[الإخلاص]
ـ[*عابرسبيل*]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 03:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" (سورة الذاريات، 55)
فوائد الإخلاص
الحمد لله الذي يحبّ المخلصين الصادقين ...
الحمد لله الذي أشرقت من محبته أرواح العابدين ...
الحمد لله الذي يفتح على قلوب الصادقين بالفتوحات الاِلهيه ... والتيسيرات الربانية .. الإخلاص ... وما أدراك ماالإخلاص ..
هو العمل القلبي .. الذي تمناه العابدون ...
الذي ضحىّ من أجل تحقيقه المجاهدين ..
الذي به ترفع أعمال ألمؤمنين ...
الإخلاص ... الذي صدّر به الأنبياء في دعواتهم ...
فلسان كل واحد منهم يقول (" وما أسئلكم عليه من أجرِ اِجري إلا على رب العالمين ")
الإخلاص:ـ
في هذه الصفحات تجد يا أخي:ـ
أولا: تعريف الاِخلاص.
ثانياّ: فوائد الاِخلاص.
ثالثاّ: كيف السبيل اِليه.
أولاّ:ـ تعريف الاِخلاص
.
ـ ذكر ابن القيم عده تعاريف له منها:ـ
ـ (تصفيه الفعل عن ملاحظة المخلوقين)
ـ (ألا تطلب لعملك شاهداّ غير الله، ولامجازياّ سواه)
ـ (نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق)
ـ (التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك)
انظر مدارج السالكين (2/ 90)
وذكر النووي عدة تعاريف له منها:ـ
(استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن).
ـ (الصادق هو الذي لايبالي ولو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولايكره اطلاع الناس على السيء من عمله فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من أخلاق الصديقين.) وانظر المدارج 2/ 289 - 3/ 186
ـ (إذا طلبت الله تعالى بالصدق أعطاك مرآه تبصر فيها كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة).
ـ (أن تكون حركته وسكونه في سرة وعلانيته لله تعالى وحدة لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا) التبيان ص /40ـ41
فوائد الإخلاص:
أنه سبب لمغفرة الذنوب والدليل: قصة المرأة الزانية التي سقت الكلب فغفر الله لها "والقصة عند البخاري ومسلم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تهذيب مدارج السالكين (188): (فتأمل ما قام في قلبها من حقائق الأيمان والعبودية في هذه اللحظة فمنها:
(1) أنها لم تعمله ابتغاء الأجر من أحد لأنها تعطي كلباً فلا تنتظر منه جزاء أو شيئاً.
(2) أنه لم يرها أحد إلا الله وهذا يدل عليه ظاهر الحديث.
(3) أنها أتعبت نفسها في سقايتها لهذا الكلب فنزلت في البئر مع أنها امرأة ثم ملئت خفها بالماء وحملته بفيها ثم سقت هذا الكلب الحقير
فتأمل ماقام في قلبها من أسرار الإخلاص فعندما تمت هذه الحقائق في قلبها (أحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البقاء والزنا فغفر الله لها).
وقال في ص187: (وكلما كان توحيد العبد أعظم كانت مغفرة الله تعالى له أتم فمن لقيه لايشرك به شيئاً ألبته غفر الله له ذنوبه كلها كائنه ما كانت واعلم أن أشعة لا إله إلا الله "تبدد من ضباب الذنوب وغيوبها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه , فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفاً لا يعلمه إلى الله فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس .... ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري .... ومنهم كالسراج المضيء ....
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً وعملاً وحالاً وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد "أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهه ولا شهوة ولا ذنباً إلا أحرقه وهذه حال الصادق في التوحيد الذي لم يشرك بالله شيئاً فأي ذنب وأي شهوة دنت من هذا النور أحرقها فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته) اهـ من تهذيب المدراج وقال ابن رجب في "جامع العلوم" (2/ 417): (فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ماسلف من الذنوب كلها ... ) اهـ ـ .. وانظر إلى كلام ابن رجب في كتابه, فاِنه مهم وعظيم ـ
.. الله أكبر ... هذا غيض من فيض من فوائد الإخلاص والصدق مع رب العالمين ..
...................
أما الفائدة الثانية .. فهي: ـ
(2) ـ أنه يصرف الفتنه عن القلب.
قال الإمام ابن تيميه (10/ 601): (فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كلّه لله عز وجل).
¥