وحجة من خطأ كلمة (هام) أن المعروف في كلام العرب هو الفعل الرباعي، ومن صحح الفعل الثلاثي فإنه مفتقر إلى الدليل، فمن لم يبلغه أن العرب تكلمت بالثلاثي وقف عندما سمع، ومن ثم صار يخطئ ما سواه.
وليس المقصود الاحتجاج لهذا الفريق أو ذاك، وإنما المراد بيان وجه كلامهم، وأنه لا ينبغي أن يقال (لا وجه للتخطئة) إلا إذا كان هؤلاء العلماء يثبتون نقل الفعل الثلاثي، وهو ما لم يحصل.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 05:38 م]ـ
مُهِمَّة، مَهَمَّة؛ مُهِمٌّ، هامٌّ
أورد الناقد اللغوي صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله بحثاً رَصِيْناً في كتابه (لغة العرب)، رأيت أن أقتبس منه تعميماً للفائدة.
· للفعل الثلاثي (هَمَّ يَهُمُّ هَمًّا) مَعانٍ؛
منها ما يتعلق بالحزن والقلق] المَصْدر- الهَمُّ- شائع الاستعمال بهذا المعنى [. يقال: هَمَّهُ الأمرُ: أَقْلَقَهُ وأَحْزَنَهُ، فالأمرُ هامٌّ (اسم الفاعل)، وهو مَهْمُوم (اسم المفعول).
ومنها ما يتعلق بالطلب والقصد والإرادة. يقال: لا مَهَمَّةَ لي: أي لا أَهُمُّ بذلك ولا أفعله، أو لا أُريد.
و (مَهَمَّة) هنا، مَصْدر ميميٌّ من الفعل هَمَّ. فإذا قيل: ذهب فلانٌ في مَهَمَّةٍ، فالمعنى: مضى في قَصْدٍ أو مَطْلب.
· نَصَّت المعاجم على أن الفعلين: الرباعي (أَهَمَّ) والثلاثي (هَمَّ) بمعنى واحد. ولكن زيادة الهمزة تعني التأكيد والمبالغة. ومن أجل هذا قالت العرب (المُهِمّ) للأمر الشديد، ولم يقولوا (الهامّ)! وهذا فَرْقُ ما بينهما.
وقد استُعمل الفعل (أَهَمَّ يُهِمُّ إهْماماً) بمعنيين:
1 - الأمر الشديد، نحو: تداعى القومُ لِمُهمٍّ أو مُهِمَّةٍ (اسم الفاعل)، أي تَنادَوْا لأمرٍ شديدٍ نزل بهم.
2 - الأمر تضطلع به فيشْغلك ويَعْنيك.
فإذا أردتَ التعبير عن الأمر الذي يُفوَّض إليك فتتولاّهُ وتَحْمِلُ مؤونته وتَبِعَتَهُ، فقُلْ: مُهِمَّة، لأنها أَوْلى من (مَهَمَّة) في هذا الاستعمال، وألصق بالمعنى المراد.
ملاحظة: المُهِمُّ: ما يسترعي الاهتمام من الأمور؛ وما يدعو إلى اليقظة والتدبير.
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 06:40 م]ـ
في الأمر سعة، إلا أنني أميل إلى مهم مستبدلا إياه بهام
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 02:46 م]ـ
ما أروعكم، أهلَ الفصيح!
ـ[*ميسان*]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 05:30 م]ـ
مررت هنا واستفدت الكثير الكثير:)
بوركتم جميعا.
ـ[إبنة أبيها]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 11:51 م]ـ
شكرا لكم على جهدكم