تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران}

النعاس من الرحمة ومن الشيطان

{أَمَنَةً نُعَاسًا} يقول العلماء أن النعاس يأتي فى مواطن يكون فيها من الرحمان أو من الشيطان. المواطن التي يكون النعاس من الرحمن هو القتال أمام العدو. فالإنسان هو أمام عدوه يتوقع منه ضربة, فى تلك المواطن يسهر الشخص سهراً شديداً ويذهب نومه ولا وجود للإسترخاء. وهذه من المواطن التى كافأ بها الله تعالى المؤمنين وهذه من خصوصيات أصحاب الأنبياء أن يكافئهم مثل هذه المكافآت جزاء عاجلا جزاء لهم على صدقهم وهذا النعاس أمنة. وفي مواطن أخرى يأتي من الشيطان في خطبة الجمعة مثلا أو أثناء الصلاة أو في قيام الليل. قال أنس إن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4562 خلاصة الدرجة: [صحيح]. وعن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس فذلك قوله تعالى {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا}. الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 366. خلاصة الدرجة: صحيح على شرط مسلم

قال (أمنة) أولا وهذا تطمين وتأمين لهم وفي بدر قال (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) الأنفال) وهنا (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا) قدّم الامنة هنا لأنها حال خوف فناسب أن يقدم الأمنة وحالهم في بدر لم يكن حال خوف مطلق لكن ليست حالهم كحالهم في أُحد.

{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}

ومتى أهمتك نفسك أوكلك الله إليها وإذا كان همك الله والدار الآخرة تولى عنك وحفظك "احفظ الله تجده تجاهك".هذا المعانى الرائعة أثارها سيد قطب في ظلال القرآن (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) وقال هؤلاء الأنانيون، المسلمون يتخطفون وهؤلاء همتهم أنفسهم. ولا شك أن هؤلاء هم المنافقون أما المسلمون الصادقون فكانوا يقاتلون مع رسول الله. نلحظ الصالحين من عباد الله وطلاب العلم وغيرهم الذين يهتمون بتوعية الناس وقضاء حوائجهم وإعادة الدين لمجده, هؤلاء من يقضي حوائجهم فى بيوتهم؟ هذا ليس مشغولا بهذه الأشياء فلا يشغله الله بها. أما من ليس له همّ إلا نفسه يشغله الله بهذه الأشياء. مهما تفرغت لله اعلم أن الله يكفيك مؤونة الحياة قد أشغل بها كثيراً من عباده. يكفيه إياها من تفرغ له.

{يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} يظنون أن الله لا ينصرهم وهذا لا يقع إلا ممن ضعف يقينه وهم المنافقون. ولذلك قال بعدها (ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير