تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اليوم نستطيع القول بأن البحوث الحديثة سواء فيما يتعلق بالعصر الحجري القديم والحديث وباللغات القديمة لما قبل عصرالكتابة وتطورها وانتشارها و بالأخص أبان مرحلة الزراعة و أيضا الدراسات الجيومورفولوجية التي تهتم بتطور الطبيعة الأرضية والمناخية أثناء الفترة الرباعية والتقدم في دراسات علوم الألسنة و البحوث الآثارية الواسعة لحضارات العراق القديم وما جاورها جعلت نتائجها من منطقة الشرق الأوسط المرشحة الأولى كمصدر شعاعي للغات الرئيسة في العالم منذ أن وجدت بقايا أقدم انسان عاقل فيها, وزاد الأهتمام بها أكثرحين بدا واضحا بأن شعاعها اللغوي ترسخ وأنتشر في كل الأتجاهات منذ أن أصبحت منطقة أول نشاط زراعي وتحديدا في منطقة وادي الرفدين منذ ما يقرب من 12000 سنة قبل الميلاد أي في نهاية آخر فترة جليدية في أوربا والتي يقابلها في العراق وسوريا وباقي الجزيرة وشما ل أفريقيا ما يسمى بالفترة المطيرة الأخيرة.

السومرين هم أبناء هذا الوادي الفسيح والخصب وامتداده في الخليج وترجع آثارهم المكتوبة الى مالايقل عن ستة آلاف سنة أما آثارهم التي سبقت عهد الكتابة فتعود الى أبعد من ذلك بكثيروحضارتهم نشأت وترعرعت في منطقة مركزية بالنسبة لتلك المرحلة التاريخية وهي مفتوحة ومتصلة بريا في غربها وجنوبها بباقي أنحاء الجزيرة العربية عكس المناطق الشرقية التي تكتنفها المستنقعات والمرتفعات و هي تعتبر أيضا أول وأهم منطقة جذب سكاني بالنسبة للمناطق الداخلية للجزيرة العربية وبالأخص أثناء فترات الجفاف تلك التي تعاقبت منذ نهاية الفترة المطيرة الأخيرة ولحد اليوم , فلا غرابة اذن أن تكون اللغة العربية وعلى مر العصورهي نفس المعين الذي لاينضب والمتجدد لكل لغات أو لهجات وادي الرافدين و شمال الجزيرة عموما.

أغلب الكلمات العربية التي وردت في القائمة وما يقابلها في اللغة السومرية مازلنا نتداولها لحد اليوم رغم مرور ما يزيد عن أكثر من خمسة آلاف سنة عليها على أقل تقدير وهو ما يدلل بوضوح ومن دون أي لبس بأن العربية لغة قديمة جدا تعود في جذورها على الأقل للفترة السومرية نفسها. وبعكس ذلك أي اذا اعتبرنا هذه المفردات ليست بعربية وانما سومرية فحينها يمكننا القول بأن العربية هي السومرية عينها. ونحن تعمدنا ألا نضع ضمن القائمة سوى الكلمات الواضحة للجميع بمن فيهم غير المتخصصين وتركنا جانبا تلك التي يكتنفها الغموض أو تتطلب جهدا طويلا لعرضها وشرح عملية ازاحة الغبارعنها. يجب التنويه أيضا بأن هذه القائمة تم جمعها من خلال القواميس السومرية وبشكل أساسي من قاموس السومرية لجون أ هالوران والذي يحوي الآلاف من المفردات السومرية وهوخلاصة اربعين سنة من الدراسة ويعتبركاتبه من اهم وأشهر الباحثين في هذا الحقل والذي اعتمد بدوره فيه على العشرات من الدراسات المثبتة في أسفل بحثنا هذا.

ان الدراسات المقارنة بين العربية والسومرية مازالت في أول عهدها ومع ذلك نستطيع القول أنها بدأت فعلا تعطي ثمارها بالرغم من أن البحوث في قراءة وفك رموز الرقيما ت المسمارية لاتتجاوز العشرة بالمائة لحد الآن من مجموع ما مكتشف منها وأن المفردات التي لم تعد قيد التداول في العربية أو غبرت منذ نهاية الحقبة السومرية قبل أربعة آلاف سنة تقريبا وللآن كثيرة جدا وقد تتجاوز المئات ولكننا نعرف ان كل سفر يبدأ بخطوة وكل خطوة تقرب أكثرفأكثر للهدف. وكمثال على ذلك ومن الأسماء التي لها دلالاتها الثقافية وأزحنا عنها غبار الماضي وتأويلات الحاضر أسم البطل الأسطوري السومري كيل كامش الذي يلفظ عادة بالكاف الأعجمية فكلمة كيل أو كال بالسومرية يقابلها في العربية القديمة كلمة قيل والتي تعني حاكم أو ملك في كلا اللغتين كما جائت في قصة الطوفان.ان هذا الأسم هو أسم مركب أو مدمج من أسمين الأول قيل والثاني خامس أي ان اسمه هو القيل الخامس أو الملك الخامس , وهذا ماكان عليه فعلا كخامس ملك على أوروك تلك المدينة العريقة التي شهدت أول تطور للكتابة في العالم , مما يعني ان كلا الكلمتيتن موجودتين في العربية والسومرية الا ان كلمة قيل سقط استعمالها منذ أمد بعيد في العربية الا ما ندر وهذا الشعر للمتنبي يذكر بها

ألا ايها القيل المقيم بمنبج وهمته فوق السماكين توضع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير