هذا الطلب منك جاء على خلاف الأصل، فالأصل عدم التوقيف (كما قد قيل لك)، وليس على النافي (وهو أنا) دليل، إنما الدليل على المثبت (وهو أنت). ولم تأتوا بأي دليل يثبت، حتى الأحاديث الضعيفة والموضوعة (التي همّ بها الأخ العليمي في المشاركة [ ... ، و69، و71]، وتأولت قصده في المشاركة [65] وزجرته عنها في المشاركة [72]) لا تساعدكم في دعواكم هذه.
وذكرت الخيار الثاني:
أو بكلام للداني في سياق غير ملتبس
سوف آتيك به، ولكن بشرط أن تقنعنا بوجه اللبس في كلامه في صدر كتابه المقنع .. وهل وجدت اللبس نفسه في كلام أبي داود سليمان بن نجاح في صدر كتابه: (مختصر التبيين)، في المشاركة التي أوردتها (رقم 66).
حتى ندخل ذلك في باب الأدلة
أليس الأفضل أن تقول: حتى نقبل الدليل في الحكم باصطلاحية الرسم؟
ثم كثرة تنقيركم على الإعجاز العددي لا يدل على جدية في البحث عن الحقيقة
الإعجاز العددي هو سبب كل ما نناقشه الآن، أم أنك نسيت عنوان الموضوع؟! وهذه مناقشة علمية، سليمة القصد إن شاء الله!
أما المقاصد والنوايا هل نحن نبحث عن الحقيقة أو نلعب!! فأمرها إلى الله وحده .. نسأله الإخلاص والسداد والتوفيق والمغفرة لنا جميعاً .. ونعوذ بالله من الشيطان ونزعه ونفثه وفتنه .. ولا حول ولا قوة لا بالله.
وهنا أقول:
هناك إعجاز لا علاقة له بالرسم وإنما بترتيب السور وهو الأضخم. فما عساكم تقولون؟ أنا أقول لك الحل: لا بد عندها أن نطرح مسألة ترتيب السور ونزعم أن الصحابة هم الذين رتبوه، وستجدون لكم سلفاً في هذه المسألة، المهم أن نجد وسيلة لرفض هذه المسألة التي لم يقل بها السلف، فهل يعقل أن نعلم أمراً لم يعلمه الصحابة رضوان الله عليهم؟
هذه محاولة للخروج من الموضوع إلى مسألة أخرى تماماً، ولا داعي للتضخيم والتعميم، ولا داعي مرة أخرى للحكم على النوايا، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Dec 2010, 11:40 ص]ـ
وأخيراً ..
فقد وصل النقاش إلى حدّ أخشى أن يحرفه الشيطان عن مقصده
وأحسب أني قد أوصلت فكرتي لإخواني الأحباب
والذين لا أزكيهم على الله تعالى
فلهم في إخلاصهم وحرصهم على الحق ما يجعلهم يقتبسون النور
ويهتدون به
وقد يكون في كلامي ما هو محتمل للخطأ أو خطأ محض
فأنا امرؤ خطاء بحكم جبلتي وضيق وقتي وقلة اطلاعي
فما كان من صواب فالحمد لله
أو من خطأ فأستغفره
وأتوب إليه
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[26 Dec 2010, 01:09 م]ـ
الأخ الكريم عصام، والأخ الكريم حسين
الكتابة في هذا الملتقى يقصد منها فائدة الجميع، ولسنا هنا في مبارزة، وإنما رغبة منا في أن يطلع الباحث على وجهات النظر المختلفة، فيعلم أن الأمر متنازع فيه قديماً والأدلة تحتمله. ولا شك أن الترجيح سيختلف باختلاف العقول والخبرات.
خلاصة:
يُطلب الدليل من المثبت، ويطلب كذلك من النافي. أما الذي لا يملك الدليل على النفي أوالإثبات فهذا الذي لا يدري.
احتج مالك رضي الله عنه بعمل أهل المدينة، وهذا ليس بنص ولكنه عندي أقوى من رواية الآحاد. وأقصد هنا أن أقول إن عدم وجود النص لا يعني عدم وجود الدليل.
"خيركم من علم القرآن وعلمه": لا يستطيع أحد أن يزعم أن تعليم القرآن هنا يقصد به فقط التلاوة، بل يشمل أيضاً تفسير القرآن. ولا يستطيع أحد أن يزعم أنه تعليم التفسير دون التلاوة. وعليه فتعليم الرسول عليه السلام للكتاب بنص القرآن الكريم يشمل الكتابة والتفسير.
أقوال العلماء لا تدخل في باب الأدلة، ولكننا نضطر أحياناً للتسليم جدلاً من أجل الوصول للمطلوب.
لا أشك لحظة أن المناقشات قد أفادت وأثمرت في العقول ما أثمرت. وأرى أن كل واحد منا خرج منها والصورة لديه أوضح.
أشكر أخي حسين وأخي عصام على ما قدما من جهد ووقت أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتهما يوم القيامة، وأن يبارك لهما في وقتهما ومالهما وبدنهما وذريتهما.
"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".