تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نقول أن للقرآن أحكام وأخبار والقاعدة تطلق للأحكام والأخبار.

وفى فهم آخر للآية فإن هذا الوعد من الله يتحقق لكل أحد. من كان يريد شئ فى الدنيا يؤته منها (أىِ ّ منها). ولهذا هذه الآية موضحة وسورة الإسراء تزيد فى الإيضاح أن لا يقع شئ إلا بالمشيئة الإلهية. أما من طلب الدنيا يحقق الله شئ منها. أى ليس كل ما يتمنى يتحقق وبهذا الفهم يمكن الجمع بين الآيتين.

النصر بالصبر والتقوى والإستغفار

فى الآية {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) آل عمران} قرن الله تعالى بين الصبر والنصر. وبعدها {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} و {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) آل عمران} وأيضا كرر الحديث عن التقوى من قبل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) آل عمران} ونلاحظ فى المقطع الحديث عن الصبر وتكرار له. ({أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران} {وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران} فإن ما ضعفوا وما استكانوا إشارة إلى أن النصر مع الصبرولا يمكن أن يقع النصر أبدا بدون الصبر والتقوى.

ويأتى الله تعالى بمثال من الأمم السابقة {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران} وقد وقع لكثير من الأنبياء. فالصحابة وقعوا فى هذا الموقف وأشيع بينهم أن النبى قد قتل وأنهم صبروا وثبتوا {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} وكان النصر. قارنوا بين {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} وبين {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران}. فى موقف القتال يستغفرون أى أن القتال موطن للإستغفار وأن الإستغفار من أسباب النصر.

وهذا يؤكد المعنى الذين تحدثنا عنه.إنما الناس يؤتون قدر ذنوبهم, وأن النصر ليس مبتوراعلى حياة المسلم. النصر هو ثمرة لحياة المسلم وعمله أى (متصل). أنت تريد أن تكون فاسقا مفسدا فى الأرض ثم إذا جاءت المعركة تريد أن يكون النصر من الله!!. لا بد أن يكون لك إتصال حتى لو اتخذت العدة لا يمكن ان يحدث ذلك. لابد أن يكون لك إتصال. وحتى مع هذا الإتصال لا بد أن تشعر أنك مذنب ومقصر مهما عملت من أسباب التقوى ودخول الجنة. ولذلك قالوا {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} يستغفرون عن ما وقعوا فيه من أخطاء (ذنوبنا) وعن ما تجاوزوا فيه من حدود الله (إسرافنا) وهذه مبالغة فى تقصى ما يحدث من خلل فى حق الله عز وجل وهى دليل على الصدق فى الطلب لأن الإنسان الذى يطلب بصدق يلح. قال صلى الله عليه وسلم (اللهم اغفر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير