المعَرَّب في الحديث النبوي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 12:12 ص]ـ
المُعَرَّب في الحديث النَّبَوِيّ
كان رسولُ الله (صلَّى الله عليه وسلم) أكثرَ الناس فَصاحَةً وأوضحَهم بياناً، وأبينَهم حُجَة، "وقد أرسله الله إلى الأُمَم كُلِّها على اختلاف ألسنتهم؛ فاقتَضَى أنْ يَعْرفَ ألسنتَهم؛ ليَفْهَمَ عنهم ويَفْهَموا عنه" (). وأمَّا ما وقع في الحديث من الأَلْفَاظ الأعجَميَّة المُعَرَّبة فيرجِع إلى أسبابٍ عِدَةٍ منها: إنَّ تلك الأَلْفَاظ يُؤْتَى بها لتفسير ألفَاظٍ عَرَبِيَّة، فقد وَرَدَ لفْظُ " أم الجُرْذّان " في حديث قصة أبي رِغَال قال ابن الأثير (ت 606هـ) في تفسير أم الجُرْذَان: " هي نَوْع من التَّمْر كِبار، قِيل أنَّ نَخْلَةً يَجتَمع تَحْتَه الفأرُ، وهو الذي يُسَمَّى بالكوفة المُوشَان يَعْنُون الفأرَ بالفَارِسيّة ().
وهناك أعْجَمِيّ، استخدمه العَرَب وورد شِعرهم، وأدَبهم، ونَمَت به الثَّروة الُّلغوية، وهي الأَلْفَاظ المُعَرَّبة. وكثيرٌ منه وَرَدَ في كُتُب غريب الحديث والأَثَر، وأَخُصُّ غَريب الحديث لأبي عبيد بن سلاَّم (ت 224هـ) وابن قُتَيْبَة (ت 276هـ) والخطابي (ت 388هـ) والزَّمَخْشَريُ وابن الأثير في النِّهايَة.
قد يقعُ الأَعْجَمِيّ في الحديث استِمْلاحاً، ومنه ما أُثِرَ عن عليِّ (رضي الله عنه) أنَّه قال لشُرَيح القاضي حين أصابَ في مَسْألةً فِقْهيَّةً. " قَالُون " أَيْ أَصَبَت، أو جَيِّد بالرُّومية ().
ومن المعرب في الحديث النبوي ما يلي:
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 12:18 ص]ـ
السُّكُرَّجَات:
السُكُرُّجَة: أَعْجَميَّة مُعَرَّبَة، وكان بَعْض أهل اللغة يقول الصَّواب أُسْكُرُجَّة () فارسِيُّتها (أُسْكُرَة أو سِكارَة) وتَصْغيرها " أُسَيْكِيرَة" فارِسِيِّة مُعَرَّبَة وتعني مُقَرِبَةُ الخَلِّ ()، والسُكُرُّجَة: إناء صغير يُؤْكَل فيه الشيء القليل من الأَدَم، وأكثر ما يُوْضَعُ فيه الكَوامِخ () وإسقاط الهَمْز أو تسهيله، في كلمة سُكُرَّجة هو ما تَلحَن فيه العامة ()
جاء في الحديث: قال صَلَّى الله عليه وسلم: " ما أَكَلَ نَبيُّ الله على خِوانٍ ولا في سُكُرُّجَة ولا خُبْز له مُرَقَق " ().
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 12:22 ص]ـ
الكِنِّّارَات:
الكنَِّارَة: الكِنْجَارَة ساميَّة الأصول، فهي في الآراميَّة "كنارا" وعند التنوخي: فارِسِيِّة الأَصْل، وهو الشُّقَّة من الثوب الكِتَّان، مُعَرَّب (كنار: طرف) و (ها: النسبة) ().جاء في حديث علي عليه السلام:"أمَرَنَا بِكَسْرِ الكُوبَة والكِّنَارَة والشياع " ()، والكِنَّارَة: هي العِيدان التي يُضْرَب بها، أو البَرابِط (العود)، أو الدُّفوف، أو الطُبول، أو الطَنابير، قال الحربي وأبو سعيد الضرير: كان ينبغي أنْ يُقَال الكُرَّانَات فقُدمت النون على الراء () وفي القاموس: الكِنَّارة: بالكسر والشَّد الشُّقة من ثياب الكَتَّان ()، وجُمِعَت الكَلِمَة على " كِنَّارات" في صفته عليه الصلاة والسلام في التَّوْراة "بَعَثْتك تَمْحُو المَعازِف والكِنَّارات" هي بالفتح والكسر (). ويُجْمَعُ هذا الجَمْع ما خُتِمَ من الأجناس، والأعلام بتاء التَّأنيث ().
ـ[ابى الشارح]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 01:57 م]ـ
السلام عليكم وجزاكم الله خير جزاء
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 09:50 م]ـ
السلام عليكم وجزاكم الله خير جزاء
وعليكم السلام، وأهلا بك فصيحاً بين إخوانك، حللت أهلاً ووطئت سهلاً
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 12:31 ص]ـ
الأنماط
النَّمَط: فارِسِيِّة الأَصْل, وهي في الفهلوية ( namat) أُبْدِلَت التاء الفَارِسيّة بطاء عَرَبِيَّة، وفي الفَارِسيّة الحديثة ( namad)( )، أخذتها العَرَب من الفهلوية، والنَّمَط عند العَرَب والزَّوْج ضُروبٌ من الثِّياب المُصَبَّغَة ().
وفي شفاء الغليل: النَّمَط: ثَوْب ذو لونين, وطَريف, ثم أُطلق اصطلاحا على الصنف واللون, فيقال: هذا من نَمَطِ هذا: أي من لَوْنِه ()
وفي حديث ابن عمر: "أنَّه كان يُجَلِّل بُدْنَه الأَنْمَاطَ"، وهي ضَرْبٌ من البُسُط له خَمَلٌ رقيق واحِدها نَمَطٌ (). وجُمِع النَّمَط على أَنْمَاط، مثل: سَبَب وأسْبَاب. ويُمكن أنْ تُجْمع على نِمَاط.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 12:32 ص]ـ
الترس
التُّرْسُ: من السلاح، المُتَوَقَّى بها, مَعْروف () وجُمِعَت الكَلِمَة على "أَتْرِسَة " جاء في الحديث: "حتَّى يَقْتَسِموا بالأترِسة" () وفي الحديث: " ... من قِسِيِّ يَأجُوج ومَأجُوج ونُشَّابِهِم وأتْرِسَتِهم سبع سنين" ()
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 12:35 ص]ـ
الخوان
الخِوَان: بضم الجيم وفتحها وكسرها، عَدَّهَا الثَّعالبيّ من الأَلْفَاظ الفَارِسيّة التي اختَصت بها الفُرْس دون العَرَب ()، ولكنَّ الجَواليقيّ تحفَّظَ على فارِسِيِّة الكَلِمَة وقال: " أنَّه مُعَرَّب " ()، وفي المِصباح: الخُوان: ما يُؤْكَل عليه، مُعَرَّب، فيه ثلاث لُغَات: كَسرِ الخاء (وهي الأكثر) وضَمِّها، وإِخْوَان حسب رَأْي ابن فارس (ت 395هـ) وقال: الخِوَانُ فيما يُقَال اسم أعْجَمِيّ. ومنه في الحديث النَّبَوِيّ: "أنَّ أهلَ الإِخْوَان ليَجْتَمعون. الإِخْوَانُ لُغَةٌ قليلة في الخِوَانِ الذي يُوْضَعُ عليه الطَّعَام عند الأَكْل " () وجَمْعُ الأُولَى (خِوَان) في الكَثْرَة خُوْن، والأصل بضمتين مثل: كتَاب وكُتُب، وجمع الثالثة (إِخْوَان) وأَخَاوين، ويجوزُ في المَضْموم في القِلَّة أَخْوِنَة أيْضَاً كغُرَاب وأغْرِبَة ().
¥