تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن هب أننا عرضنا هذا الوزن على مجموعة من طلبة جامعة الملك سعود بالرياض أو جامعة القاهرة أو جامعة دمشق فهل سينال هذا الوزن من القبول ما ناله في جامعة قسنطينة؟

لو غلب القبول لأمكن اعتباره عربيا، ولكن ماذا لو غلب الرفض؟

ليت من الممكن إجراء ذلك، ولو تضافرت جهود أساتذة اللغة على إجراء ذلك لأمكن الأمر لا سيما في ظل تسهيلات التواصل عبر الشبكة، ولعل بعضهم يطلع على هذا الموضوع في هذا المنتدى الكريم فيكون ذلك بداية لعمل علمي جدي، يدشن دورا رائدا لهذا المنتدى يكون فيه قدوة لسواه.

قمت بنقل الحوار لعدة منتديات وسوف أكمل النقل مشيرا إلى رابط المنتدى فلعل بعض أساتذة اللغة والعروض يدلون بدلوهم فيما يخص تقبل ذائقتهم لهذا الوزن. وأخص من أتواصل معهم منهم وهما الأخوان االعالمان العروضيان د. عمر مخلوف والأستاذ سليمان أبو ستة.

لقد أثبت التمرجع (وأعني بالتمرجع تغيير المرجعية والأصيلة خاصة) في كافة المجالات أنه ككرة الثلج، يطيح بكل مرجعية ناشئة وصولا إلى اللامرجعية.

ما يسمح بذكره المجال هنا هو أن بعض رواد شعر التفعيلة في بداياته طعنوا بمرجعية الشعر- ولا أقول العمودي فسواه يحتاج التخصيص- باعتبار أن شعرهم الجديد له مرجعيته الخاصة فماذا تم بعد ذلك؟ طعن سواهم في مرجعية شعر التفعيلة، ورغم ما اعلنه شعراء التفعيلة فيما بعد من تصالح مع الشعر- وحقا إن شعر التفعيلة في الأعم الأغلب ملتزم بإيقاعات الشعر العربي -، رغم تصالح شعراء التفعيلة مع الشعر وذودهم عن عروض الخليل، إلا أن من تلاهم من شعراء (النثر) اعتبروا أن تمرجع شعر التفعيلة كان خطوة على طريق أكملتها مرجعية شعر (النثر).

ولك أخي أن تتلفت حولك إلى ما هو أخطر من العروض، وانظر أين وصل تخلينا في كل قضية من قضايا الأمة عن مرجعيتها الأصلية.

وعودة إلى أمر التجديد في الأوزان، ماذا لو أن اثنين وعشرين أستاذا في اثنين وعشرين جامعة عربية وضع وزنا استساغته ذائقته، وذائقة من حوله، فماذا يحصل؟ وأين نمضي في أمر الشعر.

لعلك تقول إن هذا موقف أيديولوجي أكثر منه أدبي وجوابي إنه أدبي لا يخلو من علاقة مع الفكري، ولكن هل موقف أرباب قصيدة النثر من الحداثيين مقتصر على الجانب الأدبي؟ فإذا كان هذا الموقف في طرفه الذي تراني أمثله ذو تواشج فكري، وهو كذلك في الطرف الذي يمثله الحداثيون، فهل يمكن أن ينفك فيما بينهما عن بعده الفكري؟.إن الارتباط بالفكري لا ينفي الجانب الأدبي، كل ما في الأمر أن الملكات والأفكار الإنسانية متصلة. وقد فهم الحداثيون ذلك فهم في هدمهم للوزن والتفعيلة يرون فيهما ظاهرة سطحية لعمق الثوابت العقدية الراسخه

فهذا (أدونيس) يقول:

((مسافر تركت وجهي على زجاج قنديلي .. خريطتي أرض بلا خالق .. والرفض إنجيلي)) // أعماله الشعرية الكاملة: 1/ 292 // ..

وهذه (خالدة سعيد) تقول:

((الشعر يحل مكان الدين، ويصبح ميتافيزيقيا المجتمع الحديث، حيث يلعب الشاعر دور الآلهة التي اختفت)) // البحث عن جذور: ص: 9 // ..

اقتبست هذين القولين من الرابط (وفيه المزيد):

http://www.4uarab.com/vb/showthread.php?t=47738

أورد هذا وأنا أتجاوز إطار موضوعنا الأصلي إلى أفق أوسع، راجيا أن لا يفهم من كلامي أني أساوي بين وزن أخي رياض يوسف الجديد وخاصة في بعده الفكري وشعر النثر الحداثي.

فأخي رياض ملتزم بثوابت أمته، واجتهاده في استحداث الوزن الجديد بلتزم شكل الإطار الخليلي من وجود شطرين وروي وقافية، وإن خالفه في تفاصيل أبعاده. ولعله إن واظب على الاستكشاف يأتي بالجديد من (الموزون) الأكثر قربى لبحور الشعر.

والآن وفي ذات الإطار الممتع أعود لأعرج على بعض مقولاتك الكريمة استكمالا للحوار في خاصّه بعد عامّه

تقول:

"فالقضية عندي ليست إثبات عربية هذا الوزن بقدر ما هي إثبات مساغه و إمكان التعود عليه من طرف الأذن العربية (((ينبغي أن نلاحظ في هذا السياق أن الخليل حصر الأوزان العربية السائدة إلى وقته والتي كانت تسيغها الذائقة العربية آنذاك و لكن الذائقة تتطور و تختلف -ولا يعني ذلك أنها تتحول إلى النقيض- حتى في البيئات التقليدية و البدوية ومن أمثلة ذلك شيوع ظاهرة الشعر النبطي و غلبته على الفصيح في البيئة الخليجية مهد العروبة و الإسلام"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير