تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أعلمنا وأمثال ذلك، فهذا كله تقريب لا تحقيق فإن الوحي هو إعلام سريع خفي والقضاء إليهم أخص من الإعلام فإن فيه إنزالا إليهم وإيحاء إليهم".

بتصرف من "مقدمة ابن تيمية في التفسير"، ص36.

ويقول في موضع تال: "ومن قال: لا ريب: لا شك، فهذا تقريب وإلا فالريب فيه اضطرب وحركة كما قال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، وفي الحديث: أنه مر بظبي حاقف فقال: لا يريبه أحد فكما أن اليقين ضمن السكون والطمأنينة فالريب ضده ضمن الاضطراب والحركة ولفظ الشك وإن قيل إنه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه".

بتصرف من "شرح: مقدمة ابن تيمية في التفسير"، ص38.

ومنه أيضا:

حديث عبد الله بن مسعود قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى - صلاة العصر - ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا أو حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا.

يقول ابن دقيق العيد رحمه الله:

"ولعل قائلا يقول: فيه متمسك لعدم رواية الحديث بالمعنى فإن ابن مسعود تردد بين قوله: "ملأ الله" أو "حشا الله" ولم يقتصر على أحد اللفظين مع تقاربهما في المعنى.

وجوابه: أن بينهما تفاوتا فإن قوله: "حشا الله" يقتضي من التراكم وكثرة أجزاء المحشو ما لا يقتضيه "ملأ".

وقد قيل: إن شرط الرواية بالمعنى: أن يكون اللفظان مترادفين لا ينقص أحدهما عن الآخر على أنه وإن جوزنا بالمعنى فلا شك أن رواية اللفظ أولى فقد يكون ابن مسعود تحرى لطلب الأفضل". اهـ

"إحكام الأحكام"، ص181.

والتعريف بالمرادف هو أحد أنواع التعريف، عند المناطقة، ويعرف بـ: "الحد اللفظي"، وشرطه أن يشرح اللفظ المعرف بلفظ أشهر منه، كقولك في الليث: الأسد، فلا تقول: الليث: الخبعثنة أو الهرماس ....... إلخ من أسماء الأسد الغريبة.

بتصرف من "تلخيص روضة الناظر"، (1/ 19، 20).

&&&&&

ومنها دلالة التباين: وهي دلالة الألفاظ على معان متباينة كلفظي: الأرض والسماء، فكلاهما يدل على حقيقة تباين الحقيقة التي يدل عليها الآخر.

وإليها أشار صاحب "تلخيص الروضة"، رحمه الله، بقوله:

الأسماء المتباينة هي: الأسماء المختلفة المعاني كـ: "السماء" و "الأرض"، وهي أكثر الأسماء.

"تلخيص روضة الناظر"، (1/ 24).

&&&&&

ومنها دلالة التكافؤ:

وهي مرتبة بين: الترادف والتباين، إذ يدل اللفظان المتكافئان على معنى واحد باعتبار فيكونان: مترادفين من هذا الوجه، ويدلان على معنيين مختلفين باعتبار، فيكونان متباينين من هذا الوجه، كما في: أسماء الله، عز وجل، فهي باعتبار دلالتها على الذات الإلهية القدسية المتصفة بصفات الكمال المطلق: مترادفة، لأنها تدل على ذات واحدة، وباعتبار دلالتها على معاني الصفات التي تدل عليها: متباينة، فالرحمة غير الخلق غير الرزق ............... إلخ.

&&&&&

دلالة الاشتراك المعنوي: وهي دلالة اللفظ الذي يدل على حقيقة كلية مجردة، توجد في الأذهان مطلقة عن أي قيد، فإذا ما وجدت في الأعيان خارج الذهن، كانت تبعا للعين المتصفة بها، فتقيد بها: تقييد الصفة بالموصوف، فالصفة فرع على الموصوف، فحقيقة: "الشجاعة" إذا قطعت عن الإضافة: لا توجد إلا في الأذهان، لأنها، باصطلاح أهل المنطق، "عرض"، والعرض لا يقوم بنفسه، وإنما يقوم بـ: "جوهر" متصف به، فلا يمكن أن تتجسد الشجاعة خارج الذهن بحيث تصح الإشارة إليها، فيقال: هذه الشجاعة، بخلاف الأعيان أو الجواهر التي تصح الإشارة إليها، فيقال: هذه عين زيد، وهذه عين عمرو، وهذه عين بكر ............... إلخ، فالشجاعة: نوع تندرج تحته أفراد متباينة يجمعها معنى كلي مشترك، فشجاعة زيد غير شجاعة عمرو غير شجاعة بكر، وإن اشتركت في معنى الشجاعة الكلي، فصارت مترادفة من جهة: المعنى الكلي، متباينة من جهة: أفراده، لأن: "الواحد بالنوع" تتصور الشركة فيه، بينما: "الواحد بالفرد" لا تتصور الشركة فيه، فنوع: الإنسانية تتصور الشركة فيه بين: زيد وعمرو وبكر، بينما: زيد لا تتصور الشركة فيه، فلا يمكن أن يكون زيدا وعمرا وبكرا في نفس الوقت، مع كونهم أفرادا تحت نوع واحد، خصائصه معلومة المعنى والكيف، فكيف يتصور ذلك في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير