ما أَنْسَ لا أَنْسَ منها نظرةً سَلَفَتْ ... بالحِجْرِ يومَ جَلَتْها أُمُّ منظورِ
فما أَنْسَ مِ الأشياء لا أَنْسَ مَوْقِفِي ... وموقفَها وَهْناً بقارعة النخلِ
ما أَنْسَ لا أَنْسَ يومَ الخَيْفِ موقفَها ... ومَوْقِفِي وكِلاَنا ثَمَّ ذو شَجَن
فما أَنْسَ لا أنسَ قتلاهُم ... ولا عاش بعدَهُم مَنْ نَسِي
لا أَنْسَ سَعْدَةَ والزَّرْقَاءَ يومَ هُمَا ... باللُّجِّ شَرْقِيَّةُ وفوق الدَّكاكين
وما أنسَ لا أنسَ منها الخشوعَ ... وفيضَ الدموع وغَمزَ اليدِ
ومهما أنس لا أنس التذاذى ... بجنات كجنات الخلود
فما أنس م الأشياء لا أنس قولها ... لخادمها: قومي سلي لي عن الوتر
ما أنس لا أنس قولي في العتاب له ... وقد بدا لي منه وجه محتشم
وما أنس م الأشياء لا أنس شادنا ... بمكة مكحولا أسيلا مدامعه
وَمَا أنْسَ مِنْ أشْيَاءَ لاَ أَنْسَ قَوْلَها ... تَقَدَّمْ فَشَيِّعْنَا إلى ضَحْوَةِ الْغَدِ
وما أنس لا أنس يوم المغار ... محجبة لفظتها الحجب
ما أنس لا أنس اللوى وتنعمي ... فيه بخرده الحسان الأوجه
فما أنس لا أنس إقبالها ... تميس بغصن سقته الديم
ما أنس لا أنس أياما نعمت بها ... وهذبتني بتطوافي وتردادي
وما أنس لا أنس ظبي الكناس ... يريد الكنيسة من داره
وما أنس م الأشياء لا أنس موقفا ... لنا ولها بالخبت خبت طفيل
ما أنس لا أنس ذات الخال إذا حسرت ... قناعها فبدت تلك العناقيد
فمن ينس لا أنس يوم الوداع ... غداة الثنية من لعلع
ما أنس لا أنس يوم الدير مجلسنا ... ونحن في نعم توفي على النعم
ما أنس لا أنسَ قولها بمنى: ... ويحك إن الوشاة قد علموا
ما أنس لا أنس يوما باردا كلبا ... وشر دهر الشتاء البارد الكلب
فما أنس لا أنس قتلاهم ... والا عاش بعدهم من نسي
إن أنس لا أنس خبازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر
فما أنس لا أنس عهدي بها ... وجري فيها ذيول المراح
فما أنس لا أنس الأمير إذا غدا ... تروع بحورا فلكه وتروق
لا أنس لا أنس خبازاً مررت به ... يدحو الرقاقة مثل اللمح بالبصر
لا أنس ما عشت حماما ظفرت به ... وكان عندي أحلى من جني الظفر
لا أَنسَ ليلةَ وافينا لموعدنا ... والكاسُ دائرةٌ والغصنُ مُعتنِقي
أممت وكنت لا أنس حديثا ... كذاك الدهر يودي بالعقول
ولا أنس يوم البين إذ عاق وصلنا ... تقلب أيام تفل كما تبري
إن أنس لا أنس أياما بظلهما ... سقى ثراه عميم الغيث ساكبه
لا أنس يوماً تنازعنا حديث نوى ... وقولها وهي تبكي خانني جلدي
والله أعلم.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 11:25 ص]ـ
أخي حمدي كوكبا يزيننا موكبا
كم أعجبني اعتناؤك حجة وتخريجا، وكم كان بودي أن أقف بهيجا، مع نصك الذاكي أريجا.
أما الاهتمام بالعروض أو التفعيلة ففي ذلك لنا الله
بيد أني أحب العروض، فعذرا إن مررت غير متطرق إلى إبداعك المتدفق، فالنص الذي لا يلتزم بموسيقى الخليل بحرا أو تفعيلة، لا يدخل في حدود الشعر إن حديثة وإن أصيلة.
فتفضل تأملا واستماعا، لعل في جعبتي انتفاعا
جميل أن نصد ملاحظة نحوية يقولها احتراس، لكنَّ غير الجميل أن لا نستطيع صد ملاحظة يقولها الأساس:
سأحدثكم الآن حديث عنها
سأحدثكم الآن حديثا عن الحذف اختصارا، فما جاء في لغة هذيل قد نحتاجه اضطرارا، لا أن نجتاحه انتشارا
فحذار أيها الفِصاح، ففي الحذف جناح.
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 03:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنما الرد ليس تعمد بارك الله فيك أخي محمد، حبكم يملكه قلبي كون اسمكم على اسم الحبيب محمد.
إن كان هذا جراح، فالأخطاء في كل جناح، لم أقل إني شاعر، ولم أعترف في العروض بأني ماهر، إنما هذا نص عادي، ليس بخواطر أو مشاعر، ولا أقصد انتشارا، لهذيل أو اعتذارا، فمن قال هذي قضية؟
وليس معي أي حجة كي أمشي للنحو دريجا، إن وقفت أنت كئيبا أو فرحت فرحاً بهيجا، لرأيت أخطائي شيئاً عجيبا. فلم أقدم في كلامي، للنحو شيئاً هلامي.
بيد أنك تحب العروض، ولم تتطرق لإبداعي المعروض، وقلت أنه متدفق، فشعرت أنك عليّ تشفق، وكأنه لا داعي لأن يظهر هنا إبداعي، لأنه لا يلتزم الموسيقى، فوقع في بحر الشعر غريقا. مع أني لم أقل إني شاعر، أو بياع للمشاعر، ولم ألتزم بموسيقى الخليل بارك الله في بحره الطويل، ولم أقف وراء الحداثة، أو أظهر في قولي الخباثة، ولم أخبركم بأن إبداعي سألقيه في تفعيلة حديثة، أو موزونة نفيسة.
في الحقيقة لا أستطيع الصد، لأن من بنى ليس كمن هد، هي قالت احتراساً، وجاء قولك عليّ انتكاساً، فهي قالت احترازاً، وأنت قلت تعجيزاً وإعجازاً، وهي كانت من الإرادة تبني، وأنت من الإرادة تهدم وتفني، فلست صداداً للمرمى، وأنت لست هدافاً كي أصد.
تفضلت إليك سمعاً وطاعة، فإنني ليس لدي البضاعة، وقد فتشت جعبتك وقد كانت من حديد وليس فيها جديد، إن كانت أخطائي شديدة، فالذي يبحث يرى وراءكم أخطاء عديدة،ونلتقي في مشاركة بعيدة.
وأخيراً: جميل أن نصد تعقيب نقوله كدليل على التحاور والتفاعل وتبادل المعلومات، لكنَّ غير الجميل ألا نستطيع صد ملاحظة جاءت في كلامك:
فمن الذي قال نحتاجه اضطرارا؟
إنما الذي قال: قال حذفناه لكثرته انتشارا.
لكنَّ غير الجميل أن لا نستطيع صد
لكنَّ غير الجميل ألاّ نستطيع الإتيان بالحجة.
فتفضل تأملا واستماعا، لعل في جعبتي انتفاعا
أين الحجة على: من قال للكلام المكتوب (تفضل ... استماعاً)؟
قد نحتاجه اضطرارا، لا أن نجتاحه انتشارا
فآتني على أقوالك بحجة! أو دليل.
معك الوقت أيها الخليل فالعمر طويل.
في الانتظار، على رصيف القطار.
¥