وعلى ماذا يدل عندك كلام الإمام الداني الذي أوردناه لك (بعد أن لم تذكر لنا التأويل الصحيح في نظرك لقول الداني) إذا لم يكن معناه مختلفاً عن التوقيف، فلا بد (على قولك إذن) أن يكون هو المعنى الموافق، إذ لم يكن المعنى المختلف، يعني مرة أخرة أنك تقول: إن قول الداني: "المصطلح عليه قديماً" ليس دالاً دلالة قاطعة على نفي التوقيف، أي: لفظ " المصطلح " (وقد ورد هنا صريحاً) ليس عكس التوقيف، فهو لا يناقض التوقيف، أي قد يكون دالاً على التوقيف، فلا بد أن يكون هو إياه!! سبحانك ربي!
لماذا تطيل الحديث عن فضل الداني وفضل أسانيده ونحن لم نخالف في ذلك
لأنك تتناقض، وتتعنت في رد أسانيده، وتطلب سنداً آخر غير سند الداني إمام الفن وديوانه، وذلك في قولك بعده:
وإنما نطلب منك أن تأتي بكلامه صريحاً في سياق يناقش فيه المسألة
إذن! أنت تريد من الإمام الداني، لكي يكون كلامه قاطعاً كالسيف، أن يأتي مثلاً مثلاً إلى كلمة (يخادلون) في صدر البقرة، ويقول لك أو لأمثالك من الباحثين المعاصرين بلسان هذا العصر الذي نعيش فيه نحن: "حدثنا أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو الجيزي قراءة منّي عليه، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز الإمام، قال: حدثنا عبد الله ابن عيسى المدني، قال: حدثنا عيسى بن قالون، عن نافع ابن أبي نعيم القارئ، قال: الألف غير مكتوبة يعني في المصاحف في قوله في البقرة (وما يخدعون) و ... " .. وبعد أن ينهي هذا القول المنقول، تريد منه، عليه من الله الرحمة والرضوان، أن يعقب عليه مثل تعقيبات المستشرق الكبير براجستراسر عند كل موضع موضع، ويقول: وهذا أيها القارئ اللبيب والفطن العجيب من (الهجاء المصطلح عليه قديماً) [مقتبس من المقدمة] بين الصحابة والمجمع عليه فيما بينهم والمحرم على الناس مخالفته أو نحو ذلك مما يكشف المكشوف ويوضح الواضح. دأباً يكرر لك هذا القول عقب كل أسانيده ومروياته، ولا يعتبر أمراً كلياً يورد في المقدمة ويصدق على جميع الجزيئات!! وسيأتي كتابه في سبعين أو سبعمائة كراسة!! أهذا هو المطلوب؟!!
ولا بد أن يؤلف كتاباً مخصوصاً، ويجعل عنوانه صريحاً كل الصراحة من مثل: (الرسم القرآني: اصطلاح لا توقيف) ويصدره بسنده الذي منتهاه: قال فلان من الصحابة: " إنما كانت الكتبة التي كتبها الصحابة وأجمعوا عليها اصطلاح لا توقيف "!!؛ وذلك كله ليخدم السياق الذي تبحث عنه أنت، ويضع فيه هذا الكلام الذي نقلناه عنه من مقدمة كتابه الذي ألفه في الرسم القرآني خاصة!!، ويكرر عند كل موضع موضع، بلا كلل ولا ملل!!. ولا بد من صيغة واحدة للأحكام مثل القالب المعدني، الذي إذا وافقته العبارات فهو حرام أو لا .. فحلال مباح!.
وأما قولك:
أمّا أن تعمد إلى مقدمة كتاب
ليس هذا الكتاب المذكور مثل أي كتاب! يا أخي الحبيب، إنه المقنع ومختصر التبيين، ولو شئت أتيت بغيرهما، هذا دستور الفن. فلماذا تجعلني عشوائياً في الاختيار، حفظك الله؟!
وبعدها تقول معرضاً بأمانتي، بعد أن جعلتني عشوائياً:
وتنتزع منها كلمة، لتعتبر أن هذا موقف الداني
والله لقد أوردت المقدمة كاملة، منقحة، كما أوردتها محققة الكتاب، جزاها الله خيراً، والمقدمة نفسها تعبر عن المقصود دون أدنى توجيه مني، فقط لونتها بالأحمر، ولا عيب في التلوين! .. ونبهت عليها، ولا عيب كذلك ..
أم ماذا تعني بكلمة (تنتزع)، وهل تعني أن الداني عنده ضعف في الإنشاء فهو يقول: " المصطلح "، وهو لا يعني ما يقول؟؟
ثم تقول:
فلا أظن أن العلماء يقبلون مثل هذا الاستدلال
من هم هؤلاء العلماء الذين تدعي عليهم بقولك المكرر في محاورتك هذه: (لا أظن).
إذا ظننت فلا تحقق، ولا تصدق، حتى تأتي بالبرهان الذي تخضع له العقول وتخبت له القلوب!.
اذكر واحداً منهم فقط، ولا وكس ولا شطط!
وأقول لك: إن كل من قرأ المقنع وغيره، ومرّ على كلام الداني هذا من العلماء - وما أكثرهم - تلقاه بالقبول، بلا نكير ولا تعطيل!
ونحن نعلم أن للكلمة حقيقة لغوية وحقيقة عرفية وحقيقة شرعية
كلام جميل .. لكن لا محل له هنا.
فوسع صدرك معي أخي
نعم وكرامة عين! وسوف نحتسب هذا الوقت عند الله!
ودلل لي بكلام للسلف يصرحون فيه بعدم توقيف الرسم
¥