تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أستاذ جلال: بمعنى أنني أرفض هذه الصفقة المشوهة لقد أتيت للعنوان الخطأ واخترت الرجل الخطأ.

دق الباب فتح الأستاذ جلال: أهلًا بك أيها المحصل الشريف اعذرني لن أستطيع سداد الفاتورة اليوم فالراتب لم يصرف بعد يومان أو ثلاث ستجدني أتصل بك لتأخذ حقك وأوفي بما عليّ من دين، المُحصل: أستاذ جلال لا تخبرني عن نفسك ولا تقل هذا ثانية والله لولا أن العين بصيرة واليد قصيرة لدفعت عنك كل جنيه أنت مدان به يكفي أنك تدفع عنّا الكثير من البلاء بمحاربتك للفساد والفُسّاد في هذا الوطن المريض.

أستاذ جلال: ها أنا قد عُدت إليك يا "باشا"، تفضل هل لديك ما تقوله مجددًا ويكون بعيدًا عن قصة الصفحات البيضاء والسوداء أعتقد قد أغلقنا الحديث في هذا الشأن،

المسئول: أتعجب لأمرك لا تملك أن تدفع فواتير بيتك وترفض عرضًا كالذي عرضته عليك،

يضحك أستاذ جلال ضحكة هيستيرية تكاد تخرم آذان الكل بل والجيران معًا فيرد قائلًا، أرفض عرضك لأن لديّ عرضٌ أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ... عرضك الفقير،

يقفهر وجه المسئول ويقول: عرضي فقير إذن القضية قضية أنك ترى تلك الملايين قليلة إذن أعطيك أكثر!

أستاذ جلال: لم تفهم ولن تفهم عرضي أيها الفاضل عهدًا لله حبًا له ولرسوله على عدم خيانة الأمانة وقلمي أمانة وميثاقُ شرفٍ وقد عرض الله عليّ جناته وعرضت عليّ أنت ثرواتك الزائلة، فجنات الله ورضاه هي العروض الباقية أمّا أموالك فقد تذهب كما تحوّلت أموال قارون إلى سمكٍ وماء، صحيح يا "باشا" ألا تعرف هذه القصة إنها في القرآن الكريم هل أقصّها عليك أم أنك قد تأخرت عن البورصة أعتقد اليوم لديك مضاربة فيها؟، على أية حال وفي كلتا الحالتين لن تذهب إلا إذا شربت هذا العصير الطبيعي جوافة بالحليب صحيح أن سعرها قد ارتفع كما حدث للطماطم لكنني الشهر الماضي قد اشتريت الكثير منها قبل أن يطير ويتبخر في العشر الأوئل من الشهر الحالي الراتب، لكن الاقتصاد ينفع أليس كذلك ها أنت ذا تجدها عندي وبالحليب أيضًا رغم الغلاء، صحيح لديّ سؤال يحيرني كثيرًا يا"باشا"، كيف تجمع بين منصبك وبين تجارتك وبين وبين وبين وبين الأعمال الأخرى والسفر ماشاء الله أشهد لك أنك ناجحٌ في كل هذا عدا "المنصب"، هل لأنه ليس لديك وقتًا كافيًا نتيجة الجهد المبذول في مشروعاتك الخاصة أم ماذا تحديدًا؟؟؟؟؟؟، الحمد لله الحمد لله الحمد لله الجوافة طيبة أليس كذلك؟، هذا وقد ذهب المسئول غاضبًا مسرعًا دون أن يتكلم كلمة واحدة، وظل الأستاذ جلال يبكي ويضحك هيستيريًا طوال اليوم.

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[14 - 11 - 2010, 01:17 ص]ـ

حالة مؤسفة

وتحدث بشكل طبيعي في حياتنا اليومية

البعض يستسلم لها

والبعض يموت وهو يحاربها

أصبت عمق الصميم أستاذ نور .. بارك الله فيك على قصتك الجميلة ولمؤلمة في ذات الوقت

بقي أن أشير إلى نقطة تحيرني وهي: لماذا تستعمل لونين في الكتابة؟

الألوان تشتت ذهن القارئ حتى يظنّ أن في اللون الآخر قصة مغايرة أو اقتباس لشيء ما ..

تحية وتقدير

ـ[فتون]ــــــــ[14 - 11 - 2010, 01:58 ص]ـ

فكرة نبيلة ...

وهدف سام ...

وليس على أدبك بغريب ...

لكن رأيت لك نصوصا جميلة فاقت هذا بكثير ...

أسلوب العرض المباشر قلل من جمال النص ...

عاطفة نبيلة وانفعال صادق كفيل بإنتاج قصيدة رائعة، بليغة، ومؤثرة في النفوس ...

أو مقالة جرئية كمقالات "جلال" ...

أو قصة كذلك لكن ليس بنفس الانفعال ... ليس بنفس مستواه ...

نسبتُ أسلوب العرض المباشر للانفعال ولدرجة العاطفة تحليل من عندي قياسا على التجربة

ربما أكون مخطئة ويكون الأسلوب متعمدا ... لا أعلم

أعجبني جدا عدم ذكرك لاسم بطلك إلا وقت الحاجة حتى أنني حقيقة لا أعلم أين ذكر بالضبط

فلم تتكلف وضع الجمل والأوصاف وآثرت ألا تذكر الكلمة إلا عند الحاجة لها ولو ذكرت جملة ما

لغير حاجة لانتبه لها القارئ وهذا غير مختص باسم البطل فقط وإنما لم تربكني كقارئة أي جملة

متكلفة زائدة خارجة عن الحاجة إلا حديثك عن غلاء الأسعار الذي لم يأت عبثا ...

وهذه صفة رائعة تجعل حديثك سلسا ينساب بلا تقطع ولا إرباك ...

أيضا تدل على تفكير منظم وهدف وضع مسبقا، وهذه صفة تفتقدها الكثير من القصص

التي تكتب لتكون قصة فقط ... !!

موفق أخي نور الدين ...

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[14 - 11 - 2010, 11:31 م]ـ

حالة مؤسفة

وتحدث بشكل طبيعي في حياتنا اليومية

البعض يستسلم لها

والبعض يموت وهو يحاربها

أصبت عمق الصميم أستاذ نور .. بارك الله فيك على قصتك الجميلة ولمؤلمة في ذات الوقت

بقي أن أشير إلى نقطة تحيرني وهي: لماذا تستعمل لونين في الكتابة؟

الألوان تشتت ذهن القارئ حتى يظنّ أن في اللون الآخر قصة مغايرة أو اقتباس لشيء ما ..

تحية وتقدير

ربما أصبت كما أشرتِ أختي الفاضلة لكن الواقع أعقد مما كتبت بكثير، أكتب بأكثر من لون وحتى لا يحيرك الأمر، لمجرد التغيير ليس أكثر ربما ابتكار لأنني لا أحب صراحة الجمود والتقليد في كل شيء ربما محاولة للخروج عن المألوف، لكن بما أن القارىء يُشتت كما أشرتِ أيتها الفاضلة سأعود وأوحد لون النص في المرات القادمة إن شاء الله، شكرًا لكِ أستاذتي أثابك الله على المرور الطيّب والكلمات الأطيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير