تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Sep 2009, 03:54 م]ـ

الحلقة 25

12 رمضان 1430 هـ

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) آل عمران

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} هذه الآية تخص نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وتبين لنا تلك العناية الربانية بهذا النبي الكريم وما حباه به ربه من أدب وقد جاء في الأثر {أدبني ربي فأحسن تأديبي. الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 18/ 375 خلاصة الدرجة: المعنى صحيح، لكن لا يعرف له إسناد ثابت} وإن كان حديثا ضعيفا ولكن معناه صحيح. وهذه الآية تدل على أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لنبيه من الرحمة اللين والعطف على أتباعه الشىء الكثير. ونحن أتباعه بحاجة ماسة أن نقتدي به لأنها تجمع تجمع القلوب مع أننا نلاحظ بين المسلمين المشاحنات الشىء الذي لا نرضاه ولا نحبه ونسأل الله ألا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.

(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ثلاث أوامر متتالية , اعفو وإستغفر وشاور. ثم قال {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.آية فيها متسع للقول الكثير وممكن نأخذ منها فوائد عبر ودروس كثيرة ومنها أهمية اللين للقادة وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يكون هناك إنفلات وجود إنفلات وفوضى بل إن جودة القيادة يكون فيها حزم ولين. ونلاحظ أن قال هنا هي رحمة من الله لك يا محمد أن جعلك لينا سمحا ومحبوبا لديهم. ثم قال عكس هذا (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) والبعض قد يتساءل ما الفرق بين فظ و غليظ القلب؟ الفظ هو الجافي الجلفالذي تخرج فلتات لسانه وتسمى فظاظة. وأما غِلظ القلب فهي قسوته. إنسان قاسي القلب لا يرق ولا يرحم ولا يعطف ويأخذ دائما مدخل بالشدة في الأمور والعنف ويحسم الأمور حسما فيه عنف إضرار بالآخرين ولا يراقب أحوال الناس ولا يحاول جمع كلمتهم بالرحمة والمودة واللين. ولذلك قال لو كنت أنت يا محمد فظا مع أن الله جمع لك من الصفات العظيمة وأنت سيد الثقلين لوكانت فيك هذه الصفة لإنفضوا من حولك. فإن كان الرسول وهو متصف بهذه الصفة فنحن من باب أولى.ولذلك نرى كثيرين من أهل العلم يكون عندهم فظاظة وغلظة إما في السمت والشكل وإما في طريقة إدارته. أما السمت فالمفروض أن يكون طالب العلم والداعية سمحا حتى في شكله وقسمات وجهه لأن الإنطباع الأول مهم جدا لمن يريد أن يتعامل معه. وكذلك لفظه في كلامه (خذ, إفعل, لا تفعل .. ). هذه الكلمات لا ينبغي أن تكون في قاموسه بل يكون إنسانا سمحا يستخدم الكلمات التي ترقق قلوبنا. والأمر الثالث في فعله وإدارته وقيادته {ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه، والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط، حتى تنتهك حرمات الله، فينتقم لله. الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6786 خلاصة الدرجة: [صحيح]}. ونلاحظ في حادثة الإفك ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. كانت علئشة تتهم وهو لا يعرف كيف يصل إلى الحقيقة في هذه القضية ومع ذلك ما تصرف تصرفا واحدا يخالف الهَدي العام له صلى الله عليه وسلم وفي آخر المطاف بعد مرور فترة طويلة جاء إلى عائشة وقال {قال: أما بعد، يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير