تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

طويلة.

الإبتلاء من الدين

قال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)) آل عمران. حسبتم أى ظننتم. ومع أن الجهاد هونوع من الصبر ولكن أيضابعد الجهاد هناك الصبر على المبادئ وما حصل من أذى ولذلك ميز بين الجهاد والصير. لأن بعد الجهاد ربما نحتاج إلى صبر مثل الصبر على المصيبة مثلا. وقد يكون مناسب لقصة أُحد.

إن كثيرا من الناس يريد الدين "الناعم" يريد الدين الشهى أى فيه صدقة وصيام مثلا بدون أن تكون فيه تبعات وتضحيات وبلاء وتمحيص. ونقول يا أخى لا تظن أن الدين هكذا. من ظن ذلك فقد ظن محال من الأمر. {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} العنكبوت. المؤمن يمُحص إيمانه ويعرف هل إيمانه صادق وهل عقيدته ثابتة أم أن الدين جاء لأنه وجد عليه أبويه. وهذا المعنى تكرر فى القرآن (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة. (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة). يصل الحال بهم لإستعجال النصر ليس لأنهم لا يثقون بما عند الله ولكن من شدة البلاء الذى نزل بهم. وفى سورة يوسف (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)) وهذه قضية خطيرة يجب أن نعلم أن الدين عجن فيه البلاء ستبتلى فى أهلك ومالك وعملك ووطنك.

وهذا من فوائد غزوة أحد. أتظنون أنكم إذا غزوتم إنتصرتم وكل مرة النصرمضمون؟ بل فيه خسائر وقتلى وأسرى. ولاسيماأنها جاءت وفيها إستعداد. معركة بدر لم يكن فيها استعداد ثم أصبح مطلوب منهم مقاتلة المشركين. ثم نصرهم الله. أما فى أحد فقد كانوا مستعدين ويعرفون أن هناك معركة وقريبة من المدينة وهم متحمسون ولكن هزمتهم. وبعض الناس يقول لو نُصر الناس فى أحد أيضا حتى يتمكن الإيمان ثم يبتليهم فى معركة ثالثة أو رابعة ولكن جاء الإبتلاء فى أول معركة كانوا متوقعين فيها النصر. لأنهم فى بدر نصروا (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران.

قضية الإبتلاء هذه يغفل عنها كثيرا ولذلك سرعان ما ننهزم نفسيا فى كثير من المواقف. بضغط من الإعلام والكفار أصبح من الناس من يظن أن الجهاد الأصل فيه الدفع فقط وليس جهاد طلب. مطلوب من المسلمين القتال لنشر الدين ويستشهدون. حتى أن من المسلمين من يعتب على المجاهدين فى فلسطين وأفغانستان والعراق ولكن من الوهم اننا وهنا والله يقول لا تهنوا وقد دب الوهن فى نفوس المسلمين وأصبح الناس يريدون الإسلام الرقيق أو فى شئ يردك عن الجهاد والتضحية. ولكن القرآن ليس كذلك. الله شرع الجهاد لتقوى قيمة الدين فى قلوبنا. فمثلا الأب يشترى السيارة بعرقه فيهتم بها أما الإبن تُشترى له السيارة بمال الأب فلا يهتم لأنها جاءت بدون تعب. الله عندما شرع هذه الأشياء تتضح قيمة الدين فأنا جاهدت وجدت ولذلك لن أفرط فيه لأنك ضحيت من أجل دينك. والناس الآن تتوقف عن الدين لأنه جاء ببساطة وما ضحى من أجل دينه وبذل من أجله النفيس والغالى. (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران) أى أن هناك تضحيات وقد لا تعود إلى أهلك. لا يوجد دين سماوى أو وضعي ولا توجد جماعة تنتمى الى فكرة معينة لا تقاتل وهذا من سنة الله فى الناس فانظر أين تكون مقتولا أو قاتلا. هل أنت فى حزب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير