[صدر حديثا تفسير "نصرة الإسلام في إخراج مقامات الدين من القرآن]
ـ[ايت عمران]ــــــــ[11 Oct 2010, 05:51 م]ـ
صدر حديثا عن جمعية تطوان أسمير الطبعة الأولى 1431هـ لتفسير بعنوان:
نصرة الإسلام والإيمان والإحسان في إخراج مقامات الدين من القرآن
الجزء الأول (الفاتحة والبقرة)
لأبي محمد عبد الوهاب لُوقَش التطواني (ت 1341ه)
في 254 صفحة من الحجم الكبير
عمل على إخراجه لجنة من دكاترة وطلبة ينتمون إلى كلية الآداب بجامعة عبد المالك السعدي ـ تطوان ـ المغرب، بإشراف واعتناء وتقديم الأستاذ الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي. وستصدر باقي الأجزاء تباعا إن شاء الله.
ولإعطاء صورة عن الكتاب أنقل لكم ما كتبه المقدم له في ذلك تحت عنوان:
التفسير والتصوف والسياسة: تفسير نصرة الإسلام
قال: "وضع الشيخ عبد الوهاب لوقش لتفسيره مقدمتين قصيرتين بالنسبة على (كذا) تفسيره، وقد استغرقهما أو كاد فيما يمكن أن نسميه "التفسير العثماني للقرآن الكريم" أو تفسير القرآن بناء على مبادئ سياسة "الجامعة الإسلامية" أو تفسير القرآن بتنزيل الآيات على واقع دار الإسلام، ولاسيما الدولة العثمانية، في أيام الحرب العالمية الأولى.
وقد أسرف الشيخ عبد الوهاب لوقش بحميته الإسلامية في التعبير عن هذا الولاء، مواليا من والاها معاديا من عاداها، فملأ صفحات تفسيره "نصرة" سياسية لها، فجاء مفهوم نصرة الإسلام معادلا منطقيا لمفهوم نصرة الدولة العثمانية، وهي سائرة في طريقها إلى الاحتضار ...
وقد جمع الشيخ عبد الوهاب لوقش في تفسيره بين أشياء متباعدة متنافرة:
فهو رجل التفسير بالمأثور، فتراه ينقل ما يروى من كلام مفسر السلف الصالح، غثه وسمينه، ومن الإسرائليات، ويستشهد بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، صحيحها وغيره، وفيما يورد من الأحاديث ضعيف كثير وموضوع، ولم يكن رحمه الله من أهل هذا العلم، فلا رواية ولا إسناد ولا تمحيص لما ينقل .. حتى إذا وجد في مصر حركة تفسيرية إصلاحية يقودها محمد عبده ورشيد رضا، صرح بالرد عليهما في بعض العقليات ذات الأصول الاعتزالية.
وهو رجل التفسير الإشاري، وعمدته فيه أحمد ابن عجيبة (ت 1224هـ) مع مرجعية شاذلية قادرية كبيرة، فكل آية عنده تفهم من منظور الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان، وكل منظور عنده هو أعمق من الآخر، ولا بأس في أن يتمحل، بل في أن يبالغ في التمحل، فيستخرج من الآية مالا تحتمله ولا يحتمله ظاهرها، ولأرباب العرفان حضور أي حضور في تفسيره .. كلامهم حجة في حل ما يشكل من القرآن في ظاهره أو باطنه، ولا بأس عنده من تضمين تفسيره شيئا من كلام المجاذيب ومن إشاراتهم.
وهو رجل القراءات السبع والعشر، فلا تمر آية إلا ضبطها بقراءاتها .. ولا بأس عنده من التوسع بإيراد وجوه القراءات الشاذة.
وهو رجل العلوم اللغوية من نحو وصرف وبلاغة ومعجم.
وهو رجل أحكام القرآن على المذهب المالكي ...
وهو رجل المذهب السني في التفسير، فلا سبيل لفكرة اعتزالية ولو من وراء حجاب، بل يناقشها ويرد عليها.
وهو رجل التفسير العثماني للقرآن الكريم، فلا تكاد تمر آية إلا اهتبلها للدعوة إلى طاعة الدولة العثمانية.
وهو رجل الإصلاح الاجتماعي، فلا تكاد تمر آية إلا اهتبلها فرصة لإدانة القضاة، والمفتين، والعدول، والموظفين، وزعماء القبائل، وزعماء الجهاد، والشرفاء، وشيوخ الزوايا، والظواهر الاجتماعية المقلقة، كظاهرة الاسترقاق، وتسلط الأجانب على المغرب ... "
ثم قال المقدم بعد ذلك:
"وقد ظل هذا التفسير كالكنز المذخور؛ لا يعرفه أحد أو لا يكاد، سواء في ذلك أهل المغرب الأقصى وأهل المشرق، بل أهل بلده تطوان، وأهل مهاجَره طنجة، فلا نجد له ذكرا في "معجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين" .. ولا في "إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع" .. ولا في "النبوغ المعربي في الأدب العربي" .. ولا في كتاب "التأليف ونهضته" لعبد الله الجراري .. ولا في كتاب "بدع التفاسير" .. ولا في كتاب "المصادر العربية لتاريخ المغرب" .. ولا في "معجم تفاسير القرآن الكريم" .. أصلا واستدراكا، ولا في معلمة المغرب".