تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فأول واجب على ناقد الشعر أن يبين مواضع حيود القصيدة عن الوزن وقواعد اللغة، ولا يعتبر هذا النقد العروضي اللغوي النحوي الصرفي ميزة للناقد، ولا فتحا من فتوحاته، كما أنه لا يلغي جمالية الشعر، وبراعة الشاعر؛

لكنه ينسل بعضا من حرير الشعر، و ينسج بعضا من تقصير الشاعر.

فالمأخذ الوزني على القصيدة هو إشباعك تاء المخاطبة في:

إن أجبتِ يتحدد

إن أردت فارحمي ... شو

أو أبيت فدعيني

وهذه مخالفة يتحاشاها الشعراء قضا وقضيضا، فناطق الكسرة لا يشبعها ياء إلا في القافية.

يا فتاتي إن حبي ........ في فؤادي يتجدد

ومصير الحب هذا ..... إن أجبتِ يتحدد

جاءت " في فؤادي " زيادة لم تحالفها الإجادة،

فالحب إن لم يكن في الفؤاد فأين يكون؟ أما حب العقل فهو خرافة يا لمفون

" ومصير الحب هذا "

ما كان أغناك عن " هذا "؟ أم لم تجد من الحشو ملاذا؟

" أنت يا عطر حياتي "، " أنت يا كل حياتي"

شطران اختلفا في " عطر" وفي " كل "، واتفقا في توظيف الدارج على ألسنة المغنين.

" إن عمري بك يزدد "

أشار الزملاء إلى الملاحظة النحوية في " يزدد"، أما إشارتي فإلى هذه الزيادة في العمر،

تراها متعلقة بالزمن النفسي أم بالزمن الشمسي؟

" يا فتاة من زبرجد "

هي كما قال الزميل أبو خالد 22:

وتشبيهك في قولك فتاة من زبرجد يحتاج إلى إعادة النظر منك

غريبة تذكرني بابن هانيء الأصغر:

وكائِنْ أخوضُ الليل من مِثْلِ شعرها

إِليها على رَخْوِ العنانين أَجْردِ

كأن عقيقاً جسْمُهُ وكأنما

سنابِكُهُ مخلوقَةٌ من زبرجد

فعادة الشعراء أن يصفوا زبرجد حبيبتهم قامة أو .... أو .. ، وقلما يصفوها كُلا بالزبرجد أو العقيق أو التبر.

" لعذاب يتهدد "

كنتُ مفضلا لو قلت َ: لعذاب يتوعد

لعذاب يجعل الحب ... دخانا يتبدد

همس الجراح ضم حاء الحُب القَراح:

إذا جعل العذاب الحب دخاناً فليس حباً يا صاحبي قل إن شئت " لعذاب يجعل الحب ضراماً يتجدد" وهكذا يفعل الحب الحقيقي!!

فاكسر حاء الحِب كي يصير دخانا من عذاب الحُب.

فاغنمي اليوم ودادي ... ليس يوم المرء كالغد

غنيمة من عصفور في اليد خير من عصافير الشجر، أم غنيمة من وداد قد يقلب ظهر مجن المنتَظَر؟

تأمل قول الزميل أبي خالد 22:

تكرار استخدامك لنفس الاسلوب ..... قد يوقع القاريء في وهم عدم استطاعتك التنويع.

فقد يتوهم القارئ عدم استطاعة الشاعر التنويع والترصيع، فليجنب قارئه ذلك الوهم الصنيع.

وتأمل قولك:

بالفعل فإنه يحق للشاعر مالا يحق لغيره

فذلك الحق في ضرورات مستحسنة توسعت فيها كتب ضرائر الشعر، لكن الضرورة الممنوعة، تجعل الشاعر كمن أعطيَ حق الغناء فأعطى الجمهور حق الصفير.

قلتم في شموخ:

فأنا بحاجة إلى النقد لأطوّر نفسي

فأقول:

كلنا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير