تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قديمة جدا وقد وجدت أيضا بقايا الكثيرمن الحيوانات التي كانت تجوب هذه الأصقاع وتعيش فيها. فمنذ بداية الرباعي نرى تشكل ثلاثة مناطق مترابطة تؤلف حوض الرافدين, منطقة المرتفعات في الشمال الشرقي ومناطق السهول في الشمال الغربي والغرب والجنوب ثم مناطق الأنهار والمستنقعات في الوسط والجنوب. وخلال الفترات المطيرة والتي تمتد لعشرات الآلاف من السنين والتي تكون فيها وفرة نسبية لحيوانات الصيد والغطاء النباتي مما يقدم بيئة مثالية لأنشطة الجمع والألتقاط والصيد في مناطق السهول والمرتفعات الواطئة عكس العالية التي ستغطيها الثلوج لفترات طويلة من السنة و ستكون مناطق الأنهار والمستنقعات أي السهل الرسوبي هي أيضا غنية بالنباتات بالحيوانات والطيور وستصبح أيضا ملاذا جيدا أثناء المراحل الجافة لهؤلاءالصيادين والجامعين اللاقطين. هكذا فنحن نعتقد أن أجداد السومريين هم نفس الصيادين الذين كانوا يتنقلون في سهول وهضاب غرب وجنوب العراق والذين اثناء بداية ظهورأول فترة جافة بدؤا يستقرون تدريجيا ويتفاعلون مع مناطق الأهوار والمستنقعات والبحيرات وما تتمتع به من خيرات نباتية وحيوانية كمصدر رزق مؤمن ويتركونها بأتجاه الأطراف الغربية عندما تغمرها الطوفانات من جديد ثم يعودون اليها مرة أخرى متى ماتراجعت المياه وغارت. وعبر الزمن تطورت لهجات وثقافات سكان هذه الأصقاع فاهل المناطق الغربية والجنوبية ينتقلون للبداوة والرعي أثناء المراحل الجافة وكذلك اهل المرتفعات الواطئة في حين يميل أهل الأنهار والبطائح والمستنقعات الى الأستقرار وهذا أول سر من أسرار نشوء الحضارة. فيما بعد وفي نهاية آخر مرحلة رطيبة رئيسية قبل حوالي 14000 وبدأ الفترة الرئيسية الجافة التي مازلنا نعيشها لحد اليوم كانت مناطق غرب الثرثاروتلك المحيطة بالموصل بشكل خاص مؤهلة لظهور الزراعة بعد أن أخذت أعداد حيوانات الصيد والغطاء النباتي بالتضائل تدريجيا, لتوفرعدة عوامل منها التربة الخصبة والأمطارالكافية والمناخ المعتدل ونشوء القرى المبنية وهذا يعني الأستقرار أيضا والتطور اللغوي المصاحب في حين أصبحت البداوة والرعي سمة المناطق الأكثر جفافا للغرب والجنوب و سمة مناطق المرتفعات بشكل عام في الشمال عدا الوديان الخصيبة. بالمحصلة نرى ان أجداد السومريين كانوا موجوديين في العراق منذ مراحل متقدمة من الرباعي وأنهم انتقلوا بأماكن سكناهم تدريجيا نحو الجنوب مع انسحاب الخليج التدريجي اليه وتبعا لأنتشار الأهوار بنفس الأتجاه, في حين انتقل المزارعون على أثرهم من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي متماشين مع ظهور أراضي قابلة للزراعة بعد تجفيفها من المستنقعات.وهكذا بقي السومريين مرتبطين بالبحر والمنخفضات المائية وثرواتها أي بالأهوار التي تمثل بيئة مثالية لهم و لحيواناتهم وبالأخص لحيوان الجاموس , وبقي المزارعون مرتبطون بالأنهار وبالأراضي الواقعة للغرب منها تلك التي يأتي منها مددهم السكاني. بوصولنا الى هذه المرحلة من الموضوع وبعد أن أستعرضنا بعجالة المنطقة التي عاش بها أجداد السومريين بقي أن نطرح سؤال من أين أتى هؤلاء الأجداد. أن البشر كانوا من قبل صيادين جامعين لاقطين وينتقلون خلف الحيوانات المهاجرة كما تفعل الضواري ورأي الأخصائيين بشكل عام هو انتقال الحيوانات من أفريقيا الى آسيا عن طريق سيناء عبر العراق وسوريا , وهذا ما حصل بالفعل ولكنه حصل بعد ان انسحب الخليج تدريجيا عن العراق وسوريا كما أسلفنا , وقبل ذلك فلقد كان البحرالأحمر شبه مغلق والعبور الى ضفته الشرقية امرسهل وبعد انفتاحه سينقطع طريق العودة على هذه الحيوانات التي عبرت أو التي كانت موجودة اصلا هنا في الضفة الشرقية للبحرالأحمر , وستنتشر وتتطور ضمن بيئاتها الجديدة في الجزيرة بشكل منقطع نوعما عن أفريقيا ونقول نوعما لأن طريق سيناء تبقى سالكة أيضا. والذي ينطبق على الحيوان قد ينطبق على الأنسان أيضا. أي بعبارة أوضح نحن نعتقد ان الأنسان القديم قد انتقل من أفريقيا عبر باب المندب, أو كان أصلا موجودا ضمن الجزيرة منذ البداية, وبأقل تقدير منذ بداية الحقبة الرباعية عندما كانت هذه البوابة أكثر ضيقا وربما ملتحمة تماما خصوصا أثناء هبوط مستويات المحيط خلال العصورالجليدية. وأن أعداد كبيرة من المهاجرين عبروا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير