تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

العربية قر وأستقر في مكان، أصلها من ( ga) بيت أو مقر أو فعل أقر. وهذا يدل أن اللغة السومرية عرفت التأرير كالعربية في إحدى مراحلها القديمة. وفي المصرية (قئو) = الإرتفاع، وهو مشهود في جميع اللهجات العربية القديمة الأخرى. نستطيع اليوم أن نشرك أصل اللغات الهنداوربية إلى منطقتنا حسب البحوث الحديثة لعالم الآثار البريطاني الكبير كولن رنفرو ( Colin Renfrew) ألذي توصل من خلال بحثه إلى حقيقة الموطن الأصلي للأقوام الهنداوربية حيث حددها بحثه في جنوب غرب تركيا في الحدود المشتركة مع الهلال الخصيب وموطن العرب، ويرجعه إلى تاريخ ما بين 9 و 10 الاف عام قبل الحاضر وهو التاريخ ألذي شرع فيه هذا الشعب ولأسباب البحث عن اراضي زراعية جديدة بالهجرة إلى ألشرق نحو أوكرانيا وإلى الغرب نحو البلقان واليونان. وفي المصطلح قاع نجده في الإغريقية القديمة ( gea) أي الأرض أو القاع ألتي تتصدر في كلمة جُغرافية. أن جذور اللغات الهنداوربية كفي الإغريقية واللآتينية والسنسكريتية عرفت كذلك التأرير والتمييم والتنوين والتأليل بنهايتها، وبعض حروفها الجارة تتطابق مع العربي والمصري والسومري في المعنى واللفظ، كذلك التطابق في الضمائر البدائية وأسماء الإشارة وأدوات التعريف وأسماء الظواهر والأشياء الطبيعية البدائية وكثير من الجذور القديمة الخ. كل ذلك سيكون في بحث آجل. في التأصيل والتأثيل بين هذه اللغات المتباعدة في السلم الزمني يجب أن يكون قائم في أقرب تقدير على الجذر الثنائي الأحرف وإلا سنقع في أحكام مُتعجلة.

أن خاصية الدمج في المصدر الثلاثي المُعتمدة عند العرب الأوائل تختلف عن باقي اللغات القائمة في مصادرها على القص واللصق القياسي بحروف الجر كما في اللغات الاوربية مثلا ألتي أصبحت هجائية فيما بعد. لقد تميزت اللغة العربية بدمج الأصوات الطبيعية ألتي تتحسسها الغريزة ولأنها مكثت طويلا في بيئتها وبعد تطوير ذاتها بنفسها تراكمت وتسلست وتناسقت الاصوات مبتدئة من الحرف الأولي = متراكم تراكم ركم رك اكَ كا آ. والميزة الثانية أن الجذر يتأرجح بين الأصوات ولم تتغير قيمته، في قص قصر قصل قصم نقص أو ضم ضمر ضمن لضم. لا نستطيع كليا هنا أن نطلق المصطلح (دمج) بين الحروف بالمعنى ألذي يفسره باحثي علوم اللغات الاوربية. ولكن في العربية من الممكن إستبدال المصطلح دمج أو لصق بـ (تناغم) الحروف والأصوات. في الجذر رد من الراء الجارية يصدها دال الشد والصد فيردها على أعقابها. هذا التناغم الصوتي البديع في المعنى والمفهوم في حال (الدمج) يذهب بالمصدر لأبعد حدوده في الصور والمعاني الطبيعية. ونجد في الجذر الواحد ألتي تتألف عنه مجموعة مصادر تُبقي مضمونها الأصلي ولكن كل مجموعة فيها أصوات متدرجة في سلمها، إذا تغير احدهم درجة طفيفة يستجيب المعنى له بنفس الكم والدرجة الصوتية (سوى و زوى و وازى: لقد إزداد الصوت سين بدرجة حرارية واحدة إلى زاء ليتغير فيه معنى التساوي على خط واحد مدود إلى إرتفاع الخط من جانب واحد فوق السطح ليكون زاوية، وإذا ابتدأت الواو الجذر إرتفع الخط من الجانبين ثم أصبح في توازي خطين الواحد فوق الآخر ومتماثلين في الإمتداد) والأمثلة لا تعد ولا تحصى، وفي المجموعتين من الجذر سا = ساه و تاه - زاه و زاغ نلاحظ جيدا التمايز الدقيق في الأصوات ألتي تنوع المعنى في درجات شُعيرية متناهية الصغر يتناسب معها معنى الجذر، أنه زرياب يوزن ويعزف مع الخوارزمي يحسب.

أن المصدر الثلاثي الأحرف هو عبارة عن جملة كاملة مركبة من ثلاث كلمات في حروف وكل حرف له وظيفة معينة يجسد العملية بالتوالي في ثلاث أبعاد. المثال المصدر بَسمَ = فاه + حس + صم في إكتمال الأبتسامة. لا توجد لغة تحترم بالمثقال إستعمال الأصوات الطبيعية وتنسيقها في داخل المصدر كالعربية. فالتعبير الإنساني في الصوت الغريزي الطبيعي لهذه العملية تلخصَ في بَسمة وربما لا يمكن أن يكون غيره. أن معاني المصادر العربية تكمن في أصواتها الطبيعية ألتي جسمت المصدر في ثلاث أبعاد هندسيه متناسقة مع بعضها في الصوت (الحس) الصورة (الشكل) والحركة، وفوق كل الأعتبارات القومية أن هذه اللغة بمصدرها الثلاثي هي لغة إنسانية ونتاج طبيعي لا تعتمد على اللصق والدمج القياسي كما هو معروف في سائر اللغات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير