فإذا انصرفوا من الصلاة، وذهبوا إلى بيت المقدس لمواجهة الدجال، الذي سيكون قد توجه باليهود إلى هناك، قال عيسى: افتحوا الباب، فيفتحونه، ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، فينطلق هارباً، فيدركه عيسى عليه السلام بباب لد، وهو المكان المعروف الآن في فلسطين، الذي بنى فيه اليهود مطاراً معروفاً أو قاعدة عسكرية.
فعيسى سيدرك المسيح الدجال في بلدة اللد فيقتله، فينماع الخبيث، كما ينماع الملح في الماء ولكن عيسى يدركه فيضربه بحربة في يده، فيريهم أثر الدم على هذه الحربة، فيقتل مسيح الهداية مسيح الضلالة الدجال بهذه الحربة.
ثم يهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا دابة، ولا حائط، إلا شجر الغرقد الذي يزرعه اليهود الآن في فلسطين، فإنها من شجرهم لا تنطق، كل شيء ينطق، يقول: يا عبد الله يا مسلم، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، وبذلك يكون المسيح الدجال قد انتهى وتزول الفتنة، ثم تقع بعد ذلك أحداث أخرى (دروس الشيخ محمد المنجد).
والحجر والشجر سينطقان بإذن الله في يوم لا مرد له من الله ـ كما ورد في أخبار الساعة عندما يقاتل المسلمون اليهود ويختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، ولا يجوز الرجم بالغيب والقول بأن القتال الدائر اليوم مع اليهود، هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم ضمن أمارات الساعة، فهذا نوع من التعجل، كما لا يجوز أيضًا تعطيل الجهاد انتظارًا لظهور المهدي.
وقد قاتل المسلمون اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانتصروا عليهم وأجلوهم من جزيرة العرب امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا» ولكن هذا القتال ليس هو القتال الذي هو من أشراط الساعة وجاءت به الأحاديث الصحيحة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن المسلمين سيقاتلونهم إذا خرج الدجال ونزل عيسىـ عليه السلام ـ.
روى الإمام أحمد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه حديثًا طويلاً في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسف الشمس، وفيه أنه ذكر الدجال فقال: «وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالاً شديدًا، ثم يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده، حتى أن جذم الحائط أو قال: أصل الحائط». وقال حسن الأشيب: وأصل الشجرة لينادي أو قال يقول: «يا مؤمن» أو قال: «يا مسلم هذا يهودي» أو قال: «هذا گافر تعالى فاقتله» قال: «ولن يكون ذلك گذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون بينگم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذگرًا» (2).
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعالى فاقتله إلا الغرقد (1) فإنه من شجر اليهود» (2). وهذا لفظ مسلم.
والذي يظهر من سياق الأحاديث أن كلام الحجر والشجر ونحوه حقيقة وذلك لأن حدوث تكلم الجمادات ثابت في غير أحاديث قتال اليهود. فإنه ليس هناك دليل يوجب حمل اللفظ على خلاف حقيقته. ونطق الجماد قد ورد في ايات من القرآن منها قوله تعالى: {أنطقنا الله الذي أّنطّقّ كٍلَّ شّيًءُ} (سورة فصلت:21). وقوله: {وإن مٌَن شّيًءُ إلاَّ يٍسّبٌَحٍ بٌحّمًدٌهٌ ولّكٌن لاَّ تّفًقّهٍونّ تّسًبٌيحّهٍمً} (سورة: الإسراء:44).
وجاء في الحديث عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته عن الدجال وحذرناه ـ فذكر خروجه ثم نزول عيسى ـ عليه السلام ـ لقتله وفيه «قال عيسى \: افتحوا الباب، فيفتح، ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلي وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هاربًا، ويقول عيسى ـ عليه السلام ـ: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط
¥