تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أنْ لا أحدَ بتاتاً يُشبهني

لا أحدَ ولا شيءَ

وذاكَ رِهاني مع الزَمنِ!

سُرَّةُ الصحراء

***********

ثَلْجاً تَصَبَّبَ ذلكَ الليلُ الخريفيُّ البعيدْ

ترنو اليهِ اناملي

نجوى دعاءٍ ساهمٍ

وجبالُ كردستانَ ساهرةٌ

تُرَدِّدُ شِعْرَ جُنديٍّ طَريدْ

غابَ القمرْ

فحَمَلْتُ اشيائي لاخطوَ في شِعابٍ

ما اضاءَ شِعابَها غيرُ الخَطَرْ

حتى عَبَرْ

لكنْ الى اينَ العبورْ؟

بالامس كان السجنُ قَيئاً

جَنْبَ حجرةِ آمِرِ الماخورْ

قُلْ للجنوبِ:

اكانت الصحراءُ في حَفْلٍ؟

فَإنَّ ذِئابَها رَفَلَتْ

إذْ اجتَزْتُ الرمالَ الطوطميَّةَ

في مَسارٍ كالمَجامِرْ

يا نهرَ مِلْحٍ فوقَ نَبعكَ والمَصَبِّ

قد انحنى ضَمَأي قَناطِرْ

وحمِلتُ لونَ الماءْ

غَيبوبةً , إغْماءْ

وتَعَثُّراً في التيهْ

حتى إذا ما لاح دجلةُ عُمْتُ فيهْ

حَذَرَ (الكِلابِ)

فطافَ مُبْتَعِداً قصيدٌ اقْتَنيهْ

مِسخٌ حُكوميٌّ يومَنّي النفسَ بيْ فَيخيبْ

والمَغربيُّ بذلكَ الزمنِ العجيبْ

أبدى ............. مَناراتٍ فاخفى نَعْشيَ المَذهولَ

والمُلْقى على أقصى الرصيفِ:

وصَلْتَ بغداداً , يوَدِّعُني

فأحزِمُ يأسيَ الحاني ,

ومَرْكَبَةٌ تغيبْ.

مِن ثَدْيَيَّ أُرْضِعُ الوحوش

(*)

*******************

صَفصافةٌ تُثْمِرُ إجّاصاً ... قصيداتي

زيتونةٌ تسيرُ في الأعراسِ ,

والهلاهلُ الثمارْ

طَلْعٌ يُظَلِّلُ الذاهبَ والآتي

ويَختِنُ الصِّغارْ!

*****

لكي تُجيزَ فِكرةً كالمَعْبَرِ الدقيقْ

بينَ الحقيقةِ الكُبرى وبين العَدَمْ

لكي تكونَ الساحلَ المُبْحِرَ والبحرَ العميقْ

لا بُدَّ أنْ تُصادِقَ الوَهَمْ

*****

تنتصرُ الروحُ , نعم

لكنَّها دون دفاعٍ هكذا دون غطاءْ

إنَّ انتصارَ الروحِ دائماً

لِباسُهُ العراءْ

*****

اذا انتَميتُ فانتمائي لضبابِ الغابةِ الشبيهِ بالهديرْ

لِرَجْعِهِ المُستَديرْ!

يُذْكِرُني بالشُّطوطْ

وبالمرايا والخطوطْ

أمّا وقد سعى الليلُ خُطىً أشُمُّها

وفي حَنايايَ أضُمُّها

فلتَذْكُرِ الغابهْ

انا الذي عمَّقَ فيها تلكُمُ الغرابهْ!

غرابةَ الأجنبيْ

يَشُذُّ عن أقرانهِ مُستَأذِناً

ومُستَعيراً في التعابير التي يختارُها

فضلَ نبيْ!

*****

بعينيَ الكُبرى أرى وحدتي

ملحمةً مكتملهْ

فتارةً أرتعي كالأفْيِلهْ

وتارةً أقدحُ كالنجماتْ

أمرُقُ من شرايينِ الزمانِ

أسبُقُ الصرخاتْ

أضاجعُ الذاتْ

أخلُقُ أعداءاً وأتباعاً

أُجَيِّشُ الجيوشْ

أزرعُ الغاماً وأنغاماً

ومِن ثَديَيَّ أُرْضِعُ الوحوشْ

وتارةً المَحُ كلَّ مبذولٍ لديَّ ثابتاً مُعَبِّراً فريدا

وحينما أفتحُ عينيَ الصُغرى – وقَلَّما أفتَحُها –

ألمَحُني وحيدا.

*****

هذا الذي كان وكان أيُّها الطبيبْ

أمّا لماذا جئتُ ها هنا فانني أجيبْ:

سُرتُ على الدرب دروبا

وحين ظَلَّ يمضي بي

أدركتُ أنَّ اللّعْنَ طُوبى

وعالمَ التشَرُّدِ النقيِّ كالإيمانْ

وفَجأةً وجدْتُني أوزِّعُ الأكوانَ بالدِّلاءْ

لكنني حين التَفَتُّ للوراءْ

إذا بقامتي قد أصبحتْ كرئتي مُحدودِبهْ

وكلِّ ما حولي مُغطّىً بالصدى والدخانْ

وكانت السماءْ

سُجّادةً مُثَقَّبهْ

خطوطُها تَضُجُّ بالوقاحهْ

مثلي انا الآنَ أجيءُ ناشداً منكمُ لا استشارةً

وإنما استراحهْ

تُغْني ولا تُغني.

*****

مِهما اختنَقْتَ او تنَفَّستَ بلا رئهْ

مِهما تكنْ محطّاتُ رؤاكَ هادئهْ

مهما كتَبتَ او أضربتَ

مهما تكنِ العِبارةُ البادئهْ

لا بُدَّ أنْ تطُلَّ من بين الأصابعِ امرأهْ!

*****

دافعُ تحنيطِ اليقينِ فاجرٌ

يطري لَذاذاتٍ

مَراسيها الضَّغينهْ

شوارعُ التَفَّتْ على الأعناقِ هكذا

كحَبْلِ سُرَّةِ المدينهْ.

*****

تَرغبُ أنْ تلحقَ بالأبعادِ

انتَ الجَسَدُ – القِشّةُ في دوّامةِ العيشِ

لكنْ للَحظاتٍ

ترى العالمَ أسماكاً هزيلاتٍ

وأمّا انتَ فالأوحَدُ فيها سَمَكُ القِرْشِ.

*****

معضِلةٌ مسدولةٌ يفيضُ عنها البَدَنُ

وثعلبٌ ما عاد ماكِراً وإنما مُدَجَّنُ

والريحُ لونٌ مُحزنُ.

*****

كلُّ الطيورِ هاجَرَتْ

وقد رأيتُها تَزعَقُ كالجيوشِ

هل يا تُرى حَطَّتْ ام انحَطَّتْ على رموشي؟

*****

يكبرُ فيكَ الفنُّ والإنسانُ والينبوعُ والزَّهْرُ

وبالتوازي تكبرُ الخيبةُ فيكَ واختلاجاتُ الذُّنوبِ والأسى

فالثَّمَنُ القَهْرُ.

*****

تبحثُ عن مَدارِها الشفاهُ

أدري ,

وموسيقىً من الجروحِ يستقبِلُنا اللهُ.

*****

ها قد أطلَّ المَلَكْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير