وقد نشر المدخلان الثاني والثالث منفصلين عن الأول، أما الثالث فقد نشر في كتاب مستقل بعنوان (قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام)، وأما الثاني فقد كان مقدمة لكتاب (الظاهرة القرآنية) لمالك بن نبي. لذا فقد آثرت ضم المدخلين الأول والثاني في كتاب واحد لتكون الفائدة بهما أجدى.
[6] بيد أن هنا أمرا لابد من التوقف عنده لبيانه، وهو أن هذه المداخل تقص علينا أيضا جزءا من سيرة حياة الأستاذ شاكر مع العلم وسيرته مع الكلمات وتاريخها وقد قال في مبدأ المدخل الثاني: (وقد كان كتب الله عليَّ أن أقف مع هذا اللفظ زماناً طويلا، حائراً متردداً، وخائفاً متلدداً، وجازعاً متحفظاً، وكاتماً حيرتي عن قلمي ولساني، حتى تصرَّمت سنوات، وأنا على شَفَا حفرةٍ من النار، فأنقذني الله برحمته وفضله، وسلمتُ بحمده سبحانه بعد مخالطة العطب). وهذا الذي ذكره الأستاذ شاكر من أصعب الأمور وأشقها على النفس إذ تتركها في حيرة لا يخرج منها بريئا إلا بعد طول مجاهدة ومعاناة تراهما ظاهرين ظهورا بينا في ثنايا حديثه في المدخلين.
وهنا أمر أخير لابد من الأشارة إليه وهو أن المدخلين الثاني والثالث قد جاءا تامين أما الأول وهو أحدثهن كتابة كما ذكر الأستاذ شاكر لم يتمه، إذ وقف عند الفصل العشرون بادئا فيه ثم لم يكمله، ولو كان فعل لكان فتحا وخيرا كثيرا جاءنا، لكن قضاء الأجل كان قد وافاه قبل أن يكمل المدخل الأول.
رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم من علم للعربية والإسلام ودافع عنهما دفاعا هان أمامه كل مرتخص وغال، ظل [7] هكذا طيلة حياته سيفه قلمه لا يتركه ولا يحيد عن رأي صواب وحق بين حتى لو كان في هذا من المضرة والعطب ما فيهما. جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ونسأل الله أن يدخله فسيح جناته مع الأبرار والصديقين والشهداء.
اللهم اغفر لنا خطايانا، وذكرنا ما نسينا، وألهمنا الصواب لنكون خير خلف لخير سلف.
القاهرة في 2001 فهر محمود شاكر
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 12:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا0
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 07:35 ص]ـ
بوركت أخي الدكتور مصطفى
ونشكرك على هذا النقل المفيد، والمعلومات القيمة
سلمت أناملك، وحيهلاً بإطلالتك البهية
ـ[أبوحسام]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 01:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل الشكر والتقدير للأخوة الكرام
الذين أهدونا درة من درر العلامة الكبير
المرحومالأستاذ / شاكر
وإنه لكتاب ثمين يستحق منا أن نتذكر بالإجلال
والإكبار ذلك المتفاني الصادق والغيور المشفق
دوما على تراث ديننا ولغتنا ... نتذكره بالدعوات الخالصة
ومحاولة أن نترسم خطاه المباركة لخدمة الدين واللغة والانسانية.
رحمه الله رحمة ترضيه وتقره في قراريغنيه .. إنه سميع مجيب ..
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. إن بعض الناس في غفلة عن إلإعجاز, وعن حقيقته بجهلهم لهذا الكتاب, ولو قرأوه .. لوقفوا على كنز من اللغة عظيم ..
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 12:46 ص]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا
ـ[حرف]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 05:16 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 02:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم