تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 12:56 م]ـ

السلام على الجميع

أنوه أولاً بأن اسمي: عمر (خَلّوف) وليس (مخلوف)، وكلّ الكُنى خير.

وأتوجه إلى أخينا أبي أحمد بالقول: أعانك الله يا أبا أحمد .. فربما كانت همومكم ومشاغلكم لا تترك لكم من الوقت ما يكفي (للتحقق) مما يُقال. ولكن لا تُؤاخذنا أخي، فنحن نحتكم هنا إلى ما يصدر عن اللسان، وتخطه اليد. وها أنتَ تردّ على الأستاذ (أحمد)، وأظنكم تريدون الردّ على مداخلتي كما هو واضح.

أخي الكريم ..

يبدو لي في قضية المخلّع واللاحق أنك تعتمد على فهم العروضي الأستاذ/ محمود مرعي، الذي كان علّق على بحثي المعنون (بالبحر اللاحق)، ورددت عليه بما يلي:

المخلَّع أم اللاّحق!

على الشبكة العنكبوتية نشر السيد: محمود مرعي بحثاً بعنوان: البحر اللاحق تحدّثَ فيه عما يسميه العروضيون بمخلّع البسيط، متأسّياً خُطا حازم القرطاجنّي (-684هـ) في تسميته باللاحق، واعتباره بحراً قائماً بذاته يقوم إيقاعه على: (مستفعلاتن مستفعلاتن).

وهو بحثٌ ما كنت لألقي له بالاً لولا ما اكتنفه من أوهام وخطل، ظنّ فيها كاتبه أنه أتى بالجديد، ولولا أنّ نَشْره كانَ مُحاولةً للردّ على بحثي المعَنْوَن: البحر اللاحق، والذي أصّلْتُ فيه لبحرٍ آخر لم يؤصل له الخليل، اقتبسه الأستاذ خشان الخشان من موقع العروض العربي لسليمان أبي ستة، لِيُطبّقَ عليه نظرتَهُ الأرقامية. حيث كان الاعتراض الأول للسيد محمود مرعي على بحثنا دعواه بأنّ القرطاجنّي لم يُطلِق اسم اللاحق على المخلّع، كما ذكرتُ أنا في بحثي، وأن القرطاجني قد فرّق بينهما في منهاجه!!

فإذا عدنا إلى منهاج البلغاء للقرطاجني (ص237) رأيناه يتحدّث عن مجزوء البسيط: (مستفعلن فاعلن مستفعلانْ)، حيث رأى أن مقاييس البلاغة -عنده- تقتضي أنْ يكونَ تفعيله هو: (مستفعلن فاعلاتن فاعلانْ)، معتبراً أنه رأس البحر المجتث! ومستبعداً أن يكون للبسيط مجزوءاتٍ أو مقصّرات أصلاً!! وذلك لأسباب ذكرها هناك. يقول القرطاجني: "وهناك ضروبٌ [أخرى] جعلوها من مقصّرات البسيط، ويمكن أن تُردّ إلى هذا [المجتث]، وهي به أليق".

ويقول القرطاجني: "وحُكْمُ مخلّع البسيط الذي تجيء نهاياته على (مفعولن) هذا الحكم، وكلاهما صالحٌ أن يُنسب إلى المجتث"! وواضح جداً أن القرطاجني هنا يقصد ما يُسمى بمخلع البسيط: (مستفعلن فاعلن مفعولن).

ثم يقول: "فأمّا الوزن المضارع لهذا المخلّع [يعني المشابه له]، وهو الذي اعتمد المحدثون إجراء نهاياته على (فعولن)، فليس راجعاً إلى واحدٍ من هذه الأوزان [مقصرات البسيط أو سواها]، وإنّما هو عروضٌ قائمٌ بنفسه، مركَّبٌ شطرُه من جزأين تُساعيين: (مستفعلاتن مستفعلاتن)، وكأنّهم يلتزمون حذفَ السين من الجزء الثاني [يعني مجيء التفعيلة الثانية على: متفعِلاتن] لأنّ السواكن -في كلّ وزن- إذا توالى منها أربعة، ليس بين كلّ ساكن منها وساكن إلا حركة [واحدة]، تأكّد حذف الساكن الثالث، وحَسُنَ الوزنُ بذلك حُسْناً كثيراً".

وواضح تماماً أن القرطاجني كانَ يُشير في هذا الكلام إلى المخلّع: (مستفعلن فاعلن فعولن)، بدليل قوله: "وهو الذي اعتمد المحدثون إجراء نهاياته على (فعولن) ". وبدليل قوله أيضاً: "وكأنّهم يلتزمون حذف السين من الجزء الثاني". وبدليل استشهاده بقول ابن الجهم:

بِسُرَّ مَنْ را إمامُ عدْلٍ = تغرِفُ مِنْ جودِهِ البِحارُ

لَمْ تأْتِ منْهُ اليَمينُ شيئاً = إلاّ أتَتْ مثْلهُ اليَسارُ

وهو الشكل المألوف للمخلّع. وأن ما أورده مثالاً على أصل الوزن جاء عجزه على الشكل المألوف:

وحَيِّ عنّي إنْ فُزْتَ حَيّاً = أمضى مَواضيهُمُ الجفونُ

كما جاء صدر المثال الثاني على الشكل المألوف أيضاً:

إنْ سَلَّ سيفاً بِناظِرَيْهِ = لَمْ تَرَ فينا إلاّ قتيلا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير