تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تؤمن بالسحر، وتؤمن بالكهانة وتتخذهما أسلوبًا ودينًا وهي محرّمة عليك؟! وكذلك الطاغوت؟!.

د. مساعد الطيار: أنا عندي وجه آخر وهو أنهم لما كعب بن الأشرف لما صحّح عبادة كفار مكة صار كمن آمن بها، ولهذا يؤمنون (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) يعني يؤمنون بعبادة الأصنام التي كان يعبدها كفار مكة، لما صحح دينهم صار كأنه ماذا؟ منهم، فقال (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا) أي طريقًا.

د. محمد الخضيري: وهذا من التضليل العظيم، كيف يقال للكفار أن هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا؟! يعني هذا يدلك على أن اليهود يمارسون التضليل في العالم بمعنى أنهم يزيفون الحقائق فيأتون لمن أشرك ويجعلونه خيرًا ممن آمن وعندهم الدلالة والبينة على أن المؤمن على حق وبيّنة ولكن ممارسة التضليل تبقى من خِصال هؤلاء اليهود

د. عبد الرحمن الشهري: نعم صفة ثابتة فيهم

د. محمد الخضيري: والآن يا دكتور عبد الرحمن يلاحظ في الإعلام العربي يمارس هذا الدور في التضليل يعني عندما يزيف الحقائق وينشر أمورًا غير صحيحة مثلاً عن العلماء، والمشايخ، عن الدين الإسلامي، عن المجتمعات المسلمة، ويحاول أن يبيّن أن الغربيين خيرٌ منا وأنهم اهتدوا للأشياء وأنهم وصلوا للحقائق وأنهم أفضل من الأمة الإسلامية هذا لون من ألوان التضليل!.

د. عبد الرحمن الشهري: الله أكبر، لاحظوا القسوة في جزاء هؤلاء في الآيات حتى التي تقدمت في قوله سبحانه وتعالى (وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) أعوذ بالله!، تشعر أن جلدك يقشعر عندما تسمع اللعن! انظر ثم يقول هنا في آخرالآية قال (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ)

د. مساعد الطيار: جميل، انظر التكرار

د. عبد الرحمن الشهري: (وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) أعوذ بالله!! يعني تشعر أن هذا عقوبة في غاية القسوة (وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا). واللعن في اللغة هو الطرد والإبعاد، يقال رجل لعين بمعنى أنه بعيد، بعيد مطرود، مُبْعَد، ثم جاء اللعن في القرآن والمقصود به الطرد والإبعاد عن رحمة الله –سبحانه وتعالى- (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ) (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا) (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فلن تجد) أعوذ بالله!.

د. محمد الخضيري: لاحظوا هنا جاء الإظهار في مقام الإضمار قال (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ) ولم يقل ومن يلعنه، هذا فيه تربية المهابة وذكر أن الموقف خطير جدًا الذي يلعنه هنا من هو؟ الله! إذن ألا يخشى هذا الملعون من أن لا يبقى له مجال للرحمة أبدًا؟! ولاتدركه هذه الرحمة حتى وإن بانت له الحقائق وقامت له الحجج واتضح له الحق لايمكن أن ينصاع له هذا كله أثر من آثار لعنة الله التي أدركته نسأل الله العافية والسلامة!.

د. مساعد الطيار: في قوله (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) يعني هذه الخاتمة تتناسب مع قوله (وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ) يعني إذا كان الذي لعنه هو الله فمن أين يأتيه النصير؟! يعني فلا ناصر له

د. عبد الرحمن الشهري: هذا يؤيد الآيات (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) في حق المؤمنين وهنا قال (وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا)

د. محمد الخضيري: نلاحظ هنا استعمل الضمير في مكانه قال (وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ) أظهر في مقام الإضمار

د. مساعد الطيار: (فَلَنْ تَجِدَ)

د. محمد الخضيري: (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ)

د. مساعد الطيار: (نصِيرًا)

د. محمد الخضيري: لماذا لن تجد له نصيرا؟ لماذا أضمر هنا؟ إهمالاً لهم

د. عبد الرحمن الشهري: لهوانه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير