاذنا الله منه- فالجهة الأولى هي بالقول بحلول الخالق سبحانه وتعالى بالمخلوق. والثانية بالقول بالمحاذاة للملائكة والكون في السماء الدنيا المقتضي للسفل تحت مكان العرش المقتضي للنقص المقتضي للكفر!! والأمر أنّ الله سبحانه أنكر على اليهود لعنهم الله تجسيمهم وقولهم بأنّ الله سبحانه متحرّكٌ نازلٌ صاعد!! ومعلوم تجسيم اليهود في العديد من الأحاديث, والمقصود بالآية الكريمة هم اليهود حقّاً لما سبق من الآيات الكريمة وما لحق بها. هذا والأوضحُ في الردّ على هؤلاء هو بالآيتين الكريمتين من سورتي النحل والحشر, فالأولى فيها حالُ الآية الكريمة في سورة البقرة إلا بأنّ الأمر هو الذي يأتي, فجاز بأن يأتي الله سبحانه بإتيان أمره, والآية الكريمة في سورة الحشر واضح معنى قوله تعالى "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا" بأنّه غير المعنى الظاهر بالحركة, بل هو مُفسَّر بقوله تعالى "وقذف في قلوبهم الرعب", فبان أنّ المعنى هو غير ما تَوَهَّمَ المجسَّمة. وبهذا يُحَلُّ الإشكال في فهم الآية الكريمة في سورة الفجر بما لا يستدعي الإعادة. وحديث النزول يستشهد به هؤلاء على وهْمِهِم بأنّ فيه النزول إلى السماء الدنيا, إذن لن يكون إلا من فوقها!! فالأدلّة على الصرف عن المعنى المُتَوَهّم كثيرة منها:

أ- أنّ في ظاهره نسبة الانتقال من مكان إلى مكان فهو الحلول بالمخلوق فهو كفر, هذا مع لفظ (إلى السماء الدنيا) الذي يفيد حرف الجرّ فيه انتهاء الغاية المكانية. ولا يقولنّ قائل إنّ العرش لا يخلو منه فإنّ هذا القول أفظع مع الأخذ بالظاهر! فإمّا أن يكون الله -سبحانه وتعالى عن هذا علوّا كبيراً- قد نزل كما ظاهر الحديث فانتقل, أو إنّه لم ينزل فبقي فوق العرش, أو بنزول بعضه وبقاء بعضه!!! والقول بالنزول دون الانتقال –الذي هو الحركة من العرش- صرفٌ عن الظاهر مرفوضٌ عندهم فكيف يقولون به! ومن المستشنعات من هذا القول هو القول بأنّ العرش مكان لله تعالى عنه! فهو لا يخلو منه!! سبحانه وتعالى عن ذلك علوَّاً كبيراً.

ب- أنّ في ظاهره النزول تحت العرش والسموات السَّت وفي هذا نقص عندهم يقتضي الكفر.

ج- أنّ في ظاهره أنّ الله سبحانه وتعالى نازل كلّ الوقت! فمعلوم كرويّة الأرض, ومعلوم كون الثلث الأخير من الليل موجود كلّ الوقت في الكرة الأرضية, فهذا الحديث يوحي بعدم كروِيّة الأرض فهو مخالف للحسّ الذي يؤدي إلى ردّ الحديث الظنّي –إذ هو ليس بمتواتر ودون إثبات ذلك خرط القتاد! - بما هو علم قطعي لا يخالِفُ فيه إلا حمار!!

د-تختلف الروايات فمنها ما يَذكر ثلث الليل الآخر ومنها َيذكر نصفه, فهي تُخَطَّئ بعضها –وربَّما أفاد هذا الاضطراب-.

هـ- هناك رواية صحيحة بأنّه في الثلث الآخر ينادي ملك هل من تائب ليُغفَر له وهل من سائل فيُعطَى, وفي أصول الحديثِ التوفيقُ بين الروايات في حال تضارب ظواهرها مُقَدَّمٌ على ردَّ أحدها بأنّ الروايات الأخرى أقوى سنداً, فالحديث مُفسّر بهذه الرواية فانتهى الإشكال بحمد الله تعالى.

وبعد هذا ذِكْرُ بعض حجج هؤلاء العقليَّةِ الخرقاء!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير