? لقد قال رجل لابن عمر: ألم يقل الله ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)) فقال: ((قاتلنا حتى لم تكن فتنة و كان الدين لله و أنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة و يكون الدين لغير الله)) 210
? المفكرون الكبار – أصحاب الأفكار العظيمة – يمكن نبذ أفكارهم و رفضها من قبل البسطاء ذوي العقول الصغيرة 211
? لقد غدت أعمال تصدر عن ((تنظيم القاعدة)) أو عن ((أسامة بن لادن)) تأخذ طابع العصمة عن بعض الأتباع و كأن نقدها خط أحمر و كأننا لم نسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم لسيف من سيوف الله: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)) 214
? إن التصحيح هي مهمة الحكومات العربية و الإسلامية فهي أولى و أجدر بالمسارعة إلى جعل نظام الشريعة الربانية موضع التنفيذ و إحلال قيمها العظيمة كالعدل و الشورى و المساواة و العفة محل القيم الغربية و هي أجدر بتشجيع الناس على المراجعة و التصويب و فتح الباب أمام الشباب لتصحيح المسار و منح الفرص الميدانية و العلمية لكل الذين راجعوا الحق أن يعيشوا حياتهم بأمان على أنفسهم و أعمالهم و وظائفهم و أهليهم و أن يحتفظوا بحقوقهم السياسية و غيرها على أن العدل و الإنصاف واجب لكل أحد حتى لمن جاروا عن السبيل فالظلم و العدوان و البغي محرم حتى مع الكافرين فضلا عن المؤمنين لا يحفظ المجتمع من ردَّات الفعل و الأعمال الانتقامية المتبادلة إلا العدل و حفظ الحقوق 218
? لا تكن من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم فهي الخسارة التي لا تعوض 219
? عش و دع الآخرين ليعيشوا و امنحهم الحق في ذلك كما منحت نفسك و لا تعتبر وجودك يقوم على أنقاضهم و نجاحك على تدميرهم فالطرق شتى و الفرص التي خلقها الله تعالى بعدد الخلق بل بعدد أنفاسهم حتى طرق الجنة لا حصر لها 221
? النفس عالم هائل ضخم تكتنفها الطلاسم و تحوطها الألغاز و الأسرار و الكثير لا يتقنون قراءة أنفسهم بشكل جيد ((وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) فقد يظن الإنسان نفسه أوسع الناس صدرا و أطولهم حبلا و أبعدهم أناة و حكما و مداراة و أفعاله تنم عن غير هذا 223
? إن النظر في أدواء النفس هو أول سبيل البصيرة و إلا فالعمى و التيه 223
? كما أنه من أشكال قتل الإنسان لنفسه أن يئدها معنويا بمنعها من الخير و تدسيتها بحملها على المعاصي فالنفس قد تنتفض على صاحبها و تطالبه بتزكيتها كما تطالبه بشهواتها فيقمعها كما يقمع الحاكم الظالم المستبد من تحت يده 224
? إن من القراءة الصحيحة اعتماد سلوك الإنصاف يقول عمار رضي الله عنه ((ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان .. )) وذكر: ((الإنصاف من نفسك)) يقول ابن حزم رحمه الله ((من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإنه يلوح له وجه تعسفه)) و الكثير من الناس عند التعامل يضع يده على طرف الكفة لترجح له بانتقائية عجيبة فهو مع نفسه لون و مع الناس لون آخر و هذا تطفيف معنوي نهى الله عنه ((و إن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين)) 225
? إن العجب ليأخذ المتأمل كل مأخذ من هذا النبي عليه الصلاة و السلام الذي أقام ملة و أنشأ دولة و أحيا الله به قلوبا غلفا و آذانا صما و أعينا عما عندما يترك بناء الكعبة على وضعها الذي يراه مجانبا للصواب خشية حصول مفسدة أعظم و أن القوم حديثو عهد بجاهلية 226
? قضية التعايش مع الآخرين و مع الواقع بآلياته لا يعني الاعتراف بالخطأ أو تبريره أو فقدان الهوية و الضياع إنما تعني أننا نعيش واقعا يجب أن نفكر مليا و أن ندرس علميا و شرعيا كيف نتعامل مع هذا الواقع بطرق سليمة تحقق المصلحة و تدفع المفسدة و هذا ما تختلف في مدارك الناس و مشاربهم و تصوراتهم 227
? إذا لم يكن لديك سلام فهذا معناه أنك أنت الذي فرطت فيه و ليس أن شخصا آخر سلبه منك 229
? السلام مع النفس هو أول خطوات السلام ... السلام مع النفس أن تكون العلاقة قائمة على وضوح الأهداف و شفافية المقاصد و صفاء التعامل و الانسجام الداخلي
231
? إن أحق ما يعرفه الإنسان بعد معرفة ربه هو أن يعرف نفسه و ينشغل بتكميلها و إصلاحها قبل انشغاله بغيره 231
? من السلام مع النفس التوافق و الانسجام بين ظاهر النفس و باطنها و ذلك يكون بين القول و الفعل ((كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) 233
¥