تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجاء بمعنى المرأة التي تخص الرجل بعقد نكاح قال تعالى (والذين يتوفون ويذرون أزواجا) (يا أيها النبي قل لأزواجك) (إنا أحللنا لك أزواجك .. ) (ولكم نصف ما ترك أزواجكم) (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا)

بينما كلمة المرأة معناها في اللغة مختلف تماما فكلمة المرأة في معنى العلو والارتفاع من جهة ومعنى الإنسانية من جهة أخرى فمبنى هذه الكلمة على ذلك قال الخليل بن أحمد الفراهيدي:

والأَمِرة: البَرَكة وامرأة أَمِرةٌ أي مباركة على زوجها وأَمِرَ الشيء أي كَثُرَ

والإِمَّرة: الأُنثى من الحُمْلان والإِمَّرُ الضعيف من الرجال قال امرؤ القيس

وأَمِرَ وَلَدَها أي كَثُرَ ما في بَطْنها وأَمِرَ بنو فلان أمارة أي كثروا وكَثُرَت نَعَمُهم

مرء: المَريء: رأس المَعِدَة والكَرِش اللاّزق بالحُلْقوم وهو مجرى الشراب والطعام وهو أحمر مستطيل جوفه أبيض ومريء الطعام أضيق من الحُلْقوم

والمُروءة: كمال الرُّجوليّة وقد مَرُؤَ الرجل وتمرّأ إذا تكلَّف المُروءة وهو مريءٌ بيِّنُ المروءة

ومَرُؤَ الطعام وهو مريء بيِّنُ المَراءة ويقال ما كان الطعام مريئاً وقد مَرُؤَ مَراءة واستمرأ وهذا الشيء يُمْرِئني الطعام

والمرأة: تأنيث المَرْء

وقال ابن منظور في لسان العرب: وحكى ابن الأَعرابي أَنه يقال للمرأَة إِنها لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل قال وهذا نادر وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللّهُ وجهه لما تَزَوَّج فاطِمَة رِضْوانُ اللّه عليهما قال له يهودي أَراد أَن يبتاع منه ثِياباً لقد تَزَوَّجْتَ امْرأَةً يُرِيد امرأَةً كامِلةً كما يقال فلان رَجُلٌ.

هذا من حيث اللغة العربية أما من حيث الاستخدام في القرآن الكريم فقد جاءت كلمة مرأة أو امرأة لكل أنثى تخص الرجل سواء كانت أمة أو أخته أو زوجته أو بنته أو غير ذلك. قال تعالى (وإن امراءة خافت من بعلها نشوزا ... ) والمقصود الزوجة. (وامرأة العزيز) (ولم يلتفت منكم أحد إلا امرأتك.) قال تعالى (وامرأته حمالة الحطب) وقال (ووجد من دونها امرأتين تذودان .. ) وغير ذلك من الأيات

فالظاهر والله أعلم أنه إذا كان المقصود بالآية الكريمة التعبير عن العلاقة الزوجية أو الترابط بين الرجل والمرأة جاء التعبير بالزوجية وأما إذا كان المقصود بالتعبير ما يخص الرجل أو ما يلحق به من المسؤولية تجاه المرأة أو جنس النساء من دون قصد للعلاقة التي بينهما جاء التعبير بالمرأة

فالمرأة تساوي الرجل في الإنسانية والتكاليف الشرعية وهي تأنيث مرء.

أو يكون المقصود الزوجية ولكن تكون هذه العلاقة ضعيفة وغير متينة أو تقوم على غير الأسس التي يريدها الله تبارك وتعالى ولذلك أكثر الحديث في كلمة امرأة اذا كان المقصود الزوجية تكون في علاقات بين كافرين أو مسلم وكافر أو غير متوافقين.فإذا تعطلت الحياة بين الرجل والمرأة في حياتهما الزوجية من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة أو بعقم أو ترمل، فالبيان القرآني يستعمل: إمرأة لا زوج:

كقوله تعالى: ((امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ)) [يوسف: 30]

وقوله تعالى: ((امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا)) [التخريم: 10]

وقوله جل جلاله: ((وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا)) [مريم: 5] وقوله وامرأته حمالةت الحطب وغير ذلك ....

هذا والله تعالى أجل وأعلم.

ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 07:57 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي بحر النحو

هناك بحث رائع للأستاذ لؤي الطيبي في منتدى البلاغة عن المرأة والزوجة

ـ[انس قرقز]ــــــــ[06 - 05 - 2007, 11:14 م]ـ

حقا يهدأ البحر قليلا وإياك من ثورته ولكني أقول هنيئا لي بثورته وسلمت على هذه المعلومات القيّمة، حقا لا حرمنا الله من بحور بحرك. وللأخ الكريم ماضي لك ألف شكر وتقدير وبارك الله بك.

ـ[أبو لين]ــــــــ[07 - 05 - 2007, 11:32 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي أنس.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير