ولا دابة؛ إلا الغرقد، فإنها من شجرهم لا تنطق».
فالحديث فيه التصريح بنطق الجمادات، وأيضًا فإن استثناء شجر الغرقد من الجمادات بكونها لا تخبر عن اليهود لأنها من شجرهم، وهم يزرعون الآن الغرقد بكثافة.
ها أنت ترى من خلال هذا العرض أن قتال المسلمين مع اليهود في آخر الزمان، يستنطق فيه الحجر والشجر، ويكون بعد نزول عيسى ـ عليه السلام ـ وواضح أن الذين يحدث لهم ذلك يكونون من المسلمين الذين يحسنون المسير إلى ربهم، ويقيمون واجب العبودية في أنفسهم ودنيا الناس من حولهم: يا مسلم، يا عبد الله، فليس هو عبدًا للشيطان ولا للسيد البدوي ولا للحسين، وليس منطلقة يومئذ قوميًا ولا اشتراكًا ولا ديمقراطيًا.
إن الخطر كبير في نقل الأخبار دون تثبت وخصوصًا مع سهولة الاتصال، وقد صارت الدنيا أشبه بقرية صغيرة. ونحن عندما نرفض ونذم التعجل، لا ننكر قدرة الله على أن يجعل الحجر والشجر ينطق الآن وفي كل وقت وحين، وإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون. نحتاج لصبر ويقين تخالط بشاشته القلوب، وهذه عدة الإمامة في الدين، قال تعالى: {وجّعّلًنّا مٌنًهٍمً أّئٌمَّةْ يّهًدٍونّ بٌأّمًرٌنّا لّمَّا صّبّرٍوا وكّانٍوا بٌآيّاتٌنّا يٍوقٌنٍونّ} (سورة السجدة:24). قال العلماء: لما أخذوا برأس الأمر جعلهم رؤوسًا، أي لما أخذوا بالصبر واليقين جعلهم سبحانه أئمة.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهي فيه عن المنكر.
اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الزيغ والعناد، اللَّهم انجِ المسلمين المستضعفين في كل مكان وردكيد الكافرين إلى نحورهم واجعل تدبيرهم تدميرهم، وعجل بنصرك المبين فإنك نعم المولى ونعم النصير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. (الشيخ سعيد عبد العظيم).
وممن له رأي آخر أن هذا الحدث ربما يكون قبل الدجال الشيخ ناصر العمر حيث يقول في كتابه رؤية ستراتيجية للقضية الفلسطينية ما نصه: نحن نؤمن بأن الانتصار على اليهود قضاء قدري كوني وشرعي، حيث ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله) والانتصار النهائي والمعركة الفاصلة ستكون آخر الزمان حين يكون المسلمون تحت راية المسيح عليه السلام وأميرهم المهدي ويكون اليهود تحت راية المسيح الدجال. ومقتضى الإيمان بهذا النصر أن نعمل بجد ويقين لا أن نتكل ونتخاذل فترك القتال والاستعداد له بحجة أن تلك المعركة الفاصلة لم يحن وقتها خطأ لأمور: -
أن النصوص المبشرة بانتصار المسلمين جاء بعضها مطلقاً لا تقييد فيه بكون المعركة بين جيش الإسلام بقيادة المسيح عليه السلام والمهدي وجيش اليهود بقيادة الدجال، فحمل بعض هذه النصوص على بعض ليس متعيناً وليس من شرط حدوث الخارق (تكليم الحجر والشجر) أن يكون في آخر الزمان فليس على الله بعزيز أن يكون في جولة قبل ذلك بل في هذه الجولة.
أننا لا نعلم متى تقع المعركة الفاصلة ولا ما مقدماتها ولم نُتعبَّد بانتظارها وإنما تعبدنا الله بالجهاد والإعداد لليهود وغيرهم.
أن عموم الأدلة يدل على أن المعركة مع الكفر مستمرة دائمة وليس هناك من دليل شرعي أو تاريخي يمنع وقوع معارك أخرى بيننا وبين اليهود قبل المعركة الفاصلة فإن الحرب سجال حتى يأتي الفتح الأعظم، وهكذا كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش حتى جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام - فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا، فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة).
¥