تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مرحلة متأخرة حلت أل التعريف محلها، وفي كلاهما يكون آل = أهل (بعد التهويل) = ذوي، وبقت ذو اليوم مدموجة في بداية مصادر كثيرة منطوقة بأصوات إستبدالية مختلفة كما في طبيعة و طعام و دورالخ. وصوت (ذ) هو نفسه (د) ولكنه اكثر رخوا، فإستبدل د لتصبح ذا تارة للتملك وتارة أخرى للإشارة. في المثال شي الأكدية (ثقل) عُرَف الطوب المستعمل في الكتابة المسمارية في شِـ/طوب لتنتقل ربما إلى العربية في شطب وخطب (خطاب) وكتب ولكن كلمة طبشور العربية هي من الأكدية السومرية طوب سار = الكاتب على الألواح الطينية، ولكن المصدر الأكدي كَتَبَ = شَطرُ اي سطر الحروف. واليد تبدأ أصابعها من حد/ها بعد الإستبدال بـ (ح) ومنذ الإصبع الصغير نبدأ بالعدد واحد من أحد و حد والمصدر (عدَ) يحكي عن نفسه. في دية = إعطاء مبلغ بديل للعقاب، فيها عملية تسليم من يد إلى أُخرى وبإضافة الهاء لتصبح هدية، وفي المصدر عطـ/ا بعد الإستبدال الصوتي في ع و ط، والجذر (خذ) بالمعنى المعاكس له. في الدال الشادة عندنا هدَ و هدم بالتمييم. تأتي في أغلب الأحيان أمام الجذر لتوجيه الحركة في راب = دَرَبَ اي نَهَجَ وفي آخره لجزمه بالتشديد (تنوين) في نجى = نَجَدَ الخ.

أما الأصوات الأخرى فلها دور نغمي حسي فالتاء التائه المؤنثة والثاء الثائبة الثالة والجيم الفاجة الجامحة والحاء المنشرحة الحاوية والخاء المُخيفة الراخية والزاء الزاهية الزاوية والسين الحاسة الساعية والشين الشاعة الشاعرة والصاد الصافرة الصافية والضاد مع الظاء الضامرة الظانة والطاء الطائعة الطالية والعين المعظمة العانية والغين الغائرة الغازية والهاء المهولة الهاوية. جميعها تَستبدل بعضها البعض لتكييف الجذر في ظروفه ألتي تتقلب في زمكانها مستعملة أصواتها وايماءاتها المتفاوتة الدرجات. كما في الموسيقى التي تحوي سبع نغمات (نوطات) أساسية ولكن على سلمها تتفاوت درجات الأصوات والحركات تُصَدر لنا ألحان لا نهاية لها، واللغة العربية هي أيضا لديها ألوان متنوعة في الدرجات تدخل على الجذور لتلون ألواح مصادرها في معاني لا حصر لها.

الهمزة مع الألف:أستخدمت الهمزة للتخفيف والأحتمال في واو المعية التي تجمع أكيدا أثنين أو أكثر وتُلفظ بحركة الفتحة ولكن عندما تأتي الهمزة قبل الواو (أو) لتخفيف المعنى اختلفت وظيفتها ليصبح إحتمال او إختيار، وكذلك بين ما السائلة لحدث معين و أم المخيرة بين حدثين أو أكثر. وفي صوت الألف إذا كان قبل الجذر يعطيه إتجاه معاكس عندما يكون بعده في عـ/اد ودعا (اد و دا) بعد تضخيمه بالعين، وفي الجذر سا/ح و أس و سوى، الأول ذاهب إلى الخارج و أس الأساس يذهب ألى الداخل والثالث في الواو يتساوى بين الاثنين.

التنوين والتمييم

تستعمل اللهجة الأكدية التمييم في الجمع وتصريف الأفعال ونهايات الصفة، والتنوين للمثنى، فالتمييم كان حالة شائعة في اللهجات القديمة بالمقابل أن تمييم الجمع اضمحل في اللغة العربية الفصحى ليصبح من البقايا القليلة هنا وهناك خصوصا في ضمائر الجمع هم وأنتم ولكم وفي بعض المفردات كما في أللهم. الحقيقة أن التمييم العربي لم يختفي وإنما أصبح في مرحلة من مراحله جزء لا يتجزأ من المصدر وإنتفى إستعماله ولازم التنوين محله. أما التأليل (ل) والتأرير (ر) الخ، فهو إختراع ( Neologism) لأجل توضيح الصورة للقارئ الكريم وحسب. ربما بسبب تقارب هذه الحروف الستة ب، ف،م، ن،ر، ل في اللفظ قد جعلت الإنسان في تلك العصور أن يستعملها في نهاية المصادرلأجل التشديد وتوجيه جهة المعنى و كانت حالة شائعة بإستعمالهم لها في هذا المنوال.

في الجذر ركَ بعد التمييم يصبح ركم وبعد التنوين يصبح ركن والمصدران جذراهما لم يفقدا قيمتهما. لكن ما الفرق الواضح بين مضمون التنوين والتمييم في بعض الجذور؟ نذهب إلى الجذر (لا) وننونه ثم نمييمه في لن و لم نلاحظ الأول يستعمل لنفي المضارع والثاني لنفي الماضي ونسبرهما أكثر ونبحث في النون أولا وخصوصا الجذر (آن) الذي يعني هـ/نـ/ا الآن = حان = (كـ/ان بعد الإستبدال يعني كينونة لحظة الحدث منها مـ/ـكان)، وفي نما النبات والجذر نا في ناح ونحو تتوحدان في مضمونهما المستقبلي لأنهما في حالة نمو وتتطور. وفي المقابل الجذر (ما) في ماض ومات ومشى يعني امر قضى وانتهى. فالعرب الأوائل كانوا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير