تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله أم فى حزب الشيطان. هل رأينا الآن النصارى جلسوا وتركوا القتل والقتال؟ واليهود والمجوس تخلوا عن القتل؟. هذه قضية كونية أرادها الله تعالى. ولكننا نعترف أننا خذلنا من أنفسنا قبل أن نخذل من غيرنا. نقول لمن يريدوا أن يطبعوا مع اليهود ويمدوا يد السلام إليهم هل سيقنع الهود بهذا؟ سيقاتلون أكثر ويحاولون أن يستحوذوا على أشياء أخرى الإقتصاد والسياسة وأشياء كثيرة فى العالم الإسلامى والله لو تمكنوا من ذلك لآذوا المسلمين أذى عظيما. اليهود أعقل منهم يعرفون أنهم لابد يستمرون فى القتال ويحاولون أن يحصلوا على ما يريدون. ماذا جنى الذين طبعوا .. فما جنوا أى شىء.

تمني البلاء

وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)) آل عمران. والتنبيه على أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول مثل الرسل بمعنى أن السنن التى جرت على الرسل جرت على محمد صلى الله عليه وسلم. الرسل الذين حصل لهم قتال أو غيرهم مثل إبراهيم عليه الصلاة والسلام. نجد موافقات بين سيرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم هاجروا من بلادهم وهذا جزء من الإبتلاء. وفى النهاية من حصل له فى الدعوة الى الله إبتلاء فأنظر تجد أن هناك قدوة من الأنبياء.

بعض الصحابة الذين لم يلحقوا بركاب البدريين كانوا يتمنون أن يلقوا المشركين فى غزوة أخرى. ولم يتصوروا كيف تأتى الهزيمة والخذلان والله تعالى يقول لهم (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) أى إنتبهوا مع أن المؤمن إذا لقى العدو يجب عليه أن يثبت ولكن لا يتمنى لقاء العدو. وفى الحديث: {كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما فقرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس خطيبا قال: (أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2965 خلاصة الدرجة: [صحيح]}

لا إيمان إلا ببلاء ولكن لا نتمنى البلاء وإن جاء البلاء نصبر وفى ساعات العافية نسأل العافية. إن الصحابة الذين كانوا يتمنون الموت كان من حبهم للرسول والجهاد معه والشهادة ولكن الخلل جاء من عصيان الرسول فى قضية إدارة المعركة ولكن هم ليسوا منافقين بل صادقين مخلصين.

المبدأ ليس معلقا على الرجال

َمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران. قصة الثبات على المبدأ. وهو ليس معلق على الرجال. المسلمين يضعفون فى مواطن كثيرة ولكنهم مثل النار التى تخمد ويعلوها الرماد ثم تظهر مرة أخرى. ومن الناس من يتعلق بالرمور وإتخاذهم أندادا ووضع التماثيل لهم أما تحن فلا نتعلق بإنسان و لا نقدمه على الحق أو أن نعلق الحق به. فإن مات أو قتل فنحن باقون على الحق. وكذلك عندما يموت الداعية فمن الناس من يمل الدين و عندما يموت عالم بعض طلبة العلم يتكلمون بأسلوب وكأنهم يقولون بعد هذا العالم انتهت الدنيا. وهذه نوع من المبالغات الزائفة وأحيانا تدخل فى باب التأبين والنعى المحرم بأنه كان يعمل كذا وكذا. فالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ماتوا ولم يكن مثل هذا موجودا. وأنبه على طلبة العلم أن يتأنوا وينظروا وهذا النوع من الناس لا تستعجل به بل إقتدى بالرسول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير