سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى = لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة = مشكلة الألوان مختلفات
إلى معشر الكتاب والجمع حافل = بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى = وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده = ممات لعمري لم يقس بمماتِ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 02:40 م]ـ
قصيدة الأستاذ محمد بهجة الأثريّ
احتفل مجمع اللغة العربيّة في القاهرة دورته الخمسين بجلسات علميّة خصّصها للاحتفال بعيده الذهبي، دامت خمسة أيام، وذلك من يوم 18 من جمادى الأولى، الموافق 20 من شباط (فبراير) حتى يوم 22 من جمادى الأولى سنة 1404هـ، الموافق 24 من شباط (فبراير) سنة 1984م، عقد خلالها سبع جلسات.
وفي الجلسة الافتتاحيّة ألقى علاّمة العراق: الأستاذ محمد بهجة الأثريّ، عضو المجمع قصيدة من روائعه الخالدة، معتزاً بالفصحى لغة الذكر الحكيم.
وقد بلغت قصيدته نحواً من 150 بيتاً، أورد بعضاً منها:
شعشعت كأسُها ورَفّ الضياءُ = وعلاها من السّنا لألاءُ
وصفا ماؤها كما شَفّ ماسٌ = ألقت في الضحى عليه ذُكاءُ
لذةُ الطعم ما الشِهادُ لديها؟ = ما رُضابُ العذراءِ ما الصهباءُ؟
كلّ لطفٍ مُفَرَّقٍ في سواها = هو فيها وكلّ حسنٍ رداءُ
مثل وَشْي الربيع زانتْ يدُ ال =له حِلاهُ وأبدعت ما تشاءُ
لغةٌ أم مَزاهرٌ أم مناجـ =اةُ عذارى فواتنٍ أم غناءُ؟
* * *
نَعَر الناعرون لكن إليهم = وحدَهم عادَ ما فَروا وأساؤوا
هي في أُفقها الرفيعِ، وهم في = غائطِ الأرض رُكّعٌ وقِماءُ
خلّهم عنك قرقروا أو أصاتوا = أيّ حسناءَ ما لها أعداءُ
جهِلوها وهم مِراضُ قلوبٍ = نخر الحقدُ لبّهم والداءُ
انقلابُ الزمان أغرى الزرا =زير فصالوا واستوقح الأدعياءُ
لغةُ المرءِ ذاتُه إن تهُنْ هانَ و =أضوى وذلّت الكبرياءُ
الحِفاظَ الحِفاظَ، يغلي به الصدرُ و =تُحمى ببأسه الحَوباءُ
* * *
" لغةُ الوحيِ " جلّ ذا النعتُ نعتاً = أين لِلُّسنِ هذه السيماءُ؟
شرف في السماء والأرض سامى = كلّ علياءَ من ذُراه علاءُ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 02:50 م]ـ
صهوة الضاد
نبيلة الخطيب
هل السراة كمن هبوا لها صبحا = و العادياتُ بذاك المُلتقى ضَبْحا
فالليلُ أغطشَ حتى كاد ينكرهم= و الفجرُ أَوْحى بطرْف النُّور ما أوحْى
قالوا فردَّدت الأيامُ خلفَهُمُ=و أسهبَ الدهرُ في أشعارهم شَرْحا
سنُّوا الحروف فللأفكار صولتهم=و في صَليل القوافي أَدْرَكوا الفَتْحا
قريضُهم ملأ الدنيا و شاغَلَها= أََدْنى هجاءً و أعلىَ مُسْبِغاً مَدْحا
حيناً يَشِبُّ وَعِيداً أو مُساجَلَةً= و من شِفاهالمنايا ينبري رُمْحا
قد يضْرِمُ الحربَ إن مارتْ مراجِلُهُ=أو يُبدِلُ الحربَ مِنْ إحكامه صُلْحا
و قد يُريبُ خوافٍ في مَواكنِها=و يَقلِبُ الصُّبحَ في لألائه جُنْحا
أو يغمُرُ النفسَ فَيضٌ مِنْ سَكينَتِهِ=و يسْتحيلُ وديِعاً مُؤمناً سَمْحا
يَستْرضِبُ الغيضَ مَنْ غاضَتْ قناعَتُهُ= من يُغْدِقُ الشِّعْرَهل يستَمنِحُ الرَّشْحا؟!
تَزْهو الحضارة حيثُ الشِّعر سادِنُها= تَذْوي فيرتفع من أطلالها صَرحا
يغدو رسولاً لها حتى يخلِّدَها=و يرسُمُ الوهْدَ في تصويرها سفحا
حاٍد حفيٌّ إذا الأيامُ قافٍلةُ= تمضي فينشر في أذيالها الرَّوحْا
و الشٍّعرُ لَحنٌ و أوتارُ الحروف إذا= ما هَزَّها الوجْدُ ينسابُ الجوى صَدْحا
يا للغناء الذي يُشْجي مَواجِعَنا= يَشْدو الحياةَ و فينا يُعْملُ الذَّبْحا!
إنْ مَسهُ الشوْقُ أو أَنَّ الحنينُ بهِ= يَنُضَّه القَلْبُ من وهْجِ الحَشَا بَرْحا
و إنْ تَجمَّلَ و الأهواءُ خائنةٌ= تَذروْهُ فَوْقَ جِراحات الهوى مِلحا!
يجودُ بالنبضِ و الأعصابُ ناضِبةٌ=لا تَسْألوا الجُرْحَ أنّى نزفُهُ سَحاَ!
يدنو كظبيٍ من التصريحِ في وَجَلٍ=قَدْ راعَهُ السَّبعُ أَنْ بادَرْتَه البَوْحا
ظِلٌّ ظَليلٌ و لكنْ لا ظلامَ به=يَرْمي بشُهْبِ المعاني تَخْطِفُ اللّمْحا
و من خُدور النوايا إن له خَطَرتْ=خَنْساءُ خَفَّ إلى اسْتِحْيائها سَفحا
فإن وَشَى بِلَهِيبِ الشَّوقِ لاعجُهُ=يُدِِِنِكَ مَنْ كُنْتَ ترجو عِنْده الصَّفْحا
إنَّ اللسانَ الذي أَجَّتْ مناهِلُهُ=لا يستبين له نصح وإن صحّا
كأنه كُثُبٌ أَودعْتها غَدَقا=فإن هَفَوتَ لهيفاًِِ صادياً شحا
¥