تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحامدي]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 06:16 م]ـ

وفقك الله وسدد خطاك يا شيخنا الفاضل.

السؤال هنا يا أستاذنا: كيف عرف النحويون أن كلمة (خرب) مكسورة؟

بارك الله فيك وسدد خطاك أستاذي الفاضل.

قد يكون النحاة سمعوها من العرب وهم ينطقونها وصلا لا وقفا.

وإلا فكيف عرف النحويون أحكام الأواخر في الأسماء المنونة غير المنصوبة حالَ تركيبها؟.

إما أن نقول: إنهم عرفوا ذلك من العرب حال نطقهم للتنوين فيها وصلا ووقفا، ولا أظن أحدا قائلا به؛ لأنه يؤدي إلى القول بجواز نطق التنوين وصلا.

وإما أن نقول: إنهم عرفوا ذلك من نطق العرب لها في وقوفهم، وقاسوا على ذلك ما لم تنطقه العرب وصلا؛ وهذا يؤدي إلى القول إن التنوين يُنطق وقفا لا وصلا.

وإما أن نخصص نطقهم للتنوين وقفا ببعض الشواهد والأمثلة، دون غيرها، وهذا يحتاج إلى إثبات واستدلال.

أعرف أن كلامي هذا (هرطقة)، فاسمح لي، لأني أريد أن أستفيد من علمكم يا أستاذنا الفاضل.

وسؤالي هو: أين أنتم من هذه الأقوال، مع التعليل؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 07:25 م]ـ

وفقك الله وسدد خطاك

أنا معك في أن التنوين لا ينطق وصلا، وأن هذا هو المعهود المعروف في كلام العرب.

ولكن هذا لا يمنع من إمكان نطق التنوين وصلا أحيانا لسبب من الأسباب.

فمن أسباب ذلك مثلا: أن المتكلم كان ينوي الوصل ثم توقف.

ومن الأسباب مثلا: أن الوقف قد يحدث لبسا في الكلام يحتاج إلى إزالته.

وأما ما تفضلت بذكره من الاحتمالات، فهو كلام جيد، ولكن ينبغي أن نفرق بين (كيف يعرف النحويون القاعدة) و (كيف يعرف النحويون مثالا بعينه)، تماما كالفرق بين قولنا (كيف عرف النحويون أن الخبر مرفوع) وقولنا (كيف عرف النحويون أن هذه اللفظة بعينها في هذا المثال المنقول بعينه مرفوعة)؟

فمعرفة أن الخبر مرفوع ما حصل من مثال واحد ولا حتى من عشرين مثالا، وإنما عرف باستقراء لألوف النصوص من كلام العرب التي إن ورد الاحتمال على بعضها فلا يرد على باقيها.

أما هذا المثال الذي معنا (هذا جحر ضب خرب) فمن الصعب أن يقال إن العلماء سمعوه من العرب موصولا بغيره؛ لأن الكلام تام هنا، ولم أقف على أحد ذكر له تتمة، بل قد قرأت لبعض المعاصرين طعنا في صحة المثال ومن ثم يطعن في الجر بالجوار؛ مستدلا بأنه نهاية جملة يوقف عليها بالسكون فكيف يعرف أنه مجرور؟!

ولا شك ان كلام هذا المعاصر خطأ؛ ولكنه يحملنا أيضا على أن نفكر: كيف عرف النحويون ذلك؟

فالأمر الذي تفضلت بذكره وهو أنهم سمعوه موصولا محتمل، ولكنه في نظري احتمال بعيد.

والاحتمال الذي أراه أقرب أن يقال: إنهم نطقوا التنوين في هذا المثال بعينه دفعا للبس، وهناك احتمال آخر وهو أن يكونوا أشموا الباء كسرا، وهذا جائز في الوقف كما قال ابن مالك:

وغير (ها) التأنيث من محرك ............. سكنه أو قف رائم التحرك

وكما قال الشاطبي:

ورومك إسماع المحرك واقفا ............. بصوت خفي كل دان تنولا

وقد تلاحظ أني لم أجزم بالاستشهاد بمثال الضب الخرب على التنوين وقفا، وإنما قلت (وقد يستشهد).

والله تعالى أعلى وأعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 07:04 ص]ـ

ومن باب (الشيء بالشيء يذكر) أرى أن هذه القضية حرية بالدراسة، ولو أفردت برسالة علمية لكان هذا عظيما.

أعني قضية اشتباه المكتوب عند النطق به؛ فهناك كما لا يخفى أشياء كثيرة تختلف كتابة وتتحد نطقا، فإن لم يساعد السياق ولا القرائن على تحديد المراد وقع الإشكال.

وفي القرآن من هذه القضية بعض المواضع كقوله تعالى: {وقالا الحمد لله} فإن نطقها لا يختلف عن قولنا (وقال الحمد لله).

ومن ذلك أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تُصَرُّوا الإبل)، فإن نطق هذه العبارة وقفا لا يختلف عن قولنا (لا تُصَرُّ الإبل)، ولقد وقع الإشكال في لفظ هذا الحديث حتى صنف فيه القاضي أبو بكر ابن العربي رسالة مفردة.

ومن أشعار العرب ما وقع فيه أيضا مثل هذا الإشكال، كما في البيت المشهور:

نطعنهم سلكى ومحلوجة ........... كرك لامين على نابل

فقد نقلوه على وجهين (كرك لامين) و (كر كلامين) وكلاهما في النطق سواء.

بل قد تقع الكلمة المفردة محتملة وجهين مختلفين، ولا يفصل بينهما إلا بالسياق، مثل (عَضُّوا) فإنه يمكن أن يكون فعلا ماضيا ويمكن أن يكون أمرا.

والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير