تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقول: ومن هذا أن البعض يلفظون (المَوّال) بضم الميم مع التشديد (المُوّال) ولعله أصله من قول السيوطي وأول تصحيف طرأ عليه هو التشديد ثم فتح الميم لتخفيف النطق بها وللتسهيل كما هو شأن لغة العامة، ومعلوم كذلك أن أواخر الكلمات تهمل حركتها وغالباً ما تُسَكّنُ في اللغة الدارجة.

وقرأت في مقال لمحمد رجب النجار عن الموال الزهيري في الكويت، أنه أبان إعداده لرسالة الدكتوراة في السير الشعبية كان يستمع في قريته الى أحد رواة السير الشعبية المشهورين من كبار السن، فقام أحد المستمعين وقال للراوي: أزهرْ فاستجاب له وأنشد بعض المواويل،وأنه سأل عن معنى الزهيري فشرح له بعضهم معنى قريباً من الجناس وعليه فالتزهير يرادف التجنيس، وهو يرى أن الزهيري نسبة الى زُهيرة مصغّر زهرة.

ويرى البعض أنه سمي بالزهيري نسبة الى شاعرٍ اسمه ملا جادر الزهيري وهو أشهر من كتب هذا الفن وهو من عشيرة الزهيرات المنتشرة في ربوع العراق ولاسيما قرية الزهيرات التي تنسب اليهم.

ويرى محمد رجب النجار أن هذا التعليل غير مقبول لأن الشاعر عاش في القرن التاسع عشر وهذا الفن أقدم منه وكذلك بكون الفنون على وجاهة مبتدعيها لا تعرف باسمائهم فالموال يعرف بالسباعي أو السبعاوي لأنه متكون من سبعة أشطر والزهيري لأنه مُزهّرٌ أي مجنس فضلاً عن أنه يعرف بالنعماني أيضاً ولم يقل أحد من الباحثين بنسبته الى شخص ٍ أسمه نعمان!.

وفي بعض كتابات المتأخرين: وينظم الموال الزهيري على وزن البحر البسيط وهو أما من أربعة أشطر أو خمسة أشطر كما هو شائع في لبنان وسورية وفلسطين، أو من سبعة أشطر كما هو شائع ومعروف في منطقة الخليج العربي، فإذا كان من أربعة أشطر كان الشطر الأول والثاني والثالث من قافية واحدة وإختلف الرابع، وإذا كان من خمسة أشطر إشترك الأول والثاني والثالث والخامس بقافية واحدة وانفرد الرابع، وإذا كان من سبعة أشطر جاء الشطر الأول والثاني والثالث والسابع على قافية واحدة

والرابع والخامس والسادس على قافية أخرى.

ومن يمعنُ النظرَ في هذا الكلام يجدُ تطابقاً تامّاً بين مفهوم المَوَالِيَّا والمَوَّال.

وغالباً ما يُكتبُ الموال باللغة الشعبية، وهناك محاولات حثيثة ومساعي جادة لكتابته باللغة الفصحى إحياءاً لهذا الفن الشعري واللون الأدبي الذي يعتبر من ألوان وفنون الشعر العربي الأصيل، ومن الَمَوَّالات الفصحى قول صديقنا الشاعر الكبير عادل الكاظمي:

ما أنصفَ الدهرُ من حُرٍّ أبيٍّ وفي

قد صاح نهباً به من بعد غُنْمٍ وفَيْ

كالسبطِ لَمَّا قضى بالطفِّ ظامٍ وفي

أوْجِ المَعالي لهُ مجدٌ تسامى عُلا

يُنمى إلى حيدرٍ فخراً وعمرو العلا

ما يَمّمتهُ الظُبى إلا وصلّتْ على

جسمٍ فصارت له ظلاً ظليلاً وفَيْ (28)

ومنه قولنا:

أَحْوَى الظِبَا بالضُبى للقَلْبِ قَدْ طَعَنا

وَهْيَ اللِحَاظُ وَبِالتَفْتِيرِ قَطَّعَنَا

فَقُلْتُ رِفْقاً بِمَنْ فِي السِنِّ قَدْ طَعَنا

أَسَلَّهُ الحُبُّ لكِنْ مَا نَسى وَسَلا

أَبَعْدَ حُبِّكَ شَيءٌ للفُؤَاد ِسَلَى

فَقُلْ لِعَيْنَيكَ عَنْهُ اسْتَخْبِرَا وَسَلا

سَيُخْبِرَاكَ بِأَنِّي لَمْ أَشْكُ قَطُّ عَنا (29)

وقولنا أيضاً:

أَنَّى حَلَلْنَ فَرَاحُ الحُبِّ قَدْ حَلِّتْ

مَرِّ الزَمانُ وللعَيشِ الظِبا حَلَّتْ

تَسقي خُمُوراً لِمَشْدُودِ العُرى حَلَّتْ

وَاللَحْظُ قَدْ كَلَّمَ الأحْشاءَ تَكْلِيما

مِنْها اشْتكى القَلبُ قُلْتُ اصْبِرْ فَتَكْ لِيما

إِنِ اشْتكيتَ،وَإِنْ لَمْ تُبْدِ تَكْلِيما

َهْيَ التِي رِيقُهَا خَمْرٌ وَقَدْ حَلَّتْ (30)

ومن هنا نوجه دعوتنا إلى كلّ الأدباء والشعراء إلى الإهتمام بهذا الفن الشعري العريق والسعي الدؤوب لإحيائه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تموز 2006 م


(1) سورة النساء / الاية 33.
(2) سورة مريم / الاية 5.
(3) سورة الاحزاب/ الاية 5.
(4) مجمع البحرين ومطلع النيرين/ الشيخ فخر الدين الطريحي / تحقيق السيد أحمد
الحسيني / المجلد الاول / مادة (ولا) _ وعجز البيت في لسان العرب لابن منظور
(امشوا رويداً كما كنتم تكونونا)، وفي أساس البلاغة للزمخشري (لا تنبشوا بيننا
ما كان مدفونا) وهو المشهور.
(5) لسان العرب / ابن منظور / مادة (ولي).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير