تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد غلب مذهب البصريين في الانتشار بين الناس لدقته لذا فكون القرآن خالف المذهب البصري لا يعني أن القرآن فيه خطأ – حاشا لله – بل لأن البصريين وضعوا القواعد على أساس أن تكون جارية على ألسنة العرب وكثيرة الاستعمال ولا يجعل هذا القرآن مخالفا للغة العرب بل كل ما تكلمت به العرب هو عربي ولم نجد في القرآن جملة أو كلمة خرجت عن فلك اللغة العربية عامة لا على مذهب البصريين فقط لذا على الباحثين عن الحق وكذلك عن الباطل أن يوسعوا مداركهم ولا يحصروا اللغة في قول مذهب واحد أراد الدقة والضبط بل عليهم أن يحيطوا بالعربية أولا وقبل كل شيء لا أن يحصروها في مقياس البصريين فقط لأن ما رفضه البصريون قبله الكوفيون وهو مذهب لا يقل عن المذهب البصري كفاءة.

الوجه الثالث

لو جارينا مثيري الشبهة وقلنا افتراضا أن القرآن جاء به الرسول:= من عنده وليس كتابا سماويا لم يخرجه من دائرة الاحتجاج في العربية لأن كل ما تكلم به الرسول:= حجة في النحو لأنه عاش في زمن الاحتجاج بل وفي أفضل زمن بين العصر الجاهلي والإسلام فلو وجدنا في القرآن ما يخالف النحو فالخطأ في قواعد النحو لأن كل ما تكلمت به العرب عربي ورسول الله:= كان أفصحهم.

ولأننا كذلك نحتج بكلام مسيلمة الكذاب في النحو لأنه عربي ونرفضه في باب العقائد والشرائع والنبوة فمن الجهل البحث عن الأخطاء عند من تؤخذ منهم اللغة ولكن لجهل أهل الضلال لا يدركون ذلك

قال تعالى

{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} (195) سورة الشعراء

ولم يقل بلسان عربي بصري فافهم هذا أيها المسلم لا يكن في قلبك ريب مما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

كذلك أيها الباحث عن الباطل امض بعيدا فلن تجده في القرآن الكريم

قال تعالى

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)) فصلت

ـ[محيي الدين محمد]ــــــــ[30 - 09 - 2010, 11:22 ص]ـ

بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك الله خيراً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير