تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تكتونيكي التوائي ونهري ظهرت خلاله ما يسمى بالمرتفعات الواطئة مثل حمرين ومكحول وسنجار وأخرى غيرها نحو الشمال الشرقي وأستقرت أثنائه منظومة الأنهار الكبرى في العراق وأخذت شبه صورتها الحالية. هذه العصور الجليدية أدت لأنخفاض مستوى سطح البحار مما أدى لظهورأراضي كانت يوما مغطات بمياهه وهذا الأمر ينطبق على الخليج أيضا, مما يعني ان رأس اللخليج كان يتأثر صعودا ونزولا وكذلك الشواطئ والحافات المحيطة به والتي قد تصل لمديات بعيدة جنوب موقعه الحالي اوبالعكس , وما لذلك من تبعات على مصبات الأنهار فيه والرواسب التي تحملها ونظم المستنقعات والدالات البحرية. فان أنسحب الخليج أثناء المرحلة المطيرة عمقت الأنهار مجاريها في المناطق الداخلية للعراق أي في السهل الرسوبي وأنخفض خطر الفيضان وظهور المستنقعات الجانبية وأن تقدم نتيجة لحلول الفترة الجافة التي يقابلها المعتدلة في أوربا امتلأت مجاري الأنهار بحمولاتها وارتفع مستواها أحيانا عن مستوى الأراضي المحيطة بها في منطقة السهل الرسوبي مثلا مما سيؤدي الى حدوث ثغرات أثناء مواسم الفيضان وانغمار السهل بمياه النهر والذي قد يبدل مجراه فتظهر مناطق مستنقعات ومسطحات مائية جديدة وهكذا دواليك , والصورة هي على غير ذلك وتبدو أكثر استقرارا في شمال البلاد و الشمال الغربي وعلى الهضبة غرب العراق اذ أن هذه المناطق كانت بمنئى عن حدوث الفيضانات بسبب أرتفاع أراضيها المحسوس, فالأنهار الكبرى كالزابين ودجلة شمال حمرين والفرات قبل دخولها منطقة السهل الرسوبي كانت قد عمقت مجاريها منذ زمن بعيد وأستقرت نسبيا ضمن هذه المجاري ببرهان تعدد وتواريخ المصاطب النهرية الموجودة على ضفافها أو تلك الخاصة بالمدرجات السفحية للمرتفعات المطلة عليها التي تصل أحيانا لأكثر من أربعة مستويات.وبالرغم من تعقد الصورة وتداخل المؤثرات خلال المرحلة الرباعية من عوامل تكتونيكية وانقلابات مناخية هائلة نستطيع القول بأنه أثناء الرباعي كانت المناطق الشمالية المرتفعة والأقل ارتفاعا ومناطق الشمال الغربي أي محيط الموصل وأرض الجزيرة جنوبها غرب الثرثار وكذلك الهضبة الغربية غرب الفرات نزولا لجنوبه تمثل مناطق مثالية بالنسبة لمجاميع الصيادين حتى بداية ظهور الزراعة بحدود ما لايقل عن عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. أما المنطقة التي يحدها شمالا جبل حمرين وغربا منخفض الثرثار والهضبة الغربية ثم شرقا امتداد خط جبل حمرين نحو الجنوب الشرقي بأتجاه المرتفعات الشرقية فلقد كانت مسرحا لواقع طبيعي آخر عنصر الماء فيه هوالسيد منذ بداية الرباعي فالمنطقة وأمتدادها الطبيعي في الخليج كانت عبارة عن منخفض كبير توضع فيه كل حمولات التعرية القادمة بالأنهار والروافد من الشمال والشمال الشرقي مثل دجلة ورافديه العظيم وديالى والوديان القادمة من السفوح الشرقية أوالفرات من الغرب ومنظومة وديان الهضبة الغربية , ومجموعها يتجه نحو منطقة السهل الرسوبي الكبير فتتألف شبكة معقدة من الأنهار والروافد والمساحات المائية الواسعة بسبب انبساط الأرض وانخفاض مستواها. هذه الأنهار والمساحات المائية ضمن السهل الرسوبي هي ليست مستقرة لانوعا ولاكيفا فالأنهار تغير مجاريها ويتبع ذلك تغير في أشكال ومساحات المسطحات المائية وخصوصا أثناء المراحل الجافة أما أثناء المطيرة فالأنهار تعمق مجاريها تبعا لمدى انسحاب رأس الخليج نحو الجنوب ومايترتب من ذلك من تقلص لحجم المساحات المائية المرتبطة بنظام الفيضان. في حين أن المنخفضات التي لها علاقة مباشرة بالأمطار ستكبر وتمتلأ اثناء الفترة المطيرة مثل منخفض الثرثار وبحيرة الشارع شرق سامراء والرزازة والحبانية وبحرالنجف و منخفض الرطبة على الهضبة الغربية والكثير من المنخفضات المتناثرة على الهضبة وغرب الثرثار وشمال حمرين وضمن المناطق الجبلية العالية والواطئة. كل هذه الأمور تلقي ضوءا عاما على نوع وشكل التوزيع البشري والنباتي والحيواني أثناء المرحلة الرباعية وتقلباتها وترسم صورة البيئات الطبيعية المتعددة والمترابطة والمحيطة بنفس الوقت بالسهل الرسوبي. لقد وجدت في العراق الكثيرمن بقايا الأنسان القديم بمن فيهم النياندرتال في الشمال قرب راوندوز وكذلك في منطقة الرطبة على الهضبة مما يعني ان الأنسان كان موجود هنا منذ حقب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير