وفي اللسان: تعرَّبت المرأة للرجل: تغزَّلت، والعَروب: الخائنة بفرجها، الفاسدة في نفسها. قلت: وإنما وصفت المرأة من ذوات الرايات بذلك لما تبديه من غنج من قولٍ أو فعلٍ حين تعرضها للرجل، كمثل غنج الزوجة العروب لزوجها.
قال اللسان: "عَروبة والعَروبة: كلتاهما الجمعة" .... وعَروب: اسم السماء السابقة" قلت: اشتقاق الأسمين يدل على الصفاء والنقاء من العيوب فهما كالماء العَرِب الصافي.
وفي اللسان: "التعريب: قطع سعف النخل وهو التشذيب". قلت: وإنما سمي قطع سعف النخل تعريباً، لأن قطع السعف يجعل جذع النخلة ناعماً أملس فهو كالخالص من العيوب كأنه صفاء الماء العرِب. ثم سمَّت العرب ما قطع من السعف (عِرْباً) بوزن (فِعْل) بمعنى مفعول، فالسعف العِرْب هو (السعف المعروب) أي المقطوع والمُزال، ثم تجاوزت العرب في الكلمة فأطلقت لفظ (عِرْب) على يبيس البقل وشوك البُهمى؛ لأن البقل اليابس يهِرُّ من أكمامه عند يباسه، وكذلك شوك البُهمى. جاء في اللسان: "العِرْب: يبيس كل بقل، الواحدة عِرْبة، وقيل عِرْب البُهمى شوكها" و"البُهمى: نبت تجد به الغنم وجداً شديداً ما دام أخضر فإذا يبس هرَّ شوكه وامتنع (أكله) ".
-4 -
قال اللسان: "عَرِب عَرابة: نشط، والعَرَب النشاط". قلت: وهو على التشبيه بالماء شديد الجريان، وفي اللسان: "العَرَبة: النفس" قلت: سميت بذلك إما لشدة جريان تبدلها وتغيرها فهي كالماء الشديد الجريان، وإما لصفائها الشديد ولطفها فهي لذلك لا تبصر بالعين فهي كالروح.
وفي اللسان: عرَّب الدابة: نَزَعها على أشاعرها (أي أسأل دمها) ثم كواها" بحيث لا يؤثر في عصبها وذلك ليشتَدَّ شعرها.
قلت: وإنما قيل: "عرَّب الدابة" لأنه أسال دمها فسال كالماء العرِب شديد الجريان.
قال اللسان: "التعريب: تمريض (الرجل) العَرِب، وهو الذَرِب المعدة (أي من استطلقت معدته) يقال: "عَرِبت معدته عرَباً: فسدت مما يحمل عليها مثل ذَرِبت ذَرَباً فهي عَرِبة وذَرِبة".
قلت: وإنما وصفت المعدة بذلك لأنها لما استطلقت جرى ما كان فيه جرياً شديداً.
"والتعريب والإعراب والإعرابة والعِرَابة بالفتح والكسر: ما قبح من الكلام وأعرب الرجل تكلم بالفحش". قلت: وإنما سمي الفحش من الكلام تعريباً على التشبيه بمن فسدت معدته لجامع التَّأذي منهما، وقد أشار الأزهري إلى هذا المعنى فقال: "ويحتمل أن يكون التعريب على من يقول بلسانه المنكر من هذا (يقصد من ذربت معدته) لأنه يفسد عليه كلامه كما فسدت معدته".
-5 -
وسمت العرب بعض النباتات التي تنمو إلى جانب الماء العَرِب باسم من حروفه، فالعَبْرَب هو السُّماق، والعَرَبيَّ: شعير أبيض وسنبلة حرفان عريض، وحبُّه كبار، أكبر من شعير العراق، وهو أجود الشعير قلت: سمي بذلك إما نسبة إلى العرب وهم هذا الجيل من الناس، وإما لأنه قد سقي بالماء العَرِب فلذلك كبُرَ حبُّه، والعَرَاب: شجر يفتل من لحائه الحبال، الواحدة عَرابة، تأكله القرود، وربما أكله الناس في المجاعة".
قال اللسان: و"عَرابة، بالفتح: اسم رجل من الأنصار من الأوس، قال الشماخ:
إذا ما رايةٌ رفعت لمجدٍ
تلقاها عرابة باليمين
قلت: سمي الرجل باسم الشجرة.
المسألة الأولى: أصل معنى لفظ (العرب):
-1 -
قال اللسان: اختلف الناس في العرب لِمَ سموا عرباً (إلى مذهبين): فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعْرُب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم، وهم العرب العاربة، ونشأ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام معهم، فتلكم بلسانهم فهو وأولاده العرب المستعرِبة.
الثاني: قيل إن أولاد إسماعيل عليه السلام نشؤوا بعَرَبةٍ وهي من تِهامة فنسبوا إلى بلدهم، و (عَرَبة) هي مكة. قال اللسان: "أقامت قريشٌ بعَرَبة فتنَّخت بها، وانتشر سائر العرب في جزيرتها فنسبوا كلهم إلى (عَرَبة) لأن أباهم إسماعيل عليه السلام، بها نشأ ورَبَل أولاده فيها، فكثروا، فلما لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قريش بها. و"قال الأزهري: والأقرب عندي أنهم سُمُوا عرباً باسم بلدهم العَرَبات".
-2 -
¥