تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

استنباطات لُغوية للعالم "ابن هبيرة" (2)

ـ[مشاري1]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 09:41 ص]ـ

قال ابن الجوزي في المقتبس: سمعت الوزير – أبا هبيرة - يقول: في قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ *151* وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *152* وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *153*} "سورة الأنعام"، محكمات، وقد اتفقت عليها الشرائع، إنما قال في الآية الأولى: "لعلكم تعقلون" وفي الثانية: "لعلكم تذكرون" وفي الثالثة: "لعلكم تتقون" لأن كل آية يليق بها ذلك، فإنه قال في الأولى: "أن لا تشركوا به شيئًا" والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له، ويدعو العقل إلى بر الوالدين، ونهى عن قتل الولد، وإتيان الفواحش لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته، فكذلك هو، ينبغي أن يجتنبها، وكذلك قتل النفس، فلما لاقت هذه الأمور بالعقل، قال: "لعلكم تعقلون" ولما قال في الآية الثانية: "ولا تقربوا مال اليتيم" والمعنى: اذكر لو هلكت فصار ولدك يتيمًا، واذكر عند ورثتك، لو كنت الموروث له، واذكر كيف تحب العدل لك في القول. فاعدل في حق غيرك، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن، فلاق بهذه الأشياء التذكر، فقال "لعلكم تذكرون" وقال في الثالثة: "وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه"، فلاق بذلك اتقاء الزلل، فلذلك قال: "لعلكم تتقون".

تعليق: نرى الانسجام النصّي في هذه الآيات واضحاً جلياً، وذلك من خلال أواخر الآيات، فإنه يبدو أنه لا علاقة شكلية بين مضمون الآية وآخرها ولكن عندما نُمعن النّظر فيها، يتجلّى ذلك الانسجام الموضح في الاستنباط الذي ذكره ابن هبيرة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير