تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زيفٌ .. !

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 02:24 ص]ـ

http://www5.0zz0.com/2010/06/23/00/963210292.jpg

أسيرُ في دربٍ مفروشٍ بأصدافٍ تكسّرتْ تحت أقدام المارقين، تسندني وحشةٌ ما لي غيرها، فتهزأ بأوجاع روحي تشققات الأرض، تنفتح مساماتها لتبتلع فراشةً غضّة قد فارق الربيع يومها و ما عاد، وغفت على أعشاش روحها غربان الزيف، تمتطي وجه البراءة المزيفة، لتكشّر عن أنيابٍ حادةٍ حدّ قطع عنق أمنياتٍ صغيرةٍ، ما كان لي غيرها زوادة. تحملني على نعشٍ أبيضٍ، وكلّ حاملي جنازتي أحبابٌ غابوا عن وجه الحقيقة، وخانتهم لغة الصدقِ، وصمتوا والموؤدة تتقاذف روحها أعاصير حمراء، فتملأ جرّة ذكرياتها بسموم الغربة، تشرب نخب الضياع، وتدفن برحيلها آلاف الصور والذكريات. محملة بوزر الخطايا، تنزرع في أرض الغياب لتنبت أشجاراً من صلصالٍ مفجوعٍ بذاكرة الذين وعدوا، وأخلفوا فكانوا وجهاً آخر للزيف.

يا ذلك الحلم الجميل .. أين ضاعت اليوم براءتي؟ وأين مفتاح الغوث الذي وعدتنيه ذات هفوة حافلةٍ بأمطارٍ زائفة .. تهطلُ على رؤوس وجعي، أشرب منها ولا أرتوي، ولا تنطفئ ناري ..

يا لوعة أيامي، ما عاد اليوم للطيفِ ألوانٌ ولا للوردِ عطرٌ، لا للقمر ضوء، ولا للشمسِ نورٌ، فكيف ينام جفنٌ قد زُرِعتْ تحت عباءته سكاكين أمطرتها سماء الأحبة، وما كانوا في يومٍ لي أحباء .. !

يا سُفن صدقي، لملميني، ضميني بقوة، وأبحري بي بعيداً إلى أرضٍ يغمرها الصدق والوفاء، وجرديني من باقي أحلامي وأمنياتي، فما بات لي اليوم حلم سوى العيش على أرض لا يسكن الزيف فيها، ولا تحكمها غرائزُ أو رغبات!

منى الخالدي

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 09:20 ص]ـ

مررت من هنا وجذبني الحرف الشفاف النقي

لي عودة إن شاء الله

تحيتي

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 04:38 م]ـ

وما أحلاه من مرور أخيتي العزيزة هدى

تأكدي أنني أنتظركِ

حتى تعودي ..

لكِ محبتي وتقديري ..

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 11 - 2010, 05:54 ص]ـ

بعض النصوص تحوجك إلى التأمل أكثر مما تدفعك إلى المشاركة

أحسب أنني وقفت على نص منها

اعذريني فما زلت أتأمل

دام قلمك يمتاح من أعماق نفس صادقة

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[03 - 11 - 2010, 08:58 م]ـ

بعض النصوص تحوجك إلى التأمل أكثر مما تدفعك إلى المشاركة

أحسب أنني وقفت على نص منها

اعذريني فما زلت أتأمل

دام قلمك يمتاح من أعماق نفس صادقة

وقوفك هنا شرفٌ لنصي أبا سهيل

و قد نالته نفسي قبلها

شكراً لك ولحسن ثنائك ..

ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 11:50 م]ـ

بسيطة أنت في كتاباتك يا منى كخدِّ السكِّين؛ تفرشين اللغة كما يفرش القشطة على وجه الخبز الحائر!

لا شكَّ أنَّ هذا التشبيه يوحي بمناخ الجوع! لكنه الجوع للإبداع الثري، وأعتقد أنك ممَّن يحسن بامتياز تتبيل المواجع إلى درجة تجعلنا نشكر الظروف الصعبة التي فقأت مرارة الكلام الحلو في ضمير أقلامنا!

واصلي هذا التألق الرشيق!

حرسك الله!

ـ[نسمات نور]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 01:15 م]ـ

منى الخالدي *ايضرب قلمكِ على الوتر الحساس دائماً؟

في إحساس روح صادقه كروحكِ أجل زيف فالحياة بين تقلباتها التي نعيشها تشرح لنا مفاهيم لم نكن ندركها من قبل ’ دامت عذوبة الحروف لديكِ ’ حفظكِ المولى *

ـ[محمود السيد]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 05:44 م]ـ

بعض النصوص تحوجك إلى التأمل أكثر مما تدفعك إلى المشاركة

أحسب أنني وقفت على نص منها

اعذريني فما زلت أتأمل

دام قلمك يمتاح من أعماق نفس صادقة

أستاذتي (منى) كنت أحاول أن أصوغ بعض الجمل؛ لأعبر بها عن إعجابي ب (زيف)،

فلم أجد أنسب مما قال أستاذنا (أبو سهيل) ..

فلكما خالص تحياتي ......

:):):)

أعدك بعود قريب ..

:):):)

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 06:27 م]ـ

.

جميل ما كتبت أختي الفاضلة أستاذة منى ..

لقد فهمت ما توحي به كلماتك .. ولن يفهم لغة المكلوم إلا المكلوم ..

هل تقطنين الآن على شاطئ البحر:)!!؟.

حفظك الله.

تحياتي.

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 11:15 م]ـ

بماذا نعبر عن نص كلما انتهينا من قراءته أعدنا الكرة مرة بعد مرة

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 12:19 ص]ـ

يا ذلك الحلم الجميل .. أين ضاعت اليوم براءتي؟ وأين مفتاح الغوث الذي وعدتنيه ذات هفوة حافلةٍ بأمطارٍ زائفة .. تهطلُ على رؤوسٍ وجعي، أشرب منها ولا أرتوي، ولا تنطفئ ناري ..

هذا المقطع من النص الذي احترتُ من أي جزء أقتبس، استوقفني كثيرًا،

أعجبتُ بالصيغة التي ربطت الواقع بالخيال، المعلوم بالمجهول، القريب بالبعيد، الذي هُنا بالذي هُناك، الحاضر الغائب، ثنائيتان يشعر بهما المرء مباشرة عند أول قراءة له للنص، أما عن القراءة الثانية فهو لا ينظر للإيهام الفني فحسب، بل يجد نفسه أمام مغامرة من نوع خاص، حيث الأماني حيث الوعود حيث الإبحار، حيث العودة المرتقبة واللاعودة التي استُنتجت نتيجة اليأس والملل من الشيء الذي لا يأتي أبدًا وكأن لسان الحال متى ستأتي وفي نفس الوقت أعلم أنك لن تأتي؛

افتخر صراحة كوني من كتّاب الفصيح وأحد من يمرون من الإبداع، فمنذ زمن لم اقرأ مثل هذا الإبداع، بعيدًا عن وسائل المدح نصك أو قصيدتك النثرية بلغتنا أهل الحداثة أو حتى خاطرتك كما تُسمّى عند أهل العروض تُعدُّ نوعًا فريدًا من الأدب الذي حين نمرُّ عليه لا نكتفي بالرد فقط كما قال بعض المارين بل نمر لنتأمل وأهل الخيال يعرفون ماذا يعني التأمل فهو الحياة! شكرًا أخت مُنى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير