تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نشيد اللاجئين .. فى كل مكان]

ـ[اروى]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 03:52 ص]ـ

نشيد اللاجئين

فى كل مكان

(1) لم يبق شئ فى المدى

الشط فى صمت يراقب رقصة الموج البعيدة

يزجى نحيبَهْ

والشمس تزحف للأفقْ

مدفونةً وسط السحابات العجيبةْ

وبلا ألقْ

تبدو كأعجوبةْ

حتى طيور الماء غاصت حيث لايدرى احدْ

الشاطئ المسحور يرنو فى أسى

لم يبق شئ فى المدى

عشب شحيحْ

طيرٌ جريحْ

قلب يرفرف كالذبيحْ

لم يبق شئ فى المدى

همس الصدى

وصياح عصفورٍ يفزّعه السكونْ

وصفير أيامٍ قديمةْ

ينسلّ من خلل الصخورْ

غيظ وضيقْ

همٌّ لصيقْ

شجن يفورْ

جِيَفٌ تبعثرها الرياح مع الثرى .. تبكى تثورْ

وأنا ..

وحدي أنا ..

وفؤاديَ المكسورْ

(2) قلبى وحيد

تتلهب الأوجاع فى جوفى

تصطك أسناني وأمضى فوق درب من جليدْ

قلبى يمزّقه اللهاثْ

كقطيطة عمياء تنضح بالحنينْ

لدثار صوفٍ مهملٍ فى الركنْ

وكرات قطنْ

وذيول اسماك صغارْ

ولسان نارْ

تصطك اسنانى وأمضى للبعيدْ

دمعى حنينْ

شوقى كسيرْ

قلبى وحيدْ

(3) سقط الحصان

بلدى بعيدْ

ويلا أمانْ

وقف الحصانْ

متجمدا فوق الحصى

عيناه نارْ

لو كنت أدرى ما بدأتْ

لكن جهِلتُ وما فهِمتُ وما عََرَفتْ

آهٍ بلادى فى النهايات البخيلةْ

امى العجوزْ

وأبى الحزينْ

أختى الجميلةْ

وأخى الصغيرْ

ذكرى تعربد فى دمى

ثأرٌ يحرّق أعظمى

امى .. أبى .. عمى .. اخى .. جارى .. صديقى .. اخوتى , ومعلمى

وقف الحصان

وتحطمت عجلات مركبة الزمانْ

آه ودرب الحزن ممتدٌ مديدْ

بلدى هوانْ

عمرى سرابْ

أملى بعيدْ

وقف الحصان

ومضى يحدّق ذاهلا

أنا لست املك يا حصان سوى خطاك التاعسة

أنا يائسةْ

فاهتز مرتجف الخطى

فوق الطريق المعتمِ

وشكا الى بعبرةٍ وتحمحمِ

لو كان يدرى ما المحاورة اشتكى

ولكان لو علم الكلام مكلّمى

سقط الحصان

واهتز فى الم وماتْ

وانحط قلبى فى حفيرٍ مظلمِ

وتبددت بين الدموعِ ذبالةٌ

شهقت لذكرى ثغرك المتبسمِ

وترابك الثرّ اللذيذ المنعمِ

ياموطنى

امى .. أبى .. عمى .. اخى .. جارى .. صديقى .. اخوتى , ومعلمى

ياضجةَ الأشواق تسبح فى دمى

يالوعتى .. ياشقوتى .. يافرحتى .. يادمعتى وتبسمى

ياسُورةَ القرآنِ ياصوتَ الآذانِ وياضياء الأنجمِ

يادوحة كم كنت ألعب حولها

يازهرة بصّرت من اوراقها

يا قطة كم قد عبثت بفروها

يا أنّتى .. يا غنوتى .. وكرامتى ومبادئئ وحضارتى

ياموطنى

ياموطنى

ياموطنى

(4) رحّال

من يقتنى للآجئين وطنْ؟

من يزرع الأشجار فى ملح القفارِ , ويمنح الشمس الثمنْ؟

من يستجيب لصيحة العصفور فى وجه المِحَنْ؟

من يخبر الأسماك أن البحر لايعنيه اسماك تموتْ؟

من يخبر الصياد أن البحر لا يعنيه صياد ينام بلا عشاءْ؟

من يخبر الدنيا بأهوال الحَزَنْ؟

فى قلب رحالٍ يسافرُ فى الدروبِ بلا هدفْ

وبلا أملْ

وبلا وطنْ؟

(5) لاشئ غير صدى الخطى

لو كنت أملك ضحكةً

لبعثت ليلى ضاحكا مسرورْ

لو كان عندى طاقة من نورْ

لفتحتها ليغرّد العصفورْ

لو كان عندى شمعة لظللت أرقص بين جدران الأملْ

حول الضياء فراشةً تُزجى القبلْ

لو كنت أملك نجمة أو نجمتينْ

ماكنت اذكر خطوة الليل الكئيبة وهى تزحف فى سكونْ

والعمر مثل الفرح مثل الحب مثل الحلم يمسى بين بينْ

الضوْء ماتْ

بلدى بعيدٌ غائمٌ فى لُجة الأمواتْ

المرج قد فقد الرحيقْ

الحلم قد فقد إرتعاشات البريقْ

القلب قد فقد الأحبة والصديقْ

لم يبق شئ فى المدى

لاشئ غير صدى الخطى

فوق الطريقْ

(6)

آهٍ أموتْ

شبحٌ أنا بين المدائن والخلائق والصحارى والشوارع والبيوتْ

لم يبق شئ فى المدى

لم يبق غير صدى الخطى

آهٍ أموتْ

آهٍ

أموتْ

آ

هٍ

أمو

تْ

ـ[القيصري]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 04:25 م]ـ

بدر شاكر السياب

الشاعر الكبير رائد الشعر الحر

غريب على الخليج

الريح تلهث بالهجيرة، كالجثام، على الأصيل

وعلى القلوع تظل تطوى أو تنشر للرحيل

زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار.

من كل حاف نصف عاري

وعلى الرمال، على الخليج

جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج

ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج

أعلى من العباب يهدر رغوه و من الضجيج"

صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى: عراق

كالمد يصعد، كالسحابة، كالدموع إلى العيون

الريح تصرخ بي: عراق

و الموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق

البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون

والبحر دونك يا عراق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير