تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء]

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 02:29 ص]ـ

قال تعالى

"قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده"

ما توجيهكم لعدم تأنيث الفعل بدا؟

وهل تلمحون وراءه وجها بلاغيا؟

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 10 - 2008, 05:58 م]ـ

يقول ابن الأنباري في المذكر والمؤنث

باب ذكر أفعال المؤنث إذا لاصقتها وإذا فصل بينها وبينها بشيء

اعلم أن أفعال المؤنث إذا لاصقها كان الاختيار إثبات التاء وكان حذفها قبيحا كقولك: قامت هند وإنما قبح لأن التأنيث باب مضاد باب التذكير فيفرق بين فعل المذكر والمؤنث لاختلافهما

فإذا فصلت بين فعل المؤنث وبينه بشيء اعتدل التذكير والتأنيث كقولك: ضرب زيدا هند وضربت زيدا هند

فمن أنث لزم القياس ومن ذكر قال: لما حجز بين الفعل والمؤنث حاجز رجع الفعل إلى أصله، والقياس التأنيث والتذكير جائز ....

وحكي عن العرب حضر القاضيَ امرأةٌ ويجوز حضرت القاضي امرأةٌ على ما مضى من التفسير

وقال السجستاني: حسن التذكير في هذه المسألة لأنها جرت على ألسنتهم فصارت كالمثل وقال إذا فصل بين المؤنث وفعله بشيء كان الحاجز بينهما عوضا عن تاء التأنيث المحذوفة ....

وقال أبو عبيد والليث والأخفش: إذا فرق بين الفعل والمؤنث كان التذكير حسنا ... اهـ

وهو فصل رائع فيه الكثير من الفوائد

والحمد لله أولا وآخرا

ـ[خالد الطرابيشي]ــــــــ[04 - 10 - 2008, 01:51 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا أبا سهيل، ونفعنا الله بعلمك

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 06:21 ص]ـ

أحسن الله إليك أستاذنا الكريم

وأنا تلميذ أتعلم منكم

ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 07:37 ص]ـ

قال تعالى

"قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده"

ما توجيهكم لعدم تأنيث الفعل بدا؟

وهل تلمحون وراءه وجها بلاغيا؟

وجزاكم الله خيرا

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

حقا هذا موضوع رائع مرغوب فيه.

اريد أن أقول مضيفا: ان ثمة وجها اخر علاوة علي ما قد ذكرته. و هو أنه اذا كان الفاعل ظاهرا و مؤنثا غير حقيقي ساغ الاتيان بالفعل الملحق بتاء التانيث و بغيرالالحاق سواء أ حال بين الفعل حائل أم لا. فجاز "طلعت الشمس" كما ساغ "طلعت الشمس". ففي هذه الاية "العداوة" و "البغضاء" من التانيث غير الحقيقي.

مع ذلك اريد الاستفسار عن الفواصل المؤثرة في سوغ كلا التحاق التاء و عدمه وقت حيلولتها بين الفعل و الفاعل. هل الضمير المنصوب المتصل يعتبر في ذلك؟ فهل يجوز القول: "ضربك امرءة"؟

بوركتم

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 12:06 م]ـ

قال تعالى

"قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده"

ما توجيهكم لعدم تأنيث الفعل بدا؟

وهل تلمحون وراءه وجها بلاغيا؟

وجزاكم الله خيرا

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (الممتحنة 4)

أخي أبو سهيل،

المخالفة بتذكير المؤنث في القرآن الكريم أسلوب بلاغي معروف ومتكرر في مواضع عديدة من القرآن الكريم، ورغم ورود التذكير في مواضع يستوي فيها جواز التذكير والتأنيث من الناحية النحوية إلا أنه من الثابت بلاغيا أن تذكير المؤنث مخالفة لا يأتي في القرآن الكريم عبثا بل يكون مرتبطا باختلاف وخصوصية المعنى لذلك المؤنث.

لذلك فإن من ينظر في سياق هذه الآية الكريمة يرى أن تذكير المؤنث قد جاء من أجل التنبيه والإشارة إلى خصوصية العداوة والبغضاء هنا كونها تعني العداوة والبغض في الله على وجه الخصوص، ولا تعنيهما بالمعنى العام المعروف والأكثر اتساعا.

وقد تطرق الدكتور فاضل السامرائي في لمحاته البيانية بكثير من التفصيل إلى هذا الأسلوب البلاغي، وبين – على سبيل المثال لا الحصر - الفروق بين المعنى الرئيس للضلالة (ضد الهداية) في حال المطابقة في قوله تعالى: "فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ" (36 النحل)، والمعنى الخاص للضلالة (العذاب) في حال المخالفة في قوله تعالى: "فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ" (30 الأعراف).

وقد أشار الدكتور السامرائي أيضا إلى الفروق الدقيقة في المعاني التي تحدثها المخالفة والمطابقة في معاني كثير من الكلمات في كثير من الآيات الأخرى، وأنصحكم بالرجوع إليها في مظانها.

دمتم بكل خير، والله أعلم.

منذر أبو هواش

:::

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير