تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روى الإمام البخاري في صحيحه أن فاطمة رضي الله عنها أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث. ما تركنا فهو صدقة. إنما يأكل آل محمد من هذا المال. يعني مال الله. ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتشهد عليّ رضي الله عنه، ثم قال: إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك، وذَكَرَ قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم، فتكلم أبو بكر فقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي.

فأين هذا من زعم الظلم لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟

وروى الإمام مسلم في صحيحه أن عمر رضي الله عنه كان في مجلسه فاستأذن عليه عباس وعلي رضي الله عنهما، فأذن لهما فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين، فاقض بينهم وأرِحهم.

فقال عمر: اتئدا. أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة؟

قالوا: نعم.

ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركناه صدقة؟

قالا: نعم.

فقال عمر: إن الله جل وعز كان خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره. قال: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول)

ثم إن الرافضة تزعم أن أبا بكر وعمر ظلما فاطمة ميراثها

وها هو العباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وها هو علي رضي الله عنه زوج ابنته يُقرّان بقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتذكّرانه يوم ذكّرهما به عُمر رضي الله عنه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:

(((لا نورث ما تركناه صدقة)))

ثم إن كان الظلم وقع كما زعموا

لِمَ لَمْ يردّه علي رضي الله عنه يوم تولّى الخلافة؟؟؟

لِمَ لَمْ يَردّ الحق إلى ورثة فاطمة من زوج وأولاد؟؟؟

أم أن علياً رضي الله عنه ظلم فاطمة بعد موتها ولم يفِ لها بحقّها الذي كان يُطالب به؟

سبحانك هذا بهتان عظيم.

ولكن الرافضة قوم لا يعقلون.

ومع أن أبا بكر رضي الله عنه لم يظلم فاطمة رضي الله عنه، إلا أنه ترضّاها عند موتها رضي الله عنها حتى رضيت، كما تقدّم.

وفاتها:

توفيت رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة وأكثر ما قيل إنها عاشت تسعا وعشرين سنة.

فرضي الله عن فاطمة البتول وأرضاها.

وصلى الله وسلم على من رباها

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 04:45 م]ـ

رابعه العدويه

البصرية، الزاهدة، الخاشعة، العابدة المشهورة.

- أم عمرو، رابعة بنت إسماعيل، مولاة آل عتيك.

- قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحاً المريّ يذكر الدنيا في قصصه فنادته: يا صالح، من أحب شيئاً أكثر من ذكره.

- عن بشر بن صالح العتكي قال: استأذن ناس على رابعة ومعهم سفيان الثوري، فتذاكروا عندها ساعة، وذكروا شيئاً من الدنيا، فلما قاموا قال لخادمتها: إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم، فإني رأيتهم يحبون الدنيا.

- عن عبيس بن مميون العطار، حدثتني عبدة بنت أبي شوال، وكانت تخدم رابعة العدوية قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر فكنت أسمعها تقول: يا نفس كم تنامين، وإلى كم تقومين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور.

- وقال جعفر بن سليمان: دخلت مع الثوري على رابعة، فقال سفيان: واحزناه، فقالت: لا تكذب، قل: واقلة حزناه.

- قال ابن كثير: أثنى عليها أكثر الناس، وتكلم فيها أبو داود السجستاني، واتهمها بالزندقة، فلعله بلغه عنها أمر.

- وقال ابن كثير أيضاً: وقد ذكروا لها أحوالاً وأعمالاً صالحة، وصيام نهار وقيام ليل، ورؤيت لها منامات صالحة، فالله أعلم.

- قال أبو سعيد الأعرابي: أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها، وقد تمثلته بهذا:

ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي ................ وأبحث جسمي من أراد جلوسي

فالجسم مني للجليس موانس ............... وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي

فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت، وإلى الإباحة بتمامه.

قلت – أي الذهبي -: فهذا غلو وجهل، ولعل من نسبها إلى ذلك مباحيّ حلوليًّ ليحتج بها على كفره كاحتجاجهم بخبر: (كنت سمعه الذي يسمع به).

- توفيت بالقدس الشريف، سنة ثمانين ومائة، وقبرها شرقيه بالطور.

نزهة الفضلاء 2/ 635، والبداية والنهاية 10/ 186

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير