تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الغَارةُ الإعلاَميَّة علي اللغَةِ العربيَّة

ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 10:51 م]ـ

جناية الإعلام ...

وإذا كانت هذه الأصوات المنكرة قد عجزت عن تحقيق أهدافها في صورتها الكلية, فإنها - ولا شك - قد حققت كثيرًا من هذه الأهداف عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية, وقد اعترف بهذه الحقيقة المرة بعض الكبارمن مسئولي الإعلام, ووقفت جهودهم- للأسف- عند حد الاعتراف دون اتخاذ خطوات عملية حاسمة للقضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة أو الحد منها.

ومن يستطيع أن ينكر أن كثيرا من اللقاءات والحوارات التي تقدم في الإذاعة والتلفاز تدور بالعامية حتي مع المثقفين, فإذا ما تم الأداء التعبيري باللغة الفصيحة فإن بعض الألفاظ والقوالب العامية لابد أن تطل برأسها من خلال هذا الحوار الفصيح بين الحين والحين.

فإذا ما تركنا هذا المأخذ جانبا رأينا من المذيعين والمذيعات متفوقين ومتفوقات في الجهل بأبسط قواعد اللغة العربية مثل «همزة الوصل» و «همزة القطع» , وهي من معلومات المرحلة الابتدائية, مع الحرص المخزي علي الفصل بين المضاف والمضاف إليه. وبين الجار والمجرور في العبارة المنطوقة, فأصبح من الأمور العادية أن تلطم بمثل العبارة الآتية: وقد قام فريق -ألكره - أَلأٍسباني - بجوله - في- ألٍَقاهرة ..

أما «الصاد» فقد طردتها «السين» , واحتلت مكانها: فيقال: سدَّأني, بدلا من «صَدًّقني» , وأخذت «السين» كذلك مكان «الثاء» , فيقال «السعالب» بدلا من «الثعالب». و «الزاي» مكان الذال» فيقال «زهب ولم يعد» , بدلا من «ذهب .. ».

ونكتفي بهذا القليل من أخطاء الإذاعيين والتلفازيين فهي أغزر من أن تحصي, ولكن أمانة الكلمة تفرض علي أن أطرح علي وزير الإعلام السؤال التالي: لماذا تصرون علي عقاب المشاهدين لقنواتكم «المحلية والفضائية» بالمصابين بعيوب خِلْقيّة في النطق كالألثغ واللثغاء, وتلك التي ثقل وجهها بالشحم واللحم , مما ضيق مخارج حروفها, وأصبحت كل كلمة تخرجها في بطء الحكومة المصرية في تحقيق وعودها للمواطنين?!.

حتي الصحف الكبري .. !!

والحديث عن أخطاء الصحف يعد حديثا مكررا معادا, لأن هذه الأخطاء تعد انعكاسا صادقا لضعف مستوي المصححين, بل ضعف مستوي التعليم في أقسام اللغة العربية بالكليات والجامعات المختلفة. وأقدم للقارئ بعض الأخطاء الواضحة في عدد واحد من أكبر صحفنا وأشهرها وأوسعها انتشارا, وهي «الأهرام» عدد يوم الجمعة (9من ذي الحجة 1414 - 20 من مايو 1994).

فمن أخطاء الإعلانات:

1 - ادفع واسلتم فورا (ص8) والصحيح: وتسلم فورا.

2 - أمين عام لجنة الإغاثة (ص9). والصحيح: الأمين العام للجنة الإغاثة0 (لأنه لا يفصل بين المضاف والمضاف إليه إلا شذوذا).

3 - فلان أستاذ مساعد أمراض النساء والولادة (ص9). والصواب: الأستاذ المساعد لأمراض .. (للسبب نفسه).

4 - مساحة 2 فدان ليس عليها مباني (ص10). والصواب: مساحة فدانين, ليس عليها مبان.

5 - مطلوب حالا مستشفي خاص بالمملكة العربية السعودية طبيبات وإخصائيات .. (ص12). والصواب: مطلوب لمستشفي .. اختصاصيات أو مختصات.

6 - والمطلوب مؤهل عالي .. (ص20). والصواب: .. عال.

وفي صفحات الوفيات00 تتكرر عبارة: ينعي فلان فلانا, للتعبير عن حزنه, وتعزية أهل الفقيد في فقيدهم, ومشاركتهم أحزانهم. كما نري في العبارة الآتية في الصفحة الأخيرة من الأهرام:

«مجموعة شركات المهندس .. والمديرون وجميع العاملين ينعون الأستاذ .. ». وهذا خطأ: لأن النّعْي والنَّعِيّ: هو: الإخبار بالموت, وهذا ما تكفل به أهل الميت في أحد الأيام السابقة. فيكون الصواب: مجموعة .. يشاطرون (أو يشاركون) أهل الفقيد أحزانهم في وفاة ..

نريد إعلاما للبناء لا التقويض ..

وعودا علي بدء أقول: إن ما قدمته يمثل «عينات» قليلة من «ركامات» كثيرة جدا من أخطاء وسائل الإعلام, والمفروض أن تكون هذه الوسائل عاملا مهما جدا للنهوض باللغة العربية لا الإساءة إليها, وتقويضها.

ونقدي هذا لا ينفي أن هناك مذيعين ومذيعات علي مستوي طيب من الأداء التعبيري السليم, ولكن نقطة الحبر الواحدة تشوه جمال اللوحة الفنية الجميلة, وما أردت بمقالي هذا إلا الإصلاح ما استطعت. ولكن كيف يكون? إن الاجابة إن الإجابة لايكفيها مقال , أو مقالات0

بقلم: الدكتور جابر قميحة ( http://www.awfaz.com/awfaz.com/show/id@_1307.php)

وقد استمعتُ إلى حديث في الإذاعة لأستاذي الدكتور عبدالله بن صالح بابعير (حفظه الله) , يذكر فيه بعض أخطاء الإعلاميين , ومن بينها عبارة: نرفع على مسامعكم آذان ... . فقال (فيما معناه): الخطأ في استخدام الحرف على , إذ إن العرب تتوقع عند سماعها لهذا الحرف شرًا. كما نستخدمه في عباراتنا فنقول: تحامل عليه , وتكلم عليه. والصحيح أن نقول: نرفع لمسامعكم. وعلى العكس إذا أردنا أن نعلن عن وفاة؛ فنستخدم على بدل اللام. وقد ساق أمثلة من كلام العرب.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير