تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق

وكنت دورة أسطوانه

هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه

في لحظتين من الأمان، و إن تكن فقدت مكانه

هي وجه أمي في الظلام

وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام

وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب

فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب

من الدروب وهي المفلية العجوز وما توشوش عن (حزام) 1

وكيف شق القبر عنه أمام عفراء الجميلة

فاحتازها .. إلا جديله

زهراء أنت .. أتذكرين

تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟

وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين؟

ووراء باب كالقضاء

قد أوصدته على النساء

أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال

كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال

أفتذكرين؟ أتذكرين؟

سعداء كنا قانعين

بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء

حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه

كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه

أفليس ذاك سوى هباء؟

حلم ودورة أسطوانه؟

ان كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء؟

أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه

يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء

و الليل أطبق، فلتشعا في دجاه فلا أتيه

لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء

الملتقى بك و العراق على يدي .. هو اللقاء

شوق يخض دمي إليه، كأن كل دمي اشتهاء

جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء

شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون

أيخون إنسان بلاده؟

إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟

الشمس أجمل في بلادي من سواها، و الظلام

حتى الظلام - هناك أجمل، فهو يحتضن العراق

واحسرتاه، متى أنام

فأحس أن على الوساده

ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟

بين القرى المتهيبات خطاي و المدن الغريبة

غنيت تربتك الحبيبة

وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه،

فسمعت وقع خطى الجياع تسير، تدمي من عثار

فتذر في عيني، منك ومن مناسمها، غبار

ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث، في الدروب

تحت الشموس الأجنبيه

متخافق الأطمار، أبسط بالسؤال يدا نديه

صفراء من ذل و حمى: ذل شحاذ غريب

بين العيون الأجنبيه

بين احتقار، و انتهار، و ازورار .. أو (خطيه)

والموت أهون من (خطيه)

من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه

قطرات ماء .. معدنيه

فلتنطفئ، يا أنت، يا قطرات، يا دم، يا .. نقود

يا ريح، يا إبرا تخيط لي الشراع، متى أعود

إلى العراق؟ متى أعود؟

يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود

بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود

ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار

أو ليت أن الأرض كالأفق العريض، بلا بحار

ما زلت أحسب يا نقود، أعدكن و استزيد،

ما زلت أنقض، يا نقود، بكن من مدد اغترابي

ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي

في الضفة الأخرى هناك. فحدثيني يا نقود

متى أعود، متى أعود؟

أتراه يأزف، قبل موتي، ذلك اليوم السعيد؟

سأفيق في ذاك الصباح، و في السماء من السحاب

كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب

و أزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب

من الحرير، يشف عما لا يبين وما يبين

عما نسيت وكدت لا أنسى، وشك في يقين

ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي-

ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب

لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب؟

اليوم _ و اندفق السرور علي يفجأني- أعود

واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق

وهل يعود

من كان تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود

و أنت تأكل إذ تجوع؟ و أنت تنفق ما تجود

به الكرام، على الطعام؟

لتبكين على العراق

فما لديك سوى الدموع

وسوى انتظارك، دون جدوى، للرياح وللقلوع

ـ[اروى]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 11:59 م]ـ

اخى

اذا كان قصارى قصيدتى ان جعلتك تتذكر قصيدة السياب شاعرنا الكبير , فهذا يكفيها ويكفينى

اشكرك على هذه المداخلة الرائعة

تحياتى

ـ[القيصري]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 07:56 ص]ـ

.

.

أختي

وشكرا لك

.

.

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[05 - 04 - 2006, 11:52 ص]ـ

عزيزتي أروى:

لاشك أن قصيدتك تدل على أنك قطعت شوطا لا بأس به في كتابة الشعر، وأنك تجاوزت مرحلة البدايات، فالصورة الشعرية لديك تدل على النضج والتمكن، ولكن لي بعض الملاحظات، سأستعرضها وإياك سريعا:

لم يبق شئ فى المدى

الشط فى صمت يراقب رقصة الموج البعيدة

يزجى نحيبَهْ

والشمس تزحف للأفقْ

مدفونةً وسط السحابات العجيبةْ

وبلا ألقْ

رغم جمال صورة الشمس وهي مدفونة في السحب وليس (السحابات) إلا أن (وبلا ألق) أضرت بالصورة لأنها أكدت مؤكدا، فما دامت الشمس مدفونة، فمن الطبيعي أن يذهب ألقها، ولكن غير الطبيعي أن يظل ذلك الألق، رغم المعاناة وهنا يكمن الجمال الحقيقي، وشيء آخر أن كلمة (العجيبة) لا تدل على شيء ولا تناسب الصورة ولو قلت (الكئيبة) مثلا لحدث التناسب.

(2) قلبى وحيد

تتلهب الأوجاع فى جوفى

تصطك أسناني وأمضى فوق درب من جليدْ

قلبى يمزّقه اللهاثْ

كقطيطة عمياء تنضح بالحنينْ

أولا، ما فائدة تصغير (قطة) وما علاقة العمى بالحنين الذي ينضح؟ لا بد من قرينة تدل على المعنى، ومن جهة أخرى فإنك كنت بارعة في جمع النقيضين بداخلك، الأوجاع التي تتلهب ودرب الجليد، وأتمنى منك أن تعيدي النظر بجملة (تصطك أسناني) لأنني لا أرى لها محلا هنا.

وبشكل عام فإن القصيدة بحاجة لوقفة أخرى أتمنى أن تتاح لي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير