تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن الشهري: الآن نحن نتحدث عن هذا الموضوع من منطلق نظم القرآن نفسه. نحن نتحدث عن قوله تعالى {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران}. ثم جاء الحديث عن {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} إلى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} ثم {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}. فى قوله مسكم القرح ما هو هذا القرح؟ هو الإنكسار فى الجيش ثم جاء بعدها {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} هذا والله أعلم أن هذا القرح والإنكسار كان سببه ما أشيع أن النبى صلى الله عليه وسلم قد قتل فوقع الهرج فى صفوف المسلمين. من الذى أشاع؟ وأشاع ذلك المنافقون. (د. الخضيرى: الذى أشاعه ابن قمنة وبعض الصحابة تلقفوه والبقية من الصحابة استطاعوا أن يردوه)

ولكن هذا وقت وجيز ربما لا يتجاوز ساعة. من خلال {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} يمكن إستنباط منها أن الفشل والتنازع بسبب ما دب فى صفوفهم وضعف بعضهم. وقال بعدها {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)} آل عمران. فلما ثبتوا {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) آل عمران} لو كانوا هم المنكسرين لقال صرفهم عنكم وكف شرهم ولكن الله سبحانه وتعالى قد أشغل المسلمين بما وقع فى هذا الموقف من إنكسار. والمشركون فى هذا الموقف بالذات ولوا هاربين.

د. الخضيرى: على كل حال هذه فكرة يمكن أن تستنبط من السياق ونحن نستفيد كون يفتح الإنسان بصره وسمعه لما يقال من أفكار ثم يناقشها. كلام المفسرين جميعا والمشهور أن الرماة هم السبب.

آجالنا مقدرة ومكتوبة

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) آل عمران}. هذه الآية معنى بارز للأشياء التى نستفيد بها من كتاب الله عز وجل ويتميز به المسلمون عن مَن لا يؤمنون بالأديان أو من كان إيمانهم بالقضاء والقدر ضعيفا. وهو علمنا أن آجالنا مقدرة ومكتوبة عند الله لا يزيد الحرص من آجالنا ولا تنقص الشجاعةمن آجالنا أيضا. قال النبى صلى الله عليه وسلم" إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله" الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1630 - خلاصة الدرجة: حسن

ولذلك نجد المسلم يسافر ويذهب ويحج ويتوكل على الله عز وجل ويعلم أن أجله سيأتيه فى الموعد والزمان والمكان الذى قدره سبحانه وتعالى ولا راد له. فلا تتلكع فى الأمر. وإفعل ما تراه خير لك من سفر أو رحلة أو عمل ما دام لا يخالف شرع الله فالموت والحياة بيد الله.

ونلاحظ فى الآية مسألة مهمة فى علوم القرآن {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) آل عمران} العطاء ما مقيد بشئ وهو هنا أطلق. فقد يفهم القاعدة أن هنا من يريد الدنيا يعطى. نأتى يسورة الإسراء يقول تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) الإسراء} أى نعجل له هو ما نشاء نحن ولمن نريده نحن. وهذا ملحظ مهم جدا فى علوم القرآن (حمل المطلق على المقيد) وليست القاعدة مرتبطة بالأحكام كما يظن البعض

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير