? إن الخلاف في المسائل الخلافية و الاجتهادية ليس مشكلة تحتاج إلى حل بل هذه التعددية هي المتنفس في أكثر الأحوال لاستيعاب التنوع العقلي و النفسي و الاجتماعي و البيئي بل و المتطلبات التي توجه الأمة فنحن ممن يؤمن بالتعدد و التنوع مع المحافظة على الأصول و الثوابت الشرعية 134
? في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه عن عمر رضي الله عنه في سياق طويل قال فيه: ((فبينا أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي: لو فعلت كذا و كذا. فقلت: ما لك أنت و لما ها هنا و ما تكلفك في أمر أريده فقالت: عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت و إن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم)) لقد كان رسول الهدى يراجع في مسائل كثيرة ليست من أمره الشرعي الذي قال الله فيه ((وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) 135
? من العدل أن نعي أن النفس تعرض لها أحوال ذكرها الله في القرآن لوامة تارة و أمارة بالسوء تارة فيجب أن تراجع إلى طلب تحقيق درجة الخير النفس المطمئنة 135
? إن تحطيم شخص ما و حشد هفواته المزعومة لإعلاء شأن ذاتك لهو أحط أنواع الأنانية 137
? قضى عمر رضي الله عنه قضاء في مسألة في الميراث ثم رجع إلى ضد قضائه الأول فقيل له ,فقال: ((ذلك على ما قضينا و هذا على ما نقضي)) 139
? إن الحق حق أيا كان زمانه أو قائله كان أو لم يكن والخطأ خطأ أيا كان زمانه أوقائله كان أولم يكن مع أن الكثير من المسائل لا تتحمل الحسم المطلق ففيها حسن وأحسن وراحج ومرجوح وقوي وضعيف140
? ثمت أشياء كثير نجيد قراءتها و تصويرها داخل عقول و نفوس الآخرين لكننا لا نتمتع بنفس القدرة حينما نحاول ذلك في نفوسنا و عقولنا 141
? الأمانة التي هي قوام العدل في منهج الرد و النقد و المراجعة تواجه إشكالية الطبيعة البشرية الإنسانية التي تخوض معها أحيانا معركة صامتة تقع غالبا في دائرة اللاشعور ((إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)) وكل تجاز لقواعد الأمانة و العدل و الصواب فإنه نتيجة عن طبيعة الظلم أو الجهل 143
? إن العلم بلا رحمة ليس هديا إلهيا و إن الرحمة بلا علم ليس شريعة ربانية و الناس لا يصلحهم عالم لا رحمة فيه أو رحيم لا علم معه فالأول يطغيهم و الآخر يرديهم في انحطاط الجهل و فوضى التفكير و سذاجة الرأي 144
? إن الإسقاط للآخرين قد يكون محاولة مغرية للذين لا يقرؤون الأمور بوضوح و عدل لكن السؤال الذي يلح: من المستفيد من هذا الإسقاط و مَن البديل؟ نتوهم كثيرا حينما نفترض أن الإسقاط سيكون فضيلة و قوامة لأن فلانا له سقطات في مسيرته العلمية و الدعوية بينما الوقع أننا نتحرك عكس قانون الفضيلة و المصلحة لكننا لا نحسن حساب الخُطى 146
? قد تجد متعة في إحباط الآخرين بإشهار أخطائهم و التذكير بعثراتهم و لكنك ستجد متعة أكثر و أطول لو اعتنيت بجوانب قوتهم و إمكاناتهم و صواباتهم 147
? من قواعد النقد و المراجعة حسب اقتضاء قواعد الشريعة و نواميس العد أن يتمتع الناقد بقدرة في التحكم بنفسه و مزاجه 149
? ليس من منهج النقد الصحيح تتبع الشاذة و الفاذة في حق عامة الناس فضلا عمن له قدم في العلم و الاجتهاد فهذا من تتبع العورات و هو يقود إلى نتيجة في ذهن الكثير هي أن فلان جملة من الغلط و السقط 150
? في سنن أبي داود من حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تتبع عورات المسلمين فإنك إن فعلت أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم) قال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها
فهذا الحديث النبوي يشير إلى حكمين:
أحدهما: أن تقرير منهج التتبع و الملاحقة و تربية الناس على سلوكه يوجب تسليط الأمة بعضها على بعض فيتكلم من يعرف و من لا يعرف و من يعدل و من لا يعدل
الثاني: أن تتبع العورات والسقطات يفسد الحال فإن بني آدم خطاء فتكون نتيجة التتبع الحكم بفساد صاحب هذا السقط و الغلط وتتربى النفوس على البحث العفوي عن العثرات و حشدها وتصنيفها 151
? إن الأخطاء يجب أن تقر كما هي و كما جاء في سياقاتها 151
¥