تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفائدة الأولى: أصل ضلال جميع الطوائف في باب الأسماء و الصفات هو الخوض فيه من

(جهة العقل). و لهذا ألف شيخ الإسلام (((درأ تعارض العقل والنقل)))

الفائدة الثانية: معلوم لكل ذي عقل سليم، و رأي رجيح، أن الشيء لا يمكن تصوره أو الحكم عليه إلا في ثلاث حالات:

أولا: أن ترى الشيء نفسه ((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)).

ثانيا: ان ترى شبيهه أو مثيله ((ليس كمثله شيء)).

ثالثا: الإخبار عنه ((و ما آتكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا)) و ((ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون)).

فهل هذه الفرق رأت الله عز وجل أو رأت شبيهه أو مثله .... هيهات .... هيهات.

فكيف عرفت أن اليد قدرة، وأن الوجه ذات، وأن الرحمة إرادة , و ... و ... و ...

فلم يبق إلا (((النقل الصحيح)))، فيجب التوقف عليه، و عدم إعمال العقل.

الفائدة الثالثة: أهل السنة وسط بين الفرق، فمن الفرق من وصفت الله بالجسمية حقيقة، وهي فرقة هشام بن الحكم، ومن الفرق من وصفت الله بالعدم، كالجهمية والمعتزلة والأشعرية، وأما أهل السنة فوصفوا الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، والذي يدل على أن الأشعرية قد وصفت الله بالعدم، قولهم: الله لا داخل العالم ولا خارجه، وهذا الوصف ينطبق على العدم.

وأما أهل السنة، فقاعدتهم: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".

الفائدة الرابعة: قواعد الأسماء والصفات عند أهل السنة:

القاعدة الأولى: إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل؛ لأن الله أعلم بنفسه من غيره، ورسوله صلى الله عليه واله وسلم أعلم الخلق بربه، مثل صفتي السمع والبصر.

القاعدة الثانية: نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو ما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم مع اعتقاد كمال ضده، لأن الله أعلم بنفسه من خلقه، ورسوله أعلم الناس بربه، مثل: نفي الموت يتضمن كمال حياته.

القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى توقيفيّة، فلا يثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم، ولا ينفى عن الله عز وجل إلا ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم؛ لأنه لا أحد أعلم بالله من نفسه تعالى، ولا مخلوق أعلم بخالقه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

القاعدة الرابعة: التوقف في الألفاظ المجملة، التي لم يرد إثباتها ولانفيها، أما معناها فيستفصل عنه، فإن أريد به باطل ينزّه الله عنه فإننا نردّه، وإن أريد به حق لا يمتنع عن الله فإننا نقبله، مع بيان ما يدل على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية، والدعوة الى استعماله مكان هذا اللفظ المجمل الحادث.

مثل: لفظ (الجهة) .. فإننا نتوقف في إثباتها ونفيها، ونسأل قائلها: ماذا تعني بالجهة .. ؟

فإن قال: أعني أن الله في مكان يحويه .. !

قلنا: هذا معنى باطل ينزّه الله عنه ورددناه

وإن قال: أعني جهة العلو المطلق ..

قلنا: هذا حق لايمتنع على الله وقبلنا منه المعنى

وقلنا له: لكن الأولى أن تقول: هو في السماء أو في العلو، كما وردت به الأدلة الصحيحة

وأما لفظ (جهة) فهي مجملة حادثة الأولى تركها.

القاعدة الخامسة: كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح، وافقت العقل الصريح ولابد.

القاعدة السادسة: قطع الطمع، عن إدراك حقيقة الكيفية، لقوله تعالى:" ولايحيطون به علماً".

القاعدة السابعة: صفات الله عز وجل تثبت على وجه التفصيل، وتنفى على وجه الإجمال

فالإثبات المفصل، مثل: اثبات السمع والبصروالكلام والقدرة، وسائر الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة، والنفي المجمل، مثل: نفي المثلية في قوله تعالى " ليس كمثله شيء".

القاعدة الثامنة: كل اسم ثبت لله عز وجل فهو متضمن لصفة ... ولا عكس، مثل:

الرحمن متضمن صفة الرحمة، الكريم متضمن صفة الكرم، اللطيف متضمن صفة اللطف

وهكذا سائر الأسماء، لكن الصفات مثل الإرادة الإتيان والاستواء، لانشتق منها أسماء

فلانقول المريد ولا نقول الآتي ولا نقول المستوي وهكذا ... سائر الصفات.

القاعدة التاسعة: صفات الله كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير