تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم قال فإذا عزمت {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} من 159 آل عمران. هذه الآية تيبين أن الشورى حتى لو وقع خلاف ما تريد من المكروه فإذا اتخذت قرارا مبني على الشورى وفشلت فهذا أحسن من الرأي الصائب الذي ينفرد به الواحد. لاحظ {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الذين قال في حقهم ذلك هم أناس أخطؤا في حق الرسول فصارت النكبة ومنها أن قُتل حمزة عمه وحبيبه وهو صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته ودخلت حلقتان في وجنته وشج رأسه ويقول الله جل وعلا أعف عنهم مع هذه الحالة العصيبة. الأولى بالعفو بأن لا يبقى في قلبك شىء عليهم. وهل هذا يكفي؟ لا. هذا لا يليق بمقامك أن تعفو فقط ولكن زد على ذلكأن تطلب لهم المغفرة من الله وهذا من الإحسان. الأمر الثالث ثم عد إلى مشورتهم. هؤلاء أخطأوا لا يعني ذلك أن انتهوا ويخرجوا من المجتمع. هم أناس طيبون صالحون يستشارون فيما يعرفون وينبغي أن تبقي لهم هيبتهم وكرامتهم وتلك الخطيئة يمحوها الله. وأنتم امحوها من صدوركم واستغفروا لهم.

هذه فيها افتة في غاية الروعة. يخطئ الكثير في مجتمعنا خاصة من الشباب سواء الصالحين أو غير الصالحين. فلا يجوز أن نجعل هذه الزلات عرضا أوحاجزا بل يجب أن يندمجوا ولا يجوز لنا أن نمكن الشيطان منهم فيتخذهم أعداء للمجتمع. فإذا أخطأ الشاب أو زلت القدم وعرفناه الخطأ وإعترف به وتاب عنه, تطوى صفحته. يبدأ صفحة جديدة ولا يُذكر بالذنب.حتى بين أفراد لأسرة.ماذا قال أحد الصحابة {أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران، فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده ومنا من يضربه بنعله ومنا من يضربه بثوبه، فلما انصرف قال رجل: ما له أخزاه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم). الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6781خلاصة الدرجة: [صحيح]} نفرق بين تصحيح الخطأ وبين معالجة المخطىء وضمه.

{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} هذا أمر للرسول وأيضا لأمته. أحيانا ينطبع في أذهاننا أن الأمر خاص بقوم معينين. ولكن عند التبصر نجدها عامة. مثلا {القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو للنار. الراوي: - المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 9/ 209.خلاصة الدرجة: صحيح} هل المقصود هو القاضي في المحكمة فقط؟. بل نحن نمارس الخطأ في حياتنا ربما أكثر من القاضى. المدرسة مثلا فيها طلاب كثيرون وكل واحد يشكى صاحبه. وأولادك في البيت وزوجاتك والجماعة في المسجد والجيران وغيرهم. هذا قضاء ونحن نمارسه و يجب أن نتقي الله. وأيضل (شاورهم) يفهم بعض الناس أن المقصود هو الملك أو المسؤول. بينما هي منهج حياة في بيتك مثلا لو تعلن أن الشورى مبدأ. وفي بيتك تشاور أفراد الأسرة ولو على قدرهم بدلا من قراراتك الخاصة فنحيي الشورى في بيوتنا. سنجد هذا أثر في تربيتهم ورضاهم وشعورهم بأنهم جزء من هذا البيت. وهذه قضبة غفل الناس عنها واشتغلوا بأن الشورى عند القائد. مثلا من الآيات أو الأحكام عموما منها {إن خيركم من علم القرآن أو تعلمه.الراوي: عثمان بن عفان المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/ 204. خلاصة الدرجة: إسناده صحيح} يتجه الذهن إلى القرآن فقط بل إنها تنطبق على جميع أنواع العلوم المرتبطة بالقرآن.

(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) متى تشاورنا ثم عزمنا يجب أن نجد في الأمر ولا نتردد. إذا اتخذ الأسباب التي تنضج القرار فيمضي ويتوكل على الله. إستمر لأن التردد يصيب الناس بفوضى. وهذا مبدأ في الإدارة (لا تتردد). والذي يمنع الناس من التنفيذ هو الخوف من الفشل. فقد يشاور ولكن يخشى من الفشل. انت أخذت الأسباب وشاورت وإستخرت وعزمت فتوكل على الله فالأمور كلها تقديرها بيد الله. وهذا يطمن الإنسان أنه قدم الأسباب والباقي على الله وإذا فشلت ما عندك مشكلة. هذا اسلوب صحيح في الإدارة. في هذا الموقف اتخذ النبى صلى الله عليه وسلم الأسباب وكان الأغلبية يريدون الخروج وكان لديه رأي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير