تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[برنامج بينات- مقدمات في سورة آل عمران- الحلقة الأولى]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:46 ص]ـ

برنامج بينات 2009

مقدمات في سورة آل عمران

الحلقة الأولى

بعد أن انتهينا من الحديث عن سورة البقرة ولله الحمد وتوقفنا معها وقفات كثيرة في موضوعاتها وفضائلها وأسمائها ننتقل اليوم للحديث عن سورة آل عمران. وسورة آل عمران حتى في السنة النبوية إذا ذكرت تذكر معها سورة البقرة فهما سورتان متلازمتان في فضائلهما وترتيبهما والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ البقرة وآل عمران، وكان يامر "اقرأوا البقرة وآل عمران". نتحدث عن مقدمات هذه السورة، إسمها، فضائلها، وجه ارتباط هذه السورة بالتي قبلها والموضوعات التي تعودنا أن نتحدث عنها في هذا اللقاء.

إسم السورة:

إسم السورة المشهور والذي لا يزال باقياً إلى اليوم هو سورة آل عمران. هناك طبعاً أسماء مشتركة والرسول صلى الله عليه وسلم قرنها بسورة البقرة فقال "اقرأوا الزهراوين" فتسمى الزهراء بناءً على هذا الحديث النبوي. لكن هناك بعض الأسماء قد تكون أوصافاً يسميها الصحابة من باب الوصف مثل سورة المجادِلة أو المجادَلة لوقوع الجدال من النصارى في حقيقة عيسى عليه السلام "إن مثل عيسى" هذا وصف، فلينتبه السامع إلى بعض العلماء قد يذكر للسورة إسماً مستنبطاً من حدث معين في السورة لكن الإسم المشهور والذي وردت فيه الآثار النبوية هو "آل عمران" والزهراء مفرد الزهراوين. ورد ذكر آل عمران في قول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)) هذا يدعو إلى النظر أن الله سبحانه وتعالى لم يقل آل نوح وإنما قال اصطفى نوحاً بينما قال آل ابراهيم وآل عمران. الآل كما هو معروف هم الأهل، الأقربون لنسل إبراهيم ثم الأقربون لنسل عمران. لو تأملنا نوح عليه السلام لا شك أنه قال تعالى عنه (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات) ومه هذا لم يذكر آله كما ذكر غيره في هذه الآية فكأن الاصطفاء خاص في نوح مباشرة ثم في إبراهيم وآله ثم بعمران وآله. وآل عمران هم من آل إبراهيم وهذا خاصٌ من خاصّ وإبراهيم من نوح.

سر تسمية السورة

كونها سميت السورة بآل عمران كان فيه إشارة إلى فضيلة خاصة في هذه النسبة لآل عمران وفي هؤلاء الذين سميت بهم السورة كونهم اختُصوا بهذه التسمية ولهذا نجد مثلاً سورة مريم وهي من آل عمران وسميت سورة بإسمها. هذا هو سبب التسمية لورود آل عمران في هذه السورة.

ومما يتعلق بهذا الموضوع أن عمران هذا الرجل الصالح ليس له ذكر من جهة التاريخ ما هي أوصافه؟ ما هي أعماله؟ لم ترد وإنما ورد تشريفه في مثل هذه الآية. آل عمران هو المذكور في التاريخ عمران وابنته مريم وأختها زوج زكريا ومن زكريا ولد يحيى فهو منتسب لعمران من جهة الأم ومن مريم عيسى عليه السلام وهو منتسب إلى عمران من جهة الأم فآل عمران لم يذكر ذكوراً منهم إنما ذُكرت مريم وأختها، مريم ولدت عيسى وأختها ولدت يحيى فآل عمران هم هؤلاء الثلة من الأنبياء وزكريا نسيب لهم لأنه تزوج من أخت مريم، فهؤلاء هم آل عمران الذين ذكروا. وقد يكون هناك غيرهم لكنهم لم يذكروا. وهناك أم مريم زوجة عمران (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ (35))

وهناك من قال عمران المذكور هنا المقصود به هو والد موسى وهارون عليهما السلام ولكن عندما تتأمل في سياق الآيات التي بعده فليس هناك ذكر لوالد موسى وإنما الحديث عن مريم فالصحيح أنه عمران هو والد مريم وليس عمران والد موسى عليه السلام ويبدو أنهم كانوا يسمّون بأسماء أنبيائهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بإسم هارون. وبعض المؤرخين يذكرون أن هناك فرق كبير بين مريم وموسى يقولون بينهما 1800 سنة. ويتحدثون في قضية مشابهة عندما يتحدث المفسرون في قصة الرجل الذي كان في مدين عندما هاجر موسى عندما جاء موسى عليه السلام إلى والد الفتاتين (وأبونا شيخ كبير) فبعض المفسرين يقولون أن المقصود بهذا الشيخ الكبير هو شعيب عليه السلام وكثير من المفسرين ينفي هذا الكلام، ويبدو أن سبب الوهم هو (مدين) يعني مناسبة المكان. قد يقع الوهم من التشابه في الأسماء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير