تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيما بعد ان هناك بلاد اسمها سومر وشعبها المعروف بأبناء الاهوار والبحر. من هنا بإمكاننا القول ان السومريين هم ابناء المنطقة ومطبوعين في بيئتهم منذ نشأتهم ولم يأتو من خارجها وهم على الارجح ايضا كانوا من سكان الجزيرة الذين ابتعدوا عنها منذ القدم في بيئة خاصة فيها الاهوار والاسماك والنخيل تختلف عن صفات بادية هضبة الجزيرة وكونوا لهم حياة خاصة ولغة خاصة ابتعدت عن جماعات هضبة الجزيرة ولكن هذا لا يعني انهم ليسوا على اتصال مع العرب منذ ذلك القدم هو ما اثبته التاريخ في التزاوج الواضح والجلي بينهم وبين الأكديين على جميع الاصعدة الثقافية والفنية والمعمارية والادبية واللغوية والادارية والسياسية والعائلية. فإذا كانوا شعب قد اتى من الخارج كما يدعي آخرون لكان هناك تغير ثقافي مفاجئ وحضاري وربما دموي وهذا لم يحدث اطلاقا (بعض المراجع في الروابط ادناه). الا يكفي هذا لأصحاب البعد الواحد لعلم اللغة المقارن ان يكون سببا لبحوث مقاربة او مقارنة جديدة وبدلا عن ان يحدقوا طوال الوقت لسرة بطنوهم ليرفعوا قليلا رأسهم لكي يروا بأن هناك آفاق جدد أُخر غير تلك التي مضى عليها الدهر وشرب ليكونوا من السباقين المهمين في هذا السؤال. وأنا شخصيا اعتبر هذه الدراسات جدا مفيدة لمعرفة اصل شعب ما ولغة ما ولكن ليست مرجعية مقدسة لا تقبل النقاش، والاستغناء عنها سيسبب نقصا مهما في التأصيل والمقارنة ونخرج بأحكام إنشائية فضفاضة لا قيمة علمية لها.

لو عرف الاستاذ ناشر الموضوع متى نشأت قواعد اللغة السومرية والعربية لما قارن بهذه الصورة المتنهاية الخفة بين اللغتين اذ انه قارن اللغة العربية ولهجاتها المتطورة في زمان ومكان وظروف خاصة بالبادية مع لغة هي من بنات المنطقة ايضا ولكن تعيش منذ زمن قديم في بيئة اخرى خاصة ايضا تختلف كليا عن الجزيرة. وعليه يجب المقارنة بين اللغتين في الزمن المفترض قبل ان يفترقا وهنا نجد ان اغلب اصحاب علم اللغة المقارن يفتقروا للارضية العلمية في هذا المضمار ولكن لو عادوا الى البحوث الجغرافية المذكورة اعلاه وتواريخها سيجدوا ان عليهم ان يقدموا مجهودا اكبر مما عملوه على الورق فقط، لكي يجدوا صلة التقارب بين جذور اللغة السومرية واللغة العربية في بعدها الزمني الأصل. سنأخذ ترجمة السيد المتخصص في علم اللغة العربية ولهجاتها لإسطورة انليل ونينليل السومرية ونحاول ان نجد بعض الجذور السومرية القديمة التي تتطابق مع جذور اللغة العربية وهذا نص ما نشره:

[( uruki na)-n]am uruki na-nam na-an-dùr-r[u-n]e-e[n-dè-en]

[n]ibruki uruki na-nam na-an-dùr-ru-ne-en-[dè-en]

[(dur)]-gi?gi?immar uruki na-nam na-an-dùr-ru-ne-en-dè-en

i7-SAL-la i7-kù-bi na-na[m]

kar-ge?tin-na kar-bi na-na[m]

kar-A.SAR kar-gi? mà-ùs-bi na-nam

pù-lal pù-a-du10-ga-bi na-nam

i7-num-bi-ir-du pa-mul-bi na-nam

ìb-ta-gìd-i-dè 50 ?ar-àm ganà-gar-bi na-nam

den-lìl guru?-tur-bi na-nam

dnìn-lìl ki-sikil-tur-bi na-nam

dnun-bar-?e-gu-nu um-ma-bi na-nam

الترجمة الحرفية:

هناك المدينة، هناك المدينة حيث يسكنون،

"نيبور" هي المدينة التي يسكنون،

دور "جِيشِيمَّر" هي المدينة التي يسكنون،

"إيسالا" سيلُها العذب،

"كارجِشتينا" رصيفها،

"كار أسار" رصيفها، حيث ترسو السفينة،

"بولال" بئرها، ذو المياه العذبة،

"إينونبير" قناتها، مع فروعها،

قِس خمسين شَراً من حولها: هو ذا حقلها الخصب!

"إنليل" شابُّها،

"نينليل" بتولها،

"نونبار شِجُونو" عجوزهم الحكيمة.

لدينا بعض التسائل عن هذه الترجمة قبل مقارنتها جذريا مع اللغة العربية. اولا إننا لم نفهم لماذا هذه الاقواس وبين الهلالين وضعت في ثنايا الأبيات لهذه الاسطورة على سبيل المثال في البيت الاول dùr-r[u-n]e-e اليس dùr-ru-ne-en-dè-en هي الاصح؟ لان dur-ru هي كلمة واحدة وتعني فعل سكن والراء يكررها الكاتب السومري لأنه لا يعرف الشدة التي ابتكرها العرب قبل حوالي 1300 عام فلماذا ادخل الجزء الاخير u من فعل سكن مع حرف nالذي يبدأ المقطع ne وهي جزء من كلمة ne-en معناها هذا؟ وكذلك قضمَ جزء اسم الاشارة الاخير ولحق مع بداية الكلمة الاخيرة وبقيا حرفي e-e في العراء. هذه الاقواس

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير