تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونكاح الرجل فلانة: عقده عليها، وفيه أيضا معنى الانضمام لكنه للألفاظ لا للأعيان، فينضم لفظ الإيجاب من الولي إلى لفظ القبول من الزوج.

&&&&&

ويقترب من دلالة التواطؤ أيضا:

دلالة المشكك:

ففيه يرجع اللفظان إلى معنى كلي مشترك، مع التفاوت والزيادة والشدة في بعض أفراده دون بعض، كما يقال في بياض العاج وبياض الثلج.

فالفرق بينه وبين المتواطئ أن المعنى الكلي المشترك في المتواطئ واحد، وفي المشكك متفاوت.

&&&&&

ومقابل الاشتراك المعنوي:

الاشتراك اللفظي:

فالمشترك اللفظي يدل على معان متباينة على سبيل البدل، فلا يدل عليها على سبيل الشمول، ولا يوجد أصل كلي جامع ترجع إليه، كما في لفظ: "العين" فإنه يطلق على الباصرة وعلى عين الماء بدلالة الاشتراك في اللفظ، مع اختلافهما اختلافا كليا في الحقيقة، فحقيقة الجارحة غير حقيقة عين الماء.

ومن فروع هذا النوع من الدلالات:

مسألة: وقوع اختلاف التنوع بين المفسرين تبعا لكون الكلمة: مشتركا لفظيا تدل على معان متباينة، فهل يصح حمل المشترك على كل معانيه أو لا يصح ذلك لعدم وجود أصل كلي جامع بينها كما في "المشترك المعنوي"؟ التحقيق أنه يجوز حمل المشترك اللفظي على كل معانيه، إذا لم يقع بذلك تعارض، وهذا قول أكثر المالكية والشافعية والحنابلة، رحمهم الله، كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، رحمه الله، في "مقدمة أصول التفسير".

فمن ذلك:

قوله تعالى: (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)، فلـ: "قسورة" عدة تفسيرات منها:

الأول: الأسد في لغة الحبشة.

والثاني: الرامي.

والثالث: النبل.

ولا إشكال في حمل المشترك في هذا السياق على كل معانيه، فالحمر تفر من الأسد ومن الرامي ومن النبل، فرار المستنفر.

ومن ذلك أيضا: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ):

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله:

"هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتَرْكِهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق، يخرج الله لهم دابة من الأرض – قيل: من مكة. وقيل: من غيرها. كما سيأتي تفصيله - فَتُكَلِّم الناس على ذلك.

قال ابن عباس، والحسن، وقتادة - ورُوي عن علي رضي الله عنه -: تكلمهم كلاما أي: تخاطبهم مخاطبة.

وقال عطاء الخراساني: تكلمهم فتقول لهم: إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون. ويروى هذا عن علي، واختاره ابن جرير. وفي هذا القول نظر لا يخفى، والله أعلم.

وقال ابن عباس - في رواية – تجرحهم. وعنه رواية، قال: كلاً تفعل يعني هذا وهذا، وهو قولٌ حسن، ولا منافاة، والله أعلم. وقد ورد في ذكر الدابة أحاديث وآثار كثيرة .......................... ". اهـ

&&&&&

ومن الدلالات أيضا:

دلالة التناقض:

فالمتناقضان هما الأمران المتقابلان بحيث يكون أحدهما وجوديا والآخر عدميا، مع كونهما لا يجتمعان ولا يرتفعان بل يجب وجود أحدهما دون الآخر، مثل: السلب والإيجاب، أي: الوجود والعدم، فالشيء إما: موجود أو معدوم، فلا يتصور شيء لا معدوم ولا موجود.

وقد استعمل ابن تيمية، رحمه الله، هذه القاعدة في نقض مذهب الباطنية الذين نفوا صفات الله، عز وجل، ونفوا النفي!!!!، فرارا، بزعمهم، من تشبيهه بالموجودات إذا أثبتوا، وبالمعدومات إذا نفوا، فشبهوه بالمحالات الممتنعات!!!، ويلزمهم: نفي الوجود والعدم في نفس الوقت، وهو أمر محال.

يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض الرد عليهم:

"فيقال لهم: ولكن سلبتم النقيضين جميعا. (بقولهم: لا موجود ولا معدوم، لا حي ولا ميت .............. إلخ).

وكما أنه يمتنع الجمع بين النقيضين، فيمتنع الخلو من النقيضين.

فالنقيضان: لا يجتمعان، ولا يرتفعان".

بتصرف من: "العقيدة الأصفهانية"، ص213.

&&&&&

ودلالة التضاد:

فالمتضادان هما الأمران المتقابلان بحيث يكون كل منهما وجوديا، فلا يجتمعان معا ولكن يمكن ارتفاعهما مثل: السواد والبياض، فهما لا يجتمعان في عين واحدة في وقت واحد، ولكن يمكن ارتفاعهما، فتكون العين: حمراء أو صفراء أو .......... إلخ.

&&&&&

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير