تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 12:55 ص]ـ

الأخ الحامدي17 .. حفظه اللهلك من الشكر أجزله على ما أفضتَ به على هذا الموضوع الهام من رونق كلامك، والذي يدل بلا ريب على قارئ فهيم، متذوق، وصاحب نظرة ورأي. فبارك الله بك وبعلمك.

نعم أخي الحبيب .. هنالك خلطٌ شنيع بين (المتدارك) الذي على (فاعلن)، و (الخبب) الذي على (فعْلن). ولنا أن نقرر بدايةً أن مصدر الخلط هم العروضيون، لأن الشعراء – أصحابَ الآذان الموسيقية المرهفة- قدماءَ ومحدثين- لم يخلطوا بين البحرين أبداً.

وكان الخليل –رحمه الله تعالى- قد صنف البحر الأول في مهملات دوائره، ولم يتعرّض للخبب بالتأصيل، على الرغم مما نُقل عنه من أبيات قالها على وزنه.

فلما كثرت الكتابة على (الخبب) أراد بعض العروضيين أن يجد له مكاناً بين البحور، فألصقه خطَلاً بمهمل الخليل الذي على (فاعلن)!!

وكانت أولى مشاكل هذا التصنيف هي ظهور (فعْلن) في حشو البحر، بديلاً لفاعلن .. لأنها (علّةٌ) لازمة، لا تردُ إلاّ في الأعاريض والأضرب كما هو معروف. ولذلك قال أبو الحسن العروضي عنه: إنه مخالف لسائر أنواع الشعر، وإنه لحقه فساد في نفس بنائه. ومن هنا أيضاً كانت أولى تسميات هذا البحر: (الغريب).

ولقد نبه بعض العروضيين إلى أن تحوّل (فاعلن) إلى (فعْلن) في حشو الخبب هو مما يُخالف أصول القواعد الخليلية، واعتبروا ذلك حالة شاذة يختص بها هذا البحر دون سواه، وحكم معظمهم بشذوذ هذا البحر سالمَ التفاعيل، وصحّته معتلاًّ. بل جزم آخرون بأنه لا يُستعمل إلاّ مخبوناً أو مقطوعاً.

من هنا كان من الواجب على العين الفاحصة الناقدة أن تنظر إلى هذا البحر نظرة مختلفة عن سائر البحور، للخروج من ذلك بقواعد تتناسب مع ذلك الاختلاف.

وليس في ذلك نبذ للمصطلحات التي تواضع عليها الأقدمون، وإنما هو محاولة إحقاق حقّ، والحقّ إذا ظهر أحقّ أن يُتّبع.

أما فيما يتعلق بمسألة (فعِلَتُ)، فهي مثل (مُتَعِلُن) في الرجز والسريع والمنسرح، قليلة الورود في الشعر، ولا يعني استقباحُها عدم ورودها، ولكن ورودها يؤكد صحة ما ذهبنا إليه.

وأما كون أمثلتها من الشعر (المعاصر)، فلا يقدح في صحتها، لأنّ البحرَ هو من البحور المحدثة كما هو معلوم.

وأنا على يقين أن فيما ضاع من قصائد الخبب الكثيرة، بسبب رفض القدماء تسجيلها، كفيلٌ بأن يُظهِرَ لنا مثل هذه التفعيلة، كالذي استطعتُ أن أُسجّله من ظهور (فاعِلُ) في بعض أشعار القدماء، لأنها من خواصّ هذا البحر.

ولا يسعني إلاّ أن أشكرك وأشكر تفاعل الأخوة الكرام هنا

والسلام

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 01:05 ص]ـ

إن تعدد الأسماء لمسمى واحد ربما يسبب اختلاطا في الفهم لدى غير المتخصصين أمثالي، ولولا توضيحك البين لظننت أن اللاحق عند حازم واللاحق عندك سيان.وليت تُضبط الاصطلاحات ويتم الاتفاق بشانها.

المشكلة أخي الكريم (أبو أحمد) هي أن يتصدى للمصطلح من لا أهلية له في ذلك. وكذلك قصور النقد عن كبح فوضى التأصيل، إلى أن يستقر استعمال المصطلح أو رفضه.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 12:02 م]ـ

الأستاذ أبو أحمد ..

أحييك أيها الأخ الفاضل، وأشكرك جزيل الشكر على ما تقدحه أسئلتك وطروحاتك من مساجلات، أفيد منها أولاً، وأرجو لها أن تفيد ثانياً.

وجواباً على سؤالك الأول، فأنا لم أضع أي وزن جديد، ولا أحبذ الذين يضعون الأوزان الجديدة، فقط ليُقال إنهم ابتكروا مثل هذه الأوزان. ولكنني لا أقف ضد الجديد الذي يجيء موافقاً للفطرة، ويجد القبول من الشعراء المبدعين، كالذي حصل مع بحر الخبب، وبحر الدوبيت، والسلسلة، والبحر اللاحق، حتى لو كان قبولها وانتشارها محدوداً.

ولكنني قمتُ بتأصيلٍ جديد لعدد من البحور المخترعة، ونشرتها في مجلة الدراسات اللغوية، وجمعتها في كتاب لي تحت الطبع، بعنوان: بحور لم يؤصلها الخليل، وهي ستة بحور: الخبب، والمتدارك (وهما بحران منفصلان لا رابط بينهما)، والدوبيت والسلسلة: في دراسة مطولة نشرت في كتاب لي منفصل، تحت اسم: البحر الدبيتي، والمخلّع (وهو ما يعرف قديماً بمخلع البسيط، وليس من البسيط)، وأخيراً البحر اللاحق.

ولا أخفيك، أنني على كثرة اطلاعي في هذا المجال، لم أستطع الحصول على كتاب الأستاذ مرعي، لعدم توفره في السعودية، وأتمنى فعلاً أن أطّلع عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير